يتحدث الإعلام هذه الأيام عن «لوبى صهيونى» فى فرنسا امتدادا ل«اللوبى الصهيونى الأمريكى».. ولا غرابة، فالمتابع للتاريخ يجد أن أوروبا قدمت «فلسطين» على طبق من ذهب لليهود لتأمين مصالحها فى المنطقة، لما لها من موقع استراتيجى وثروات لا تحصى، وكتعويض ارتكب فى حقهم من محارق ومجازر.. يؤكد الكاتب «هرتزل» أنها لم تكن سوى خدعة صهيونية لابتزاز عطف الغرب ودعم الصهيونية وتهجير اليهود إلى فلسطين (أرض الميعاد) كما يدّعون بعد ضيق أوروبا بأعدادهم وما يخططونه لدمار المجتمعات وتراثها.. ليكون ذلك سببا أيضا لمخاوف (فرانكلين) مؤسس الولاياتالمتحدة من خطر تواجدهم وتأثيرهم السلبى على التقاليد والمعتقدات، وجرّ الشباب إلى الانحراف ونشر الأفكار الماسونية بين النخبة وسيطرتهم على مؤسسات المال والاقتصاد والأمن والجمهور وإخضاعهم لها من خلال تأسيس «لوبى» من أحزاب ومنظمات تؤثر على المؤسسات والسياسة الخارجية وصناعة القرار بما تملكه من مقومات مالية وأفكار تآمرية وجبهة صلدة تخترِق ولا تُختَرَق..لذلك فليس غريبا على الصهيونية أن تمتد بأذرعها لتشكيل «لوبى» فى أوروبا، خاصة فرنسا التى تعتبر صديقا حميميا للعرب والمسلمين.. لتبدأ الصحف الكبرى بحملاتها منذ 2003 معبرة عن تعاطف ملحوظ مع اليهود نتيجة تغير الفكر الفرنسى وانحيازه لإسرائيل وتشجيع النمط الأمريكى، تماشيا مع رؤية الراديكاليين الرافضة الوجود الإسلامى ومعهم شخصيات منتمية ل«اللوبى»، محاولين فك ارتباط فرنسا بالعرب.. وإن دلّ ذلك على شىء الآن فهو يدلّ على عجزنا أمام المخطط الصهيونى وتفوقه علينا بسبب ما نواجهه من إرهاصات وتشرذم وفشل فى أن يكون لنا مشروع قومى أو سياسى أو اقتصادى يواجه المشروع الصهيونى، على الرغم من إمكانياتنا البشرية والمادية والجغرافية..... وهكذا (لوبى صهيونى أمريكى وفرنسى)، ولا نستبعد وجود «لوبى» صهيونى عربى فى ظل العولمة وسيطرة الماسونية على بعض النوادى الاجتماعية المشبوهة واختراق مجتمعاتنا لتصل أذرع التصفية عبر جدارنا الأمنى إلى عقر دارنا، لاغتيال من شاءوا.. وإلا فماذا نسمى اغتيال «المبحوح» فى دبى؟.. والتجاوزات تتزايد يوما بعد يوم لتتجاوز المنطق حين تصل لاعتقال أطفال من بين ذويهم فجرا وبلا رحمة.. ويحضرنى سؤال ربما لا يعجب البعض ولكنه يحيرنى ومن معى: ألم يكن من الأفضل لو بقيت حماس جبهة مقاومة شرعية، تثير الرعب فى قلب العدو كما كانت قبل أن تصبح على رأس سلطة خاضعة لقوانين ومواثيق دولية تحد من دورها فى المقاومة.. ألم تشجع الخلافات بين «فتح» و«حماس» فتح الطريق أمام العدو ليرتكب ما يحلو له؟!.. ثمّ نتساءل أيضا: هل من أمل فى «لوبى» عربى.. وهل نستطيع اختراقهم كما يفعلون؟ والجواب ساخر موجع: فكيف يكون لنا «لوبى» ونحن ليس لدينا «لوبى» عائلى أو اقتصادى أو حضارى نواجه به الحضارات الأخرى فى ظل هذا الصراع.. ليس لنا «لوبى» إلا فى صالات القمار والنوادى الليلية وأماكن التآمر والنميمة والفتنة... فلا يمكن إلا أن نكون هكذا!! نخاف الدخول فى حرب للدفاع عن حق! لكننا نقتل ونُقتَل فى سبيل حفنة دراهم أو من أجل غانية وعشيقة! وكلمة شكر أخيرة إلى الفريق الضاحى وشجاعته فى إصدار مذكرة القبض على رئيس وزراء إسرائيل. إليك... تعال نهيم روحين فى عالم السمو.. تعال.. فالمخاض يشتد معلنا ولادة حقيقة.. والنبض يرقص على إيقاع حب.. والموجات البلورية تتسابق متوجة بالزبد اللؤلؤى.. والأمل يرسم ابتسامته على شفاه الغد.. ونواقيس السعادة تدق معلنة بداية حياة ونهاية معاناة.. تعال.. احملنى على خيول الشوق المنسوجة سروجها بخيوط الفجر الجديد.. تعال.. نضىء سماء العشق.... ننشد ترنيمة الأمل.. تعال.. خذنى من عتمة الأمس وتابوت الجحود.. وانطلق بى إلى عالمك الأسطورى يا سيدى... يا سيد؟؟؟؟