كتبها: محمد علي ابراهيم التومه - خبير تربوي في 29 أغسطس 2010 إن المتتبع للساحة السياسية المصرية في الأيام الأخيرة تجده معقد ولا يتحمله فكريا إلا من لديه الخبرة أو الدهاء السياسي. فقد اشتعلت فكرة التوريث منذ فترة وكان هناك مناخ مناسب لذلك وخاصه مع عدم وجود منافس يمثل خطورة علي الوريث وذلك قبل ظهور الد كتور البرادعي، وكان الرئيس مستعد لذلك وشبه منتهي من السيناريو المعد لذلك، ألا وهو الترشيح عن طريق الحزب ثم تزوير ثم توريث وينتهي الأمر، وسيسلم بذلك العامة وستخضع لها المعارضة الضعيفة في ذلك الوقت. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فيظهر الدكتور البرادعي وينادي بالتغيير فتنقلب الأية والترتيب والتنظيم أصابه الشلل وأصبح هناك منافس أنعش الحراك السياسي، ما جعل دهاقنه النظام يراجعوا حساباتها، إذ لم يعد الامر سهل كما كان، فالمعارضه نشطت وزادت الاحتجاجات والوقفات، واستيقظ النائمون وتأمل المتأملون، ولو لبعض ما يئسوا منه قبل ذلك، وتبلورت جبهه مناهضه للتوريث والتزوير بالانتخابات، ولو أنها لا تملك القدرة على العمل والضغط بالشكل الكافي وخاصة مع نظام وحزب متبلد لا يقيم للقيم السياسية ولا الدولية أي اهتمام ومتأصل فيه الكذب والمماطلة والتسويف حتي لو أحس بأن موقفه مكشوف فلا يقيم لذلك وزنا، وكأنه خلق من صوان. وباحتدام المواجهة بين حملة التغيير للبرادعي وحمله التوريث أصبح موقف التوريث أضعف وتقابله الكثير من العقبات، فطلع عليناالسيد صفوت الشريف - بإيحاء من الرئيس مبارك - بأن الرئيس باقي في الرئاسة وسيرشح نفسه، وهذا نوع من الحماية للوليد الوريث من الغول والخطر المحدق به، وخاصة بوجود البرادعي بالساحة السياسية، وهذا ليس لقوته ولكن لكونه القشه التي يتشبث بها المغلوب علي أمرهم من المصلحون والمعارضون أو من تبقى بعد ضربهم في مقتل بسجن بعضهم واختراق أحزابهم واستمالة قيادات أحزابهم تجاه الدوله أمثال ريئسي حزب الوفد السابق والتجمع الحالي وعقد صفقات معهم. وبهذا يصبح الترشيح لفترة رئاسية جديده يكون الرئيس أبعد راس الوريث عن الارتطام بصخرة المعرضة الجديدة ألا وهي وجود السيد البرادعي المفاجئ، أي أن الأمر هو فتره بيات شتوي للجسد المصري إلي أن تحين الفرصة لتنفيذ التوريث دون متاعب. وبذلك يحمي الوريث ولو لبعض الوقت، أو يكون الله خلص الوريث من البعبع الموجود بالساحة الآن والباعث لبعض الحياه بالجسد الوطني بعض الشيء. وعندها تحين الفرصه المستمات من أجلها للتوريث لأن الفرصة لم تحن بعد، وعليه فإن الذكاء السياسي هذه المرء سيؤتي أكله لو لم تطغط المعارضة علي الحكم وتغير الدستور وبضغوط دوليه وبذلك يسقط الطموح المنشود ويتم تغيير الرئيس. وتنتهي فكره التوريث ولكن هيهات فالأمر معقد والفكر مشتت والله يسترها مع مصر الطيبة وينهي ذلك علي خير دون أي خسائر، فلا احتمال تحتملها الساحة لأي خسارة .. والله من وراء القصد.