كنت جالساً القرفصاء فرأيت أمامي يسير صرصار حتى مر بي وكأنه لا يراني وفجأة استدار وقال لي: لماذا تبكي أيها الثرثار قلت له آلا تشعر بما نحن فيه من طعم المرار قال و مالك أنت ومال قتل النهار قلت أخشى أن يصيبني بعض الأشرار قال ويحك آلا تؤمن بالجبار قلت بلى ولكن قد جاوز الظالمون المدى و لا أرى خيرا في مداهنة الكفار قال الحكاية هي الحكاية ولن تتغير بنهيق الحمار قلت: يا سيدي لا أفهم ؟ قال: هذه طبيعة البشر ساكني الدار لو علمتم ما تخبئه لكم الأقدار لفضلتم النوم في القفار فسوف تأتيكم زلزلة الأرض والبحار فتقلب عليكم كل الديار وتصبحون على شفا جرف هار قلت ما العمل؟ قال الفرار.. الفرار.. قلت لقد قيدوا القدم في الجبال قال أقطع القدم أو انتظر موت الجبال أو أذهب ناحية العدم فهناك ثلة من الكفار ضع اسمك معهم أو مزق لوحة الطغيان قلت انه يبطش بالأخيار ويعيد الكلام و التكرار وويل لمن يخلف الفجار قال لا حل لك عندي سوى الفرار.. الفرار