كثيرا ما أسمع هذا السؤال، هل الحب حرام؟ وأحببت أن أجيب عن هذا السؤال القديم الجديد. السؤال بصيغته هذه سؤال خطأ لأنه سؤال عام جدا، لأن الحب في حد ذاته مشاعر إنسانية وحيوانية راقية، ولا تعترض على كلمة حيوانية فأنا لا أقصد بها شر، ولكن أقصد أن الحب ليس مقصورا على الإنسان وحده، بل هناك كائنات أخرى تعرف هذه المشاعر الرقيقة فحاول أن تقترب من أبناء قطة حديثي الولادة وسوف ترى أثر هذا الحب على يديك ووجهك. إذن فهذه المشاعر الرقيقة قاسم مشترك بين جميع الكائنات الحية. ولكن السؤال يجب أن يكون عن المستقبل لها هل يستحقها أم لا؟ بمعنى هل يجوز أن تحب الفتاه زميلا لها في المدرسة أو الجامعة أو العمل وغير ذلك؟ لا .. لا يجوز لها أو له ذلك، لماذا؟.. لأن الله قد وضع إطار منظم لهذه العلاقة أقصد به الزواج، والذي عليه تقوم عمارة الأرض، حيث تبنى الأسرة في الإسلام لتكون لبنة المجتمع الأولى ومن خلالها وعليها يبنى المجتمع نفسه، وإنما قدمت الفتاه لأنها الطرف الأقوى في العلاقة على عكس ما يشاع فبدون موافقتها لا تكون هناك علاقة أصلا. و أزعم أن هذه العلاقة ليست حبا بل هي عبارة عن رغبة جنسية فقط من الذكر أو الأنثى أو كلاهما معا، وأتحدى من يقول بأنها مشاعر بريئة وحب طاهر عفيف إلى غير ذلك من حبائل الشيطان التي يضل بها عباد الله عن الطريق القويم، وأعلم أن تحريم هذه العلاقة لحكمة لأن آثارها المدمرة تطول الفرد والمجتمع ككل. أما الحب فهو الذي بين الرجل و زوجته و بين الأم وأطفالها وإلى غير ذلك من العلاقات المطهرة العفيفة حقا، وانظر لحال هؤلاء الذين يتحدثون عن العشق و الهوى وأن العالم تغير وأن المدنية الحديثة تفرض كذا وكذا الى آخر هذا الكلام الذي شبعنا منه، حتى شاع في مجتمع المسلمين ما شاع في الغرب من انحلال و ضياع وتمزق وانحراف وجرائم و زنا محارم، كل هذا لأننا تركنا إتباع تعاليم ديننا الحنيف وتركنا القرآن و السنة و لهثنا خلف ماركس و لينين و مارلين مونوروا و مايكل جاكسون و ألاف و ألاف من هؤلاء الجهلة، وتركنا محمد صلى الله عليه وسلم و تركنا عمر و عثمان و علي و أبا بكر. وعلمنا أولادنا الغناء والرقص وتركنا القرآن والأحاديث الشريفة، فخرجت الأجيال مفصولة عن ماضيها تائهة في حاضرها، لا ترى أي مستقبل لها إلا في تقليد هذه المغنية أو الراقصة، وياليت قلدناهم فى القيم الحميدة الشائعة عندهم من حب العلم والعمل بأخلاص والدقة والانضباط. أيها السادة الأفاضل أعزكم الله و أعز الإسلام بكم لست إرهابيا و لا متطرفا، ولكني مسلم يحزنني حال هذه الأمة التي كانت في يوم من الأيام أعظم أمه أصبحت اليوم تضرب بالنعال كل يوم على أم رأسها، فعودوا إلى ربكم يرحمكم الله عودوا لكي ينصرنا الله كما نصر أجدادانا والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.