بدأت الصحف القومية والإعلام الحكومى الهجوم على الدكتور محمد البرادعى بمجردإبداء رأيه غير الملزم فى إلقاء حجر فى المياه الراكدة لتحريك قضية الإصلاح فى مصر،فسارع اللاعبون على الحبال والمحترفون بالقفز على عقلة الترابيز، لينهشوا فى جسدالرجل وقتله معنوياً، بالطعن فى وطنيته، والتشكيك فى مؤهلاته وجنسيته، ومطالبتهباللعب بعيداً، وأن يفتش عن شىء ينشغل به! وفى المقابل نجد عدم قدرتهم على مهاجمة مزدوجى الجنسية، والمتهربين من التجنيد،والهاربين بأموال البلد الذين مرمطوا سمعة مصر والذين فروا هاربين قبل صدور الأحكامالقضائية التى تدينهم! وللأسف فإن مهاجميه يعبرون عن عدم نضجهم السياسى تجاه الرجل الذى رفع قامة مصرعالياً، مع د.أحمد زويل ومجدى يعقوب وآخرين.. إن الذين يهاجمون الرجل اليوم كانوابالأمس يشيدون بإنجازاته قبل الأكل وبعده، وعند حصوله على جائزة نوبل، ثم انقلبواعليه 180 درجة بدون مبرر! وإذا كان بعضهم يتهمونه بأنه ظل 27 عاماً بعيداً عن مصر فعليهم قراءة ما قالهالأستاذ سليمان جودة، فى «المصرى اليوم» بأن هذا الغياب يعتبر ميزة وليس عيباً فهوقادم من مجتمعات ناجحة لها معاييرها التى نظل أحوج الناس إليها، كما نسوا فى غمرة حماسهم أن الرئيس حسنى مبارك منحه قلادة النيل العظمى،باعتبارها تمثل أكبر درجة تكريم مصرية تمنح للأشخاص الذين قدموا لمصر إسهاماًمميزاً، وتتيح له وفق البروتوكولات مكاناً متقدماً قبل صفوف كراسى رؤساء الحكومات،بالإضافة إلى أنه بعد عمر طويل ستقام له جنازة عسكرية ككبار الجنرالات.. فليتنح المنافقون جانباً ليتركوا المصريين يفرحون بعودة البرادعى، ليستقر آمنامستريحاً فى منزله بعد طول كفاح، بعد أن ترك كرسى الوكالة الدولية للطاقة الذريةبلاعودة، ولا تلقوا كرسياً فى الكلوب حتى لا تنطفئ أنوار الفرح المؤقت، فالمصريونملوا الظلام وينتظرون رؤية نور يضىء لهم نهاية النفق المظلم! وليطمئن المنافقون الحاقدون فإن البرادعى لن يسعى للوصول مستقيلاً إلى كراسىأخرى قبل تعديل الدستور، خاصة بعد أن أدى واجبه تجاه العالم وتجاه وطنه، وقناعتهبما فعله من أجل البشرية عندما يواجه رب العالمين الذى وسع كرسيه السمواتوالأرض!