«صحّي (كريمة)- 5 سنوات يا ماما تقوم بقى تيجى على البيت معانا»، أحد أشقاء الطفلة، يقول لوالدته أمام مقبرتها، أثناء بكائها على رحيل الصغيرة جراء «حفلة تعذيب» أقامها الأب بحق ابنته حتى قتلها عمدًا مع سبق الإصرار داخل مسكنهم في شبرا الخيمة بالقليوبية. «مكانش عايزينا نسجلها باسمه، ولما نتيجة تحليل البصمة الوراثية طلعت وأثبت إنها ابنته قرر الانتقام منها!»، تبكى الأم وهى تذكرها، فيما ابنها الثانى يؤكد لها لدى دخولهم المنزل عقب قراءة الفاتحة للمجنى عليها: «يا ماما حطيت ميه وأكل في التلاجة عشان (لوكا)»، يفعلها الطفل غير مصدق أن روح أخته صعدت إلى بارئها، وهى ترجو أبيهما «يا بابا عايزه بُق ميه اشرب يا بابا». «تعالى نسجل العيال» «زيجة شؤم»، تصف «نسمة» علاقتها ب«عبده»، تحكى أنه خلال علاقتهما على مدار 13 عامًا، كانت هي أمًا وأبًا ل6 أطفال من بينهم «مكة»، «بنزل أشتغل وأروح وآجى، حمالة قاسية وهو كان قاعد في البيت»، وحين قررت الإفلات من حياتها القاسية «ولاد الحلال جابوا لى شقة بعيد عنه، وقالولى اقعدى هنا جنبنا وفى حمايتنا»، وقبل ذلك رأت جحيمًا لم تصدق «أول ما حملت في بنتى الصغيرة، لقيته بيقولى هنبيعها ب50 ألف جنيه، عشان نصرف على بقية العيال!»، تلتقط أنفاسها «رفضت وخوفت على بنتى بعد ولادتها وخليتها تتربى مع أختى في بيت أمى، وكانت النتيجة إنه رفض يسجلها باسمه مع أخيها اللى أكبر منها»، وفق حديثها ل«المصرى اليوم». كانت الأم ل6 أطفال، ترجو زوجها «عشان خاطر ربنا، تعالى نسجل العيال، سمعتى بقت على كل لسان»، حينئذ صمم على عدم حمل الطفلة «كريمة» لاسمه «معرفش ليه كان حاطيتها في دماغه»، الأم تروى بالدموع «قولنا هنعمل تحليل بصمة وراثية لإثبات حقها، فوجئت بأن زوجى كان عايز ياخد فلوس التحاليل لنفسه بعد دفعها أخويا، ولما جاب النتيجة وأظهرت إن الطفلة ابنته من صلبه، قالى اعتبرى ورق التحليل ده ميت ودفنته!، في الوقت ذاته قال لأهله إن البنت غير منسوبة له». «عايزة بُق ميه» إصرار «نسمة»، على إذاعة خبر أن الطفلة من صلب زوجها، جعلها يجن جنونه حتى حضوره أمام مسكنها «ضربنى وعورنى في إيدى ب(كتر) وأحدث إصابتى، ورفعت دعوى أثبتت فيها إن الصغيرة ابنتنا، لتحمل اسمه وهو ما حدث»، وفق «أم كريمة»، فإنها «فوجئنا بحضوره لبيت بعدها، بحجة إنه عايز يشوف العيال، وفى الوقت ده روحت على شغالى وسبته معاهم فكانت المأساة». 3 ساعات كانت مدة تعذيب «كريمة» على يد أبيها، «لقيت جارتى بتتصل عليّا، بتقوللى أنتِ فين، تعالى جوزك بيضرب بنتك بيموتها»، لم تنس الأم تلك اللحظات «جيت على بيتى جرى، لقيت بنتى بتقول لأبيها: (عايزة بوق ميه)، فدلق عليها جرادل مياه لما خدها ناحية الحمام، ولسانها طلع وهو بيضرب فيها بالممسحة، وفجأة شهقت وماتت وأنا حاضنها وبقول لها خلاص يا حبيبتى مش هخليه يجى هنا تانى»، تكشف أم أطفالها خافوا إن يُفعل فيهم ما فعله الأب بحق شقيقتهم «قالله اللى هيتكلم هعذبه». «أبوها كان سابها لي» إحدى شقيقات «كريمة»، جففت دم على ملابسها «لقيتها متعورة، وقولتها أقومى معلش»، ببراءة تروى الطفلة أن «بابا مبطلش ضرب في أختى ورعبنا»، ثم تسأل والدتها: «هى هترجع تعيش معانا تانى؟!»، إذ أفهمتها الأم «راحت عند ربنا في الجنة»، ليحاول طفل تكذيبها «بجيب لها أكل وميه كل يوم وبحطهم في التلاجة»، تروى والدته «حبيبى شاف أخته لما ماتت عطشانة!». كانت خالة المجنى عليها، تصرخ على «كريمة»، تردد: «ربيتها زى بنتي، أهلى قالولى لما تخلفى هتحبى عيالك أكتر، قولت لهم مستحيل»، ملتاعة «أبوها كان سابها لى، ربيتها 5 سنين معايا، وسبتها آخر 3 شهور لأمها قالتلى عايزها جنبى عشان تاخد عليا، وكان أبوها بيجى يضرب البنت، وحلق لها شعرها». أمام النيابة العامة، اعترف المتهم بارتكابه الواقعة قائلًا: «كانت تتبول على نفسها»، وحين التقى بزوجته قال لها: «زعلانة ليه، عندك 5 عيال تانيين».