فى العمل ثمة مكان محكوم بأشخاص قادرين، فتيات ونساء عاملات يتعرضن للتحرش ولا يستطعن الحديث عن معاناة البحث عن لقمة عيش انتهت الدراسة التى أعدتها الباحثة منى عزت عن قضية التحرش بالنساء فى أوساط العمل، إلى ضرورة إصدار قانون يجرم التحرش الجنسى بجميع أشكاله، وتوفير الحماية القانونية والنقابية للعاملات. وأكدت هذه الدراسة التى أشرفت على عملها مؤسسة المرأة الجديدة أن معظم النساء العاملات يتعرضن يوميا لصور مختلفة من التحرش، فقد ضمت عينة البحث 40 عاملة فى القطاع الصناعى والاستثمارى فى 4 محافظات هى الإسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وتراوحت أعمار المبحوثات بين 19 و49 سنة من آنسات، ومتزوجات ومخطوبات وأرملة واحدة من مختلف المؤهلات الدراسية بالإضافة إلى 5 أميات. وتؤكد دراسة هذه العينة أن أشكالاً متنوعة للتحرش موجودة فى بيئة العمل، بداية من نظرة العين ونهاية بتمزيق الملابس والتقبيل - كانت هناك حالة اغتصاب واحدة - مروراً بملامسة الجسد، إلا أن نظرة العين غير المريحة وملامسة الجسد و«التحسس» كانت أكثر أشكال التحرش شيوعاً. تذكر الدراسة أن بيئة العمل فى معظم المصانع والمؤسسات التى أجريت عليها الدراسة تلعب دورا رئيسيا فى مسألة انتشار ظاهرة التحرش فى العمل، فمعظمها تتلاصق دورات مياه الرجال والنساء، وتسهر النساء فى المصانع إلى ساعات متأخرة لإنجاز العمل المطلوب فى وقت قصير فى غياب الأمن وتكون تلك المصانع فى مناطق هادئة وبعيدة عن السكان، حيث أوضح معظم المبحوثات أن التحرش يتم داخل العنابر وفى أتوبيسات النقل الخاصة بالعمل وفى الشارع بعد انتهاء العمل. وذكرت إحدى الفتيات التى أجريت معها الدراسة أنها تلقت مكالمة من أحد زملائها وقال لها إن صديقتها فى المصنع تعانى من تعب شديد وهى تعيش وحدها ولا يوجد من يساعدها فهرعت إلى منزلها وهناك وجدت 4 من الشباب الذين يعملون معها فى نفس المصنع وشدوها إلى داخل الشقة واغتصبوها وصوروها بالموبايلات ونشروا صورا لها فى أوضاع سيئة. فى قصة أخرى مختلفة تماما تقول إحدى الفتيات إن أحد الشباب وكان يعمل معها فى المصنع باغتها فى الحمام وأمسك بصدرها وعندما فضحت أمره واستغاثت وصل الأمر للمشرف العام الذى استدعى الشاب الذى اعترف بفعلته نادماً، فقال له: «خلاص بس متعملش كدة تانى»!!