وظائف المستقبل.. «انسف» عملك القديم

الاستعداد لوظائف المستقبل يحتاج من أبنائك دراسة تخصصات دقيقة وإجادة اللغات، خاصة الإنجليزية، هذا ما أكده محمد رأفت، خبير الموارد البشرية، ويضيف: «على الشاب الذى يرغب فى إيجاد فرصة عمل فى المستقبل أن يجيد جميع برامج الكمبيوتر إجادة تامة ولن يكون مقبولاً نهائياً أن يكون نصف متعلم فى هذا المجال».
ويؤكد: «المستقبل للتخصص فى المجالات العلمية، فالمجالات الدقيقة فى الطب والهندسة والعلوم والتكنولوجيا ستكون الأكثر طلباً واحتياجاً فى أسواق العمل المحلية والعالمية مستقبلاً». ويمكنك إجراء اختبار لمعرفة مجال العمل المناسب لك عبر الموقع www.myfuture.com/toolbox/workquizzes.html.
ويمكنك أن تأخذ معنا جولة فى عالم الوظائف المستقبلية من خلال هذه السطور التالية:
- عالم البيولوجيا الحاسوبية: تجمع هذه الوظيفة بين علوم الكمبيوتر والبيولوجيا والرياضيات، يفيد هذا المجال أطباء علم الوراثة فى اختبار الجينات الوراثية للمريض ووضع أفضل العلاجات والأدوية لهذا المريض.
- محللو المخ: بالاستخدام المتزايد لأدوات تصوير المخ، سوف يتمكن علماء الأعصاب من معرفة كيف يشعر ويفكر الآخرون وبالتالى كشف خداع الناس، وتشخيص الأمراض العقلية وتحديد مواطن القوة الفكرية لديهم، وإجراء دقيق لبحوث السوق لاختيار الأفراد للمهن الأنسب لقدرات مخهم.
- متخصص نانوتكنولوجى: ترتكز هذه الوظيفة على دراسة المستوى الجزيئى من كل شىء، وبناء هياكل من النانومتر، فهى ممارسة جديدة ولكنها متخصصة ودقيقة جداً، ويتوقع العلماء أن تكون لها تطبيقات على نطاق واسع بدءاً من الطب والإلكترونيات وحتى كشف أشكال جديدة لإنتاج الطاقة.
- استشارى علم الوراثة: الطبيب المتخصص فى هذا المجال سوف يكون قادراً على اختبار عشرات من العلامات الوراثية والتنبؤ بما إذا كان شخص سيتعرض لمشكلة أساسها جينياً أو وراثياً، ومساعدة الأفراد والعائلات فى الحد من خطر المرض بالتكنولوجيات الوراثية.
- الرعاية الصحية: وظائف غير جديدة لكنها ستظهر بقوة فى المستقبل، وفقاً لوزارة العمل الأمريكية، فإن 13 من 20 من مجالات العمل الأكثر نمواً بين عامى 2004 و2014 متعلقة بمجالات الرعاية الصحية.
- من وظائف التكنولوجيا المتطورة: خدمات التعهيد «outsourcing» وتعنى «أن طرفا ما يمثل شركة أو منشأة أو هيئة من قطاع تكنولوجيا المعلومات أو من خارجه - يعهد لشركة تكنولوجيا معلومات متخصصة داخل بلاده أو فى بلد آخر خارجى بمهام معينة‏،‏ وتشمل عدة خدمات منها: البرمجيات، التراجم، الإدارة، دراسات الجدوى الاقتصادية، الاستشارات القانونية، الرسومات الهندسية وغيرها».
ويعلق الدكتور عادل دانش، رئيس شركة «أكسيد» المتخصصة فى «خدمات التعهيد»: «شركات خدمات التعهيد سيكون لها مستقبل كبير فى مجالات التوظيف حيث إنها تقدم خدمات العملاء سواء داخل البلد أو خارجه.. وأعتقد أنها ستوفر حوالى 100 ألف وظيفة، ولكنها تتطلب إجادة اللغات للحصول على وظيفة متميزة».
وجاءت مصر فى المركز السادس على مستوى العالم فى تقديم خدمات التعهيد فى مجال تكنولوجيا المعلومات، وفقاً للمؤشر العالمى لأفضل الدول الواعدة فى مجال خدمات الصادر من مؤسسة «إيه. تى. كيرنى» الاستشارية العالمية.
بناة الروبوت Robot: تعمل بالفعل فى مختبرات البحث والمصانع والمستشفيات، ولذلك فمجال العمل فى بناء وصيانة الروبوتات مطلوب ويلزمه الخبرة فى مجال علوم الكمبيوتر والهندسة والإلكترونيات.. فلا تندهش مستقبلاً إذا لم تجد عامل الكاشير فى المتجر ووجدت بدلاً منه «روبوت»!
- تكنولوجى أو تقنى البيانات: بحلول 2012 ترددات رقائق الراديو وكاميرات الفيديو وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة الاستشعار.. سوف تولد المزيد من المعلومات التى قد يصعب على الناس فهمها، وعلى تكنولوجيا البيانات بناء هياكل البيانات الحقيقية والافتراضية التى تحول نهر البيانات لشىء مفيد وجميل.
المستقبل بالفعل سيكون لمجال تكنولوجيا الاتصال.. هذا ما تؤكده د. نعمت عبدالقادر – أستاذ بقسم الاتصالات جامعة القاهرة- وبالتالى سيفتح هذا القطاع مجالات كثيرة للعمل فى المستقبل، لكن المشكلة فى سوق العمل المصرية هى قلة الطلب على الرغم من كثرة المتخصصين فى هذا المجال وهو ما يعنى أن المستقبل سيكون من نصيب المتميز الذى يطور مهاراته باستمرار.
- صناعة المواد الغذائية العضوية: بحلول عام 2010 سوف تشكل الأطعمة والمشروبات العضوية نحو 10 % من إجمالى السوق، وسيكون هناك إقبال متزايد على منتجى الأغذية العضوية.
عامل أو مدير محطة وقود الهيدروجين: وفقاً لدراسة أجرتها شركة فورد؛ فإن الهيدروجين يمكن أن يتنافس مع محطات البنزين للتزود بالوقود من حيث التكلفة، وهو ما ينذر باختفاء المنقبين عن البترول فلا حاجة له فى وجود الهيدروجين والطاقة الشمسية.
- مرشد سياحى فى الفضاء: يكون حاصلاً على بكالوريوس الهندسة الفضائية، فصناعة السياحة الفضائية بدأت بالفعل، ومن المتوقع افتتاح أول فندق فى الفضاء 2012 وسيكون بداية لقطاع جديد من الوظائف التى تتطلب دمج المعرفة الدقيقة بعلوم الفضاء وآداب حسن الاستضافة، وتكون مهمة المرشد الأساسية مساعدة السياح فى الاستمتاع بتجربة فريدة، بدءاً من الإقلاع حتى الهبوط الآمن.
 أما عن الوضع فى مصر، يقول وليد رحومة - دكتور بقسم الفلك بكلية العلوم جامعة القاهرة: «على الرغم من أن قسم الفلك موجود منذ 1936 لكن خريجى القسم يعانون - لا يتعدى عددهم 15 طالباً - من قلة فرص العمل فى مصر وليس أمامهم سوى «مرصد حلوان، والمركز القومى للبحوث»، وعلاقاتك الشخصية هى ما يفتح أمامك المجال للعمل فى الخارج.
النجاح فى هذا المجال يتطلب إطلاق العنان لخيالك كما فعل عمرو أمين -شاب كبر على حب الطيران وهو مؤسس جروب «عالم الطيران» على الفيس بوك وطرح فكرته من خلال الجروب وسيسعى إلى تحقيقها فى المستقبل وهى إنشاء جمعية مصرية لعلوم الطيران والفضاء«Egyptian Aerospace Society «EAS.
وعنها يقول عمرو: «هى مشروع لتكوين مجتمع علمى هندسى فى مجال هندسة الطيران فى مصر والوطن العربى» بل إنه وضع أهدافها واستراتيجيتها وخطة لتنفيذها لتكون مؤسسة على غرار وكالة ناسا الفضائية.
أما الوظائف التى لن يكون لها مستقبل: عمال الصرافة فستكون التعاملات المالية رقمية، مصورو أفلام الفوتوغرافيا؛ فالعالم يتجه نحو التصوير الرقمى، محال بيع CDs، فالمواد الرقمية سيتم تخزينها على الشبكات الإلكترونية بالكامل، عمال التعدين لإمكانية استخدام بعض الجراثيم لاستخراج المعادن الخام إذا حدث تقدم فى علم Biomining، حتى الطيار المقاتل سيحل محله الروبرت الحربى.
وفى المقابل، هناك وظائف لن تختفى مهما تقدم العلم، لذلك فلا يقلق رجال السياسة ورجال الدين، وجامعو الضرائب والفنانون المبدعون فى مختلف المجالات.. وبالطبع الحانوتى ومتعهدو الجنازات!