«ضربها وربطها وقالها اشربي من الميه اللي على الأرض».. تفاصيل تعدي عمّ لصغيرة بالخصوص بسبب «سبحة» (خاص)

كانت «حنين»، الطفلة ذات ال 11 عامًا، واقفة أمام باب بيتها في الخصوص بالقليوبية ممسكة بيد أمها بيدٍ مرتعشة، لا تستطيع العودة إلى صفها في الرابع الابتدائي بعد أن ترك عمّها على جسدها آثار تعذيب لا تُمحى، بحسب ما أفادت والدتها، قيّدها المتهم بأكياس مخدّة «ربط إيديها ورجليها»، وانهال عليها بالضرب بماسورة صرف صحي وعصا لعدة ساعات، وكسر كفيها، وجرح ظهرها بمشرط، ومنع عنها الطعام والشراب وأجبرها على شرب الماء من الأرض، بدعوى البحث عن «السبحة» التي ادّعى فقدانها، فيما أمرت النيابة العامة بحبس المتهم «ياسر» أربعة أيام على ذمة التحقيق، فيما تنتظر الأسرة والتقرير الطبي الشرعي ليتضح مدى الإصابات وتستكمل أجهزة التحقيق أقوال الشهود.
تفاصيل تعذيب عم لابنة شقيقه في الخصوص
جرح مفتوح وغرغرينا تهدد حياة ضحية مركز تجميل في الدقي.. تفاصيل يوميات الألم داخل العناية المركزة
«أنا اللى شايلة البيت من يوم ما جوزى مات، بشتغل في المستشفى وبروح متأخر.. عمّهم كان المفروض السند ليهم، طلع هو اللى أذاهم»، تقول الأم وهى تحاول تمالك نفسها قبل أن تروى التفاصيل.
تعمل «هاجر»، والدة «حنين»، في أحد المستشفيات، تبدأ نوبتها عند ال 5 مساءً وتعود بعد منتصف الليل، تلك الليلة لم تكن تختلف عن غيرها حين أوصت ابنتها أن تذهب إلى جدتها التي لا يفصلها عن البيت سوى شارع واحد، لكن ما حدث بعد مغادرتها غيّر حياتها تمامًا.
«قلت لها روحي عند أمي، جدتك، اللي ساكنة في الشارع اللي ورانا.. لكن لما رجعت من شغلي لقيت إنها ما راحتش هناك»، تروي الأم وهي تضع يدها على جبينها كأنها تحاول محو التفاصيل من ذاكرتها: «طلعت على شقة عمهم ياسر، عنده 45 سنة ومش بيشتغل، لقيت بنتي حنين وأختها ساندي بيبصولي من الشباك مبسوطين.. قالولي يا ماما إحنا قاعدين عند بابا ياسر شوية.. قلتلهم خلاص اقعدوا شوية وبعدين روحوا عند جدتكم، ومشيت روحت على شغلى».
كان الأطفال ينادونه «بابا ياسر»، فقد كان الأقرب لهم بعد وفاة والدهم.. لم يخطر ببال الأم أن تلك اللحظة البسيطة ستكون بداية مأساة.
في منتصف الليل، تلقت اتصالًا من شقيقتها: «قالتلي إن العيال مجوش عند أمي.. قلت يمكن عمهم ياسر أخدهم عند عمتهم».. تجاهلت القلق مؤقتًا، لكن في اليوم التالي، عندما عادت من عملها، بدأ الخوف يتسلل إليها من جديد: «وأنا راجعة من الشغل شوفت بنتي ساندي باصة من شباك شقة ياسر، سألتها: مش روحتوا عند عمتكم؟ قالتلي لأ يا ماما، إحنا بتنا عند بابا ياسر»، تتابع الأم، «بصيت لقيت حنين مخبية إيدها وبتقولي خلاص يا ماما أنا جاية، قلتلها لو ما نزلتيش هبعت جدك ياخدك».
أم تروي تفاصيل ضرب ابنتها وكسر يديها بسبب سبحة
«كنت بحاول أجمع فلوس علشان أتصالح».. نص اعترافات المتهم الرئيسي في واقعة دهس الشيخ زايد (مستندات)
استدعت والدها ليحضر الأطفال، لكنه عاد بعد قليل قائلًا: «محدش بيرد على جرس الباب».. مرت ساعات طويلة، وفي اليوم التالي، تلقت اتصالًا من عمة الأطفال طمأنتها قائلة: «خلاص، ياسر جاب العيال عندي».. لكن الهدوء لم يدم طويلًا: «يوم الأحد ندهتلي أختي وقالتلي انزلي بسرعة، نزلت لقيت بنتي ساندي وأخوها الصغير ياسر قاعدين بيعيطوا، وابني بيقولي: بابا ياسر ضرب حنين وموتها من الضرب، كانت بتخر دم من كل حتة».
ارتبكت الأم وسألت عن التفاصيل، فحكت لها «ساندي»: «بابا ياسر ضرب حنين وربطها من إيديها ورجليها علشان السبحة»، تقول الأم: «أخدت أختي وأبويا وروحنا على بيت عمة العيال، لقيناها نازلة شايلة حنين، قلتلها رايحة فين؟ قالتلي باخدها أكشف عليها عند الدكتور، علشان عمها ضربها بالعصاية جت على إيدها».
في المستشفى، اتضح حجم المأساة: «كشفوا على بنتي وجبسوا إيديها الاتنين، وبعد ما فتشت جسمها لقيته كله مليان جروح وكدمات في الفخاد والظهر»، السبب كما علمت الأم لاحقًا كان «سبحة» فقدها المتهم وكان يرتديها حول رقبته: «سألها عنها، قالت له معرفش، شوفت أخويا لابسها، فغضب جدًا وضربها بماسورة صرف وسلك كهربا، ومسك لها مشرط، وهددها يقتلها لو ما لقاهاش»، مرددةً: «ما كنتش متخيلة عمهم هيعمل فيهم كده».
تتابع الأم بنبرة مختنقة: «ربطها بأكياس مخدة، وفضل يضربها 4 ساعات، الجيران سمعوا صريخها. كسر إيديها، ورفع عليها كاتر وقال لها: هقتلك لما ألاقي مكان أدفنك فيه، وكان بيرمي الميه على الأرض قدامها ويقولها اشربي من هنا، وجايب عباية سودا بيهددها إنه هيحطها فيها بعد ما يقتلها».
النيابة تأمر بحبس المتهم بتعذيب الطفلة حنين في الخصوص
قبل مأساة بيجام ومصرع 6 من أسرتها.. «سارة» لجارتها: «العداد ولع وكنتي هتيجي تعزّي فيا» (معايشة)
حين علمت الأم بما حدث، انهارت: «صرخت والناس اتجمعت، اتصلوا بالنجدة وخط نجدة الطفل، وجت الشرطة وقبضت عليه».
وفي اليوم التالي، أمرت النيابة العامة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، وطلبت تحريات المباحث وعرض الطفلة على الطب الشرعي.
«حنين» روت تفاصيل ما جرى: «ربطني من إيديا ورجليا، وكان بيقولي لو اتكلمت هتموتي»، مؤكدة أقوال والدتها وشقيقتها.