أثارت زيارة الدكتور على جمعه مفتى الديار المصرية إلى القدس ردود فعل غاضبة بين قادة الحركات الفلسطينية المختلفة والناشطين الفلسطينين بالداخل والخارج. من جانبه انتقد عزت الرشق، عضو المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية حماس، زيارة مفتى مصر على جمعة للقدس، مؤكداً أن تلك الزيارات تطبيع مرفوض مع العدو. وقال الرشق، فى تصريح له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» حول زيارة عدد من الشخصيات العربية: أهلا بكم فاتحين، وليس تحت حماية المحتلين. وأضاف: «زيارات عدد من المسئولين العرب للمسجد الأقصى فى ظل الاحتلال تطبيع مرفوض مع العدو وخدمة مجانية للمحتلين، وهذه الزيارات يرحب بها الاحتلال ويرفضها شعبنا وأهل القدس». فيما قال قال الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، إن زيارة جمعة عليها علامات تعجب كثيرة، فلماذا هذه الزيارات بعد الثورات العربية؟ وهل لا يعلم مفتي مصر أن هذه الزيارة تتم بحراسة من أمن الكيان الصهيوني؟. وأكد الخطيب أن «مفتي الديار المصرية لا يعلم الكثير عن أخبار القدس، ومن المؤكد أن المفتي لا يعلم بمنع الشيخ رائد صلاح المناضل الفلسطيني من دخول القدس وأيضًا منع إمام المسجد الأقصى من دخوله، ولذلك فإن منع الفلسطينيين من دخول القدس والسماح بدخول آخرين محاولة واضحة من الكيان المغتصب لتهويد القدس». وتابع أن مصاحبة مفتي القدس الشيخ محمد حسين للشيخ علي جمعة ما هي إلا مصاحبة موظف في الدولة لنظيره، مؤكدًا كامل احترامه لشخصهما لكنه رفض في نفس الوقت ما حدث بشكل قاطع وطالب العرب والمسلمين بالتضامن مع القضية بشكل أكبر. في السياق قال المؤرخ والكاتب الفلسطينى عبد القادر ياسين «إن الزيارة تمت دون تأشيرة أو ختم إسرائيلى – حسب تصريح إبراهيم نجم مستشار المفتى – واستثناء إسرائيل جمعة من هذين الشرطين لا لشيء إلا لأن الزيارة تقدم لها خدمة جليلية، وهى التطبيع مع مرجعية دينية كبيرة يسير وراؤها الكثيرون مثل مفتى مصر». وأضاف ياسين: «إن إسرائيل أقبلت على هذه الخطوة فى الوقت الذى تمنع فيه المتضامنين مع الشعب الفلسطينى من الجنسيات الأخرى من دخول الأراضى المحتلة، بل وتمنع الفلسطينين أنفسهم من دخول القدس أو الصلاة فى الأقصى». وتابع ياسين إن إمامه جمعه للمصلين فى الأقصى وإمساكه بالحلقة التى ربط بها الرسول براقه من باب إساءة استخدام الدين على نحو يذكرنا بما افترقه السادات فى زيارته للقدس عام 1977، حين بدأها بالصلاة فى المسجد الأقصى فى أول آيام عيد الأضحى. كما حدد ياسين 3 أسباب من وجهة نظره لاختيار هذا التوقيت تحديدا للزيارة، قائلاً: «يبدو ان هناك صراعا فى الأزهر وأراد جمعة أن يستقوي بالعدو الإسرائيلي، والثانى يرجع إلى أن زيارة الداعية الإسلامى الحبيب الجفرى لإسرائيل قبل أسبوع لم تترتب عليها أى مشاكل، وأخيراً ربما أراد النظام الاردنى إحراج المجلس العسكرى المصرى بهذه الزيارة وإجباره على تحديد موقفه من قضية العلاقة مع إسرائيل فى وقت يعانى فيه من اضطرابات داخلية كثيرة».