عاوز أعرف ليه الكهربا بتقطع؟.. وعاوز أعرف ليه الميه بتقطع؟.. وعاوز أعرف ليه المرافق كلها، ضربت مرة واحدة؟.. إحنا عاوزين نعرف.. ليه؟.. عندما سأل الرئيس مبارك، وزير الكهرباء حسن يونس.. كان الرئيس يريد أن يطمئن، لماذا ينقطع التيار الكهربائى، وإحنا عندنا إنتاج إضافى؟.. الاستفسار كان منطقياً جداً.. فلم يكن استفسار الرئيس وحده.. لكنه بقى بلا إجابة حقيقية! ربما ينتظر الرئيس مناسبة أخرى ليسأل: ولماذا تنقطع المياه عن المصانع والمنازل كل يوم؟.. الإجابة التى قد يقولها الوزير المختص، أن الوزارة أعلنت حالة الطوارئ، منذ بداية شهر رمضان.. فكيف تحولت مصر إلى دولة تحت الطوارئ؟.. طوارئ الكهرباء.. وطوارئ المياه.. وطوارئ القمح.. وقانون الطوارئ.. المنطق يقول: إن الطوارئ لا تفرز إلا الطوارئ! سيدى الرئيس راجع برنامجك الرئاسى.. قل لنا لماذا نتراجع مع أن الأصل أننا كنا نتقدم؟.. قلتم منذ سنوات: مصر بتتقدم بينا.. وآدى النتيجة أننا نعيش فى عصر ما قبل الآلة.. سيدى الرئيس: من المؤكد أن المصريين الآن فى أسوأ ظروف ممكنة.. أزمات فى الكهرباء، وأزمات فى المياه، وأزمات وقتلى أمام منافذ توزيع العيش.. راجع برنامجك ستعرف أن التغيير هو الحل! لا تصدق أن الإنتاج من الطاقة وفير، ومع ذلك الكهرباء تقطع.. ولا تصدق أن محطات المياه تعمل 24 ساعة، ولكن المواطن لا يعرف كيف يشرب.. ولا تصدق يا سيدى أن القطارات والعبّارات، فى أفضل أحوالها، ولكن المواطن لا يعرف كيف يركب.. لا تصدقهم .. إنهم يكذبون ويخادعون.. إجراءات السلامة كلها خطأ.. المركب بتغرق يا قبطان.. فعلاً المركب بتغرق يا قبطان! اسألهم لماذا تنفجر الأوضاع فجأة؟.. هل هناك أعمال سفلية للحكومة؟.. هل هناك عكوسات؟.. هل كل شىء مظبوط أم أن الدنيا بااااظت؟.. مهم أن نعرف.. هذه أبسط حقوقنا يا سيدى الرئيس.. بلاش سياسة، وبلاش رئاسة، وبلاش نزاحم حد.. المصريين عايزين ياكلوا ويشربوا ويعيشوا.. طيب فين؟.. وكل شىء تحت الطوارئ منذ ثلاثين عاماً.. حتى الآن! أين ذهبت الحكومة الذكية؟.. وأين أفكارها الجهنمية؟.. أين بتوع الاستراتيجية؟.. أين الذين يملأون الدنيا ضجيجاً، عن الإنجازات والمشروعات والاستثمارات؟.. أين الذين يبيعون كل شىء؟.. أين أصحاب الاستطلاعات وأمانة السياسات، وهم يقولون إن المواطن مهموم بتحسين أحواله المعيشية فقط؟.. فأين التحسين، وأين المعيشة، ومصر فى حالة طوارئ؟! أين دعاة الاستقرار فى الحكومة؟.. لماذا يختفون عند كل أزمة؟.. لماذا لا نسمع أصواتهم؟.. لابد أنهم تبخروا.. ولابد أنهم يتركون كل مسؤول وشلته، لتصبح مشكلة وزير الكهرباء وحده، أو وزير الإسكان، أو وزير التجارة.. والسبب أن الحكومة لا تعمل كفريق، ولا حتى عصابة.. ولذلك لم يقف أحد بجوار يونس ولا رشيد، فى أزمتى الكهرباء والقمح.. فهل هى طوارئ حكومة، أم حكومة طوارئ؟! سيدى الرئيس: لا إنتاج الكهرباء يكفى، ولا إنتاج المياه يكفى، ولا إنتاج الخبز يكفى، ولا مجرد برنامج رئاسى وحده يكفى.. مجرد أحلام ووعود لا تكفى.. وليس مقبولاً ولا معقولاً، أن تنفجر هذه الأزمات دفعة واحدة، مع نهاية فترة رئاسية، وبداية أخرى.. فتش عن المعنى الحقيقى.. معناها أننا أمام حالة هبوط اضطرارى مفاجئ.. سيدى الرئيس: سترة النجاة تحت المقعد!