بعدما تناولنا مصائب وارداتنا فى مقالات سابقة، والتى تُعتبر مدمرة لإنتاجنا الزراعى والصناعى، أكتب إليك عزيزى القارئ عن تشوهات صادراتنا فى عام مالى واحد وهو المنتهى فى 30/6/2011 وفقاً لبيانات جهاز التعبئة والإحصاء. وفى مقال اليوم، أتناول بالتحديد تصدير المواد الخام أو المواد الأولية لثرواتنا سواء بترولية أو كيماوية أو تعدينية، فى حين أن اقتصادنا فى أمس الحاجة إليها جميعاً، مما يترجم إهداراً صريحاً ومجهضاً للتنمية وخلق فرص العمل، رغم زعم المسؤولين فى الدولة حرصهم الشديد على الوضع الاقتصادى، مكتفين بالتصريحات. بلغت صادراتنا من المواد البترولية والكيماوية قيمة 43.4 مليار جم منها بترول خام ب13.3 مليار جم دون الاستفادة منه ونفط مكرر جزئياً ب11.4 مليار جم، والذى نخفق فى استخراج السولار والمازوت وبنزين السيارات منه وغاز طبيعى ب10.8 مليار جم والشعب يريد وقف تصدير الغاز. وكذلك فحم كوك مجمر وحجرى ب732 مليون جم وإلى الآن تعتمد عليه الصين فى توليد الطاقة وزيت قطران خشب «نافتا» ب946 مليون جم ويُستخدم فى صناعة البتروكيماويات وصناعة المطاط والألياف الصناعية وكربون ب1.6 مليار جم ويستخدم فى إنتاج الصلب وفى المفاعلات النووية. كما نقوم أيضاً بتصدير البروبان ب1.4 مليار جم ويعتبر من المواد الأولية لإنتاج المشتقات البتروكيماوية ذات القيمة المرتفعة وشمع البرافين ب1.1 مليار جم ويدخل فى صناعات عديدة منها الطبية ومستحضرات التجميل وأمونيا ب1.6 مليار جم وهى المادة الأولية التى تستخدم فى إنتاج الأسمدة. وأيضاً الميثانول ب218 مليون جم ولدينا نقص ونحتاجه فى صناعات عديدة وكبريت ب46 مليون جم، بالرغم من أننا من أكبر المستوردين لهذه المادة وأسفلت طبيعى ب94 مليون جم وشوارعنا تحتاجه وفازلين «هلام نفطى» ب158 مليون جم ونحتاجه كمصدر فى صناعات طبية وتجميلية متنوعة. أما على صعيد المواد الخام من ثرواتنا التعدينية فقد بلغت 4.1 مليار جم منها فوسفات طبيعى ب1.35 مليار جم ولابد من توقف تصديره كمادة خام، لأن المخزون المؤكد يكاد يكفى تلبية احتياجات صناعات الأسمدة، بالإضافة إلى المواد الكيماوية الأخرى التى يمكن أن نستخرجها منه بدلاً من استيرادها ورخام طبيعى ب877 مليون جنيه نصدره كخام، ثم نستورد رخاماً معالجاً ومقطعاً وكوارتز وخامات المنجنيز والزنك والنيكل ب231 مليون جم، ويمكن استخدامها فى صناعات هندسية عديدة. وكذلك الألومنيوم الخام 1.1 مليار جم ويمكن الاستفادة منه فى صناعات هندسية عديدة ونحاس ورصاص ب220 مليون جم وخردة ب117 مليون جم، ومازالت صناعات عديدة تعتمد عليها بدلاً من تصديرها إلى الصين. كما نذكر أيضاً الكلنكر ب54 مليون جم وهى المادة الأولية التى تدخل فى إنتاج الأسمنت كمنتج نهائى وتصدير هذه المادة الأولية نتيجة الاستهتار فى منح المحاجر ورمال السيليكا ب160 مليون جم، وتعتبر ثروة وطنية وأنقى المواد الخام (الكوارتز) الصناعية وتدخل فى أكثر من 300 صناعة فهى ثروة وطنية مهملة. قد يحمد ربه بعض القراء على أننا نصدر كل هذه الثروات بقيمة 47 مليار جم سنوياً، ويغفل عنهم أننا نستورد منتجات تامة بأضعاف هذا المبلغ. وأختم المقال بتكرار مطلب رئيسى، وهو وقف تصدير المواد الخام والأولية ووضع قيود له فى الدستور. وعلى رأى المثل الشعبى: «جحا أولى بلحم ثوره». * خبير اقتصادى www.shireenalkady.com