«تنفذ غالبية دول العالم عمليات اغتيال لمناهضيها، غير أن سمعة الموساد الإسرائيلى هى الأقذر فى هذا الصدد»، هكذا بدأت مجلة دير شبيجل الألمانية تقريرها عن نجاحات وإخفاقات المخابرات الإسرائيلية فى تنفيذ العمليات الموكلة إليها، وذلك مع الصدى الواسع الذى أحدثته عملية اغتيال القائد العسكرى لحماس محمود المبحوح فى دبى. فالموساد واحد من أكثر أجهزة المخابرات إثارة للجدل فى العالم، فعلى الرغم من نجاحاته المتعددة التى صنعت له سمعة متفوقة، فإن الإخفاقات التاريخية وعدم الاهتمام بأى آثار معنوية ضارة بسمعة الدولة العبرية تدفع الكثيرين للتقليل من نجاحات الموساد. وتقول صحيفة «جارديان» البريطانية إن الموساد من أكثر أجهزة المخابرات اعتيادا على استخدام جوازات السفر الأجنبية المزورة لمواطنى الدول الأخرى فى عملياتها. وتلاحظ «جارديان» أن الموساد من أكثر أجهزة المخابرات استخداما للنساء فى عملياته المختلفة، مدللة على ذلك بأن العملية الأخيرة تضمنت وجود امرأة بين ال11 منفذا. وترى صحيفة «هاآرتس»، على لسان المحلل الأمنى يوسى ميلمان، أنه على الرغم من التأثير الدعائى السلبى الذى تحقق من خلال حملة دبى ضد الموساد فى أعقاب العملية، والمشاكل الدبلوماسية التى تورطت فيها إسرائيل مع الدول الأوروبية التى استخدمت جوازات مواطنيها، فإن المخابرات نجحت فى قتل المبحوح على الرغم من علمه التام بأنه أحد أهم المستهدفين الإسرائيليين. وتقوم بتنفيذ الاغتيالات عادة وحدة فى الموساد تعرف باسم «كيدون»، وهى تعد قوات الصفوة فى الموساد، حيث إنها مدربة على استخدام جميع أنواع الأسلحة بكفاءة عالية فضلا عن القتل بشكل يجعل الاغتيال أقرب للحادثة منه للقتل العمد، وتضم هذه الوحدة 48 شخصاً يعملون فرادى أو فى مجموعات. وتشكل «كيدون» جزءا من الوحدة الرئيسية للموساد وهى «قيصريا» التى تضم الوحدات التنفيذية المختلفة، بما فيها وحدة جمع المعلومات والعلاقات الاستخباراتية. وتتنوع الوسائل التى يتبناها الموساد فى الاغتيال غير أن أكثرها استخداما هو السيارات المفخخة والسم وتفخيخ الهواتف (التليفونات) أو أجهزة التليفون المحمول، كما يتعاون الموساد مع الجيش الإسرائيلى فى استهداف الناشطين الفلسطينيين من خلال أجهزة التتبع التى يتم زرعها فى أماكن إقامة أو وسائل تحركهم من خلال عملاء الموساد على الأرض، ليتم استهداف الناشطين بدقة بالصواريخ التى تبحث إلكترونيا عن أجهزة التتبع. ويقول خبراء الموساء إنه بوسعهم أن يقوموا بتصفية أهدافهم من خلال إطلاق النار عليهم فى الشوارع إلا أنهم يقومون بالتصفية بأشكال مختلفة من ضمنها تفخيخ الهواتف، وذلك ليعرف كل من تستهدفهم إسرائيل أنه عليهم أن يبقوا أعينهم مفتوحة 24 ساعة فى اليوم من أجل سلامتهم.