محادثات سرية بين واشنطن وتل أبيب للتوصل ل"حل مبتكر" يسمح باستمرار البناء في المستوطنات

أكد مسئولون إسرائيليون أن حكومتهم تجري مباحثات سرية مع الولايات المتحدة في محاولة للوصول إلى "حل مبتكر" يسمح لها على الأقل ببناء محدود للمستوطنات بعد انتهاء قرار تجميد المستوطنات لمدة عشرة أشهر بحلول 26 سبتمبر المقبل.
وأكد مسئول أمريكي اشترط حجب هويته هو الآخر وجود الحوار مع إسرائيل ولكنه أشار إلى انه لم يجر اتخاذ قرار بعد في هذا الشأن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلي «إيجال بالمور»، "إن الحكومة تدرس العديد من الخيارات بشأن الاستيطان، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية «بي. جي كراولي»، "إننا مدركون جداً للموقف الفلسطيني الرافض للاستيطان ولكن بمجرد أن ننخرط في المفاوضات فإننا نتوقع أن كلا الطرفين سيبذل كل ما في وسعه من أجل تهيئة الأجواء من أجل أن تستمر مفاوضاتهم بشكل بناء".
وأعلن كراولي أن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» سيعقد لقاءات على انفراد مع الفلسطينيين. والإسرائيليين في البيت الأبيض إضافة إلى تنظيم حفل عشاء قبل بدء المفاوضات المباشرة خلال شهر سبتمبر المقبل.
ولم يعلق نتنياهو على قضية التجميد منذ أن أعلنت الولايات المتحدة الجمعة الماضية استئناف المحادثات في واشنطن الأسبوع المقبل والتي ستكون أول محادثات سلام مباشرة بين الجانبين منذ أواخر عام 2008، ولن يحظى تمديد قرار تجميد المستوطنات بقبول بين الأعضاء المتشددين في حكومة نتنياهو ائتلافية وبين العديد من أعضاء حزب الليكود الذي يترأسه.
من جانبه قال مسئول فلسطيني إن الرئيس «محمود عباس» حذر الرئيس «باراك أوباما» من أنه سينسحب من محادثات السلام المباشرة إذا قررت إسرائيل استئناف الاستيطان في الضفة الغربية.
يشار إلى أن الرضوخ إلى الضغوط الأمريكية والفلسطينية لتجميد بناء المستوطنات من شأنه أنه يؤدي إلى انهيار اائتلاف الحكومة المحافظ في إسرائيل، في حين أن استئناف بناء المستوطنات قد يؤدي إلى كارثة بالنسبة لمحادثات السلام الوليدة.
ويقول بعض المحللين إنه من أجل المضي قدماً في هذه المحادثات قد يضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إعادة ترتيب ائتلافه، باستثناء بعض أكثر الأحزاب المتشددة وضم منافسيه الأكثر إعتدالاً من حزب كاديما المعارض.
يأتي ذلك فيما كشف تقرير لمؤسسة القدس الدولية حول اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك خلال الفترة الممتدة ما بين 22 أغسطس 2009 وحتى 21 أغسطس 2010 عن تعرض المسجد ل34 حفرية، وأكثر من 55 اقتحاماً جماعياً، واعتبر التقرير، الذي أصدرته المؤسسة بمناسبة الذكرى السنوية لإحراق المسجد الأقصى، أن الاحتلال الإسرائيلي يدرك أنه أمام فرصة سانحة لتهويد المسجد الأقصى بسبب تغييب معادلة الردع.
ورصد التقرير تزايد سرعة الحفريات الساعية إلى بناء مدينة يهودية مقدسة أسفل المسجد ومحيطه، بمقدار الضعف خلال العام الماضي، حيث بلغ عدد مواقع الحفريات حول المسجد 34 موقعاً، بزيادة 9 مواقع عن العام الماضي (21 منها نشطة، و13 مكتملة)، ومن الناحية الجغرافية تقع 15 حفرية منها جنوب المسجد، و17 حفرية غربه و2 شماله، وأشار التقرير إلى النقلة النوعية التي شهدها بناء المعالم اليهودية في محيط الأقصى مع افتتاح الاحتلال لكنيس الخراب غرب المسجد الأقصى، ومصادقة الاحتلال على بناء كنيسين جديدين أكثر قرباً للمسجد من كنيس الخراب، وهما كنيس «مصلى المتحف الإسلامي» داخل ساحات الأقصى، وكنيس «فخر إسرائيل» في محيط الأقصى، كما افتتح الاحتلال متحف «المعبد الثالث» في الطرف الغربي الجنوبي لساحة البراق لترويج الرواية اليهودية لتاريخ القدس.