«بان كي مون»: العنف في سوريا يتفاقم رغم اقتراب انتهاء المهلة

أعلن بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، الخميس، أن الصراع في سوريا يتفاقم، ولا يوجد أي مؤشر على انحسار الهجمات على المناطق المدنية رغم تأكيدات دمشق أنها بدأت سحب قواتها وفقا لخطة السلام الدولية.
وقال: «رغم قبول الحكومة السورية خطة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، والتي تتضمن مقترحات مبدئية لحل الأزمة، فإن العنف والهجمات على المناطق لم تتوقف».
ورفض سكان منطقة واحدة على الأقل تتعرض لإطلاق النار من قوات الرئيس السوري بشار الأسد، ادعاءات الحكومة السورية بانسحاب القوات في عدة مدن قبل الهدنة التي من المقرر أن تبدأ في العاشر من أبريل.
وقال كوفي عنان، المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، إن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من العمل لوقف كل أشكال العنف.
ووافق مجلس الأمن، الخميس، على بيان عنان الذي يحث سوريا على الالتزام بالمهلة، وأشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى أن قوات الأسد قتلت أكثر من 9000 شخص خلال الانتفاضة.
وأصدرت حكومة الأسد أحدث عدد رسمي للقتلى في الانتفاضة التي اندلعت قبل 12 شهرًا. وأبلغت الأمم المتحدة بأن 6044 شخصًا قتلوا، منهم 2566 من جنود الشرطة والجيش.
وقال الأمين العام السابق للأمم المتحدة للجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال دائرة تلفزيونية من جنيف: «أدعو الحكومة وقادة المعارضة لإصدار تعليمات واضحة حتى تعم الرسالة أنحاء البلاد».
وتابع: «يجب أن نوقف (قصف) الدبابات وطائرات الهليكوبتر ومدافع المورتر والمدافع، وأن تتوقف كل أشكال العنف».
وقال «عنان»: «أبلغتني الحكومة بانسحابات جزئية من ثلاثة مواقع، إدلب والزبداني ودرعا. وأنتظر المزيد من الخطوات ومعلومات أكثر اكتمالا».
وأضاف: «إشارت الحكومة إلى أنها ستواصل إبلاغي بالخطوات التي تتخذها. لكن من الواضح أن هناك حاجة ماسة لخطوات أكثر تأثيرا».
ولمح بشار الجعفري، السفير السوري لدى الأمم المتحدة، إلى ثغرة محتملة في خطة عنان، وهي أنها لا تشير إلى سحب قوات الشرطة. وقال للصحفيين إن الشرطة لا يشملهم الموعد النهائي لسحب القوات السورية لأن «نشر الشرطة هدفه حماية المدنيين». في الوقت الذي أكد فيه نشطاء المعارضة أن الجيش والشرطة مسؤولون عن قتل المدنيين في حملة الحكومة التي مضى عليها عام لإخماد المظاهرات المطالبة بالديمقراطية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنباء عن مقتل 33 شخصا على الأقل، من بينهم 14 جنديًّا الخميس. وقال «المرصد» إن 16 من القتلى سقطوا في حمص و14 في محافظة إدلب.
وأعلن نشطاء أن تعزيزات من الجيش توجهت إلى البلدة الواقعة قرب العاصمة دمشق قبل وقت قصير من وصول مسؤول رفيع من إدارة حفظ السلام بالأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم «عنان» إن طلبا قدم للدول الأعضاء في الأمم المتحدة لتقديم قوات إلى بعثة المنظمة الدولية في سوريا لنشرها بعد العاشر من أبريل. وأشار إلى أن عنان سيجري محادثات بشأن سوريا في إيران -الحليف الرئيسي للأسد- في 11 أبريل.
وقالت روسيا إنها تؤيد بيانا جديدا لمجلس الأمن الدولي يدعم الجدول الزمني الذي طرحه عنان لوقف إطلاق النار في سوريا ما دام لا يتضمن «تهديدات ومهلا نهائية» ضد الأسد.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: «قبلت الحكومة السورية مقترحات (عنان)، وبدأت تنفيذها، ومن المهم جدا عدم تقويض هذه العملية بمواعيد نهائية وتهديدات».
ونقلت وكالة الأنباء العربية السورية عن لافروف قوله لعنان عبر الهاتف إن على السلطات السورية وكذلك المعارضة اتخاذ خطوات لتنفيذ خطة «عنان».
واتخذت روسيا جانب الأسد، لكن بعض الدبلوماسيين يقولون إن موسكو تشعر بخيبة أمل متزايدة في دمشق بسبب عدم إنهائها للانتفاضة على الرغم من أنها توجه الانتقادات للدعوات العربية والغربية والتركية للأسد بالتنحي.
هذا وقد تعرضت مناطق في محافظة حمص لقصف القوات النظامية، الجمعة، بعد ليلة شهدت اشتباكات في ريف دمشق، وتظاهرات في مناطق عدة في البلاد تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ففي حمص (وسط) تعرضت أحياء القرابيص والخالدية وجورة الشياح لسقوط قذائف، فيما تعرضت مدينة الرستن في ريف حمص لقصف بالرشاشات الثقيلة ومدافع الهاون من قبل القوات النظامية التي تحاصر المدينة منذ أشهر وتحاول اليوم اقتحامها.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الأنسان فقد دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين منشقين من قرية الطيبة ومسلحين موالين للنظام من قريتي الشنية والقبو، وذلك إثر إطلاق المسلحين الموالين للنظام النار على سبع نساء في الأراضي الزراعية الواقعة بين هذه القرى، ما أسفر عن مقتل سيدتين وإصابة أربع بجروح.
وأفاد مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق بأن مدينة سقبا فقد شهدت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، تلاها حملة مداهمات وإحراق للمنازل. وفي مدينة كفربطنا سمع دوي انفجارات، وانتشرت تعزيزات للقوات النظامية.
وشهدت مدن حرستا والزبداني ومضايا والقلمون «مداهمات واعتقالات واستمرار الانتشار الأمني في المناطق كافة، رغم إعلان النظام التزامه بخطة كوفي عنان»، بحسب مجلس قيادة الثورة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاثة جنود نظاميين قتلوا في اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف الليل في سقبا ومحيط عربين وبساتين الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وأشار مجلس قيادة الثورة إلى قيام القوات النظامية باقتحام التعلة في حرستا واقتحام قرية جراجير بالقلمون بالدبابات، وتوجه الدبابات الى قارة مع تحليق مروحي في سمائها.
وفي دمشق خرجت تظاهرات مسائية في حيي المزة وبرزة هتفت للمدن المنكوبة وطالبت باسقاط النظام، بحسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية.
وفي حلب (شمال) أفاد اتحاد تنسيقيات حلب أن تظاهرات ليلية خرجت في أحياء صلاح الدين ومساكن هنانو والشعار والميسر والعامرية والصاخور «هتفت للمدن المحاصرة والريف الحلبي، وطالبت بإسقاط النظام».
وفي إدلب (شمال غرب) وزع المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة مقاطع فيديو تظهر آثار الدمار والخراب في تفتناز وكللي وحزانو في ريف إدلب، كما عرضوا مقاطع تظهر وجود الدبابات العسكرية في مناطق الريف.
وأفادت لجان التنسيق بخروج تظاهرات ليلية في الرقة (شمال شرق) وحماة (وسط)، وبوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي في درعا (جنوب)..
ودعا ناشطون إلى التظاهر، الجمعة، في ما أطلق عليه اسم «جمعة من جهز غازيا (مقاتلا) فقد غزا»، في إشارة إلى دعم تسليح الجيش السوري الحر.