يرى الأسير الفلسطيني خضر عدنان، الذي أجبر إسرائيل على الإفراج عنه منتصف الشهر الجاري، أنه لم يقدم سوى تجربة بسيطة أمام تضحيات قدامى الأسرى في سجون الاحتلال، رغم أنه خاض معركة غير مسبوقة امتدت 66 يوما إضرب خلالها عن الطعام اعتراضا على اعتقاله الإداري. طالب عدنان في حواره مع «المصري اليوم» حكومات الربيع العربي بتوجيه ثورات بلادهم نحو فلسطين، لنصرة الأسرى والوقوف إلى جانبهم في معركتهم الحالية وتحرير المقدسات الإسلامية من الاحتلال ومماراساته. أجرى الحوار في رام الله محمد أبو الرب: بداية.. كيف كانت تجربتك في هذا الإضراب الذي تواصل 66 يوما؟ الشعب الفلسطيني وتضحياته ووقوفه إلى جانبي في هذه لمعركة كانوا الدافع الحقيقي وراء ثباتي على موقفي وإضرابي المتواصل عن الطعام. مرت الأيام بشكل سريع لم أشعر به وكنت حتى اليوم ال 38 من الإضراب لا أواجه صعوبة كبيرة، لكن بعد ذلك بدأت صحتي تتدهور، وبدأت معدتي تخرج الأحماض حتى اليوم ال 58 في الإضراب. وهل كنت تشعر بفعاليات التضامن معك التي تجرى في الأراضي الفلسطينية؟ كنت أرى وقوف الشعب الفلسطيني معي وأتابع ذلك خصوصا من إخواننا في اأراضي المحتلة عام 1948 . الحقيقة أنه يجب الوقوف مع جميع الأسرى ومساندتهم ودعمهم لأهم رأس الحربة في الدفاع عن الوطن والدفاع عن المقدسات الإسلامية. لكن يتردد أن هناك انقساما داخل الحركة الاسيرة.. تعليقك؟ أختلف مع من يقول إن الأسرى غير موحدين، الاختلاف بوجهة النظر شيء طبيعي لأن جميع الأسرى على قلب رجل واحد، وهم يخوضون إضرابات جماعية داخل سجون الاحتلال. الجميع يتعرض لقمع الاحتلال، سواء من حركة «فتح» أو «حماس» أو غير ذلك من الفصائل الفلسطينية. الجميع يتعرض للتفتيش العاري من قبل السجان ولغيرها من سياسات الإذلال. ثم إن رضوخ الاحتلال لمطالب الأسرى لا يحتاج إلى إضراب الآلاف منهم، فهناك تجربة فردية خضتها أنا وهذه نتيجتها.. أفرج عني وتوقف الاعتقال الإداري بحقي. إذا هذا يؤكد مقولة البعض أنك وضعت نهجا نضاليا للأسرى، خاصة أن العشرات يخوضون الآن إضرابا عاما عن الطعام؟ من هو خضر عدنان ليضع نهجا نضاليا أمام تضحيات الأسرى القدامى، الذين ضحوا بسنوات عمرهم في الاعتقال دفاعا عن الأرض الفلسطينية وكرامة الأمة. ما قمت به تجربة بسيطة. وهل ترى أن المستوى الرسمي الفلسطيني كان على توازن مع المستوى الشعبي في دعم قضيتك؟ المستويان الرسمي والشعبي في الضفة الغربية وقطاع غزة كان لهما دور بارز في قضيتي. كانوا موحدين في الفعاليات الشعبية والرسمية، لكن يجب أن نتوحد أكثر لنتمكن من الدفاع عن قضية الأسرى الفلسطييين جميعا. الأسرى يخوضون معركة العزة والكرامة وعلى جميع الحكومات العربية، خاصة بلدان الربيع العربي أن تؤازرهم. يجب أن تتجه الثورات العربية نحو فلسطين وتحرير أسراها. كيف يخوض الأسرى الإضراب لعشرات الأيام ولا نسمع حاكما عربيا يتكلم عن هذه القضية، رغم أن هناك من رفعوا صور خضر عدنان من المتدينيين اليهود في إسرائيل، اعتراضا على الظلم. بمناسبة إسرائيل.. وصفوك في جيش الاحتلال بأنك إرهابي.. خاصة بعدما انتصرت في معركة الأمعاء الخاوية.. فهل تخشى من أن يدبر لك الجيش أمرا ما؟ نعم.. قال أحد ضباط الاحتلال وأنا خارج من سجني إن هذا الرجل أحدث سابقة في تاريخ الحركة الأسيرة، هذا دليل على أنهم يخشون الإضرابات. لكننا تعلمنا ألا نخاف سوى من الله. أي شيء بعد ذلك يهون. هل الوضع في السجون مرشح لمزيد من التطور ليتحول ثورة أو انتفاضة؟ هناك ثورة بالفعل داخل السجون أبطالها الأسرى. مصلحة السجون استنفرت كل قواتها وأوقفوا الإجازات ويعرفون أن الإضراب ليس بشيء سهل. السجانون في حالة توتر وارتباك. جنود الاحتلال يقومون بقلب الغرف رأسا على عقب في المشفى، وبعد ذلك يطلبون من الأسرى العاجزين عن الحركة إعادة ترتيب غرفهم، فماذا يوجد في ملابس الأسير الداخلية سوى أن السجانين إناس قبيحون عديمو الأخلاق. أنا أثناء الإضراب، كانوا يفتحون علي الحمام وأنا استحم أو أقضي حاجتي.. ماذا يعني ذلك إلا أنهم منزوعو الأخلاق، ما الذي يعنيه أن ينظر السجان إلى السجين في المرحاض ولا يسمح بإغلاق الحمام عليه سوى أنه قبيح.