صحيفة لبنانية: بيروت أمام خيارات صعبة وواشنطن ترفع حدة الضغوط

قالت صحيفة «الديار» اللبنانية، إن بيروت أمام خيارات صعبة وواشنطن ترفع حدة الضغوط، في إشارة إلى ما أسمته اللهجة الحازمة للوفد الأمريكي المالي في بيروت، والتهديد بإجراءات صارمة، اذا لم تثبت الدولة اللبنانية جديتها في محاصرة حزب الله ماليا ونزع السلاح.
وأوضحت الصحيفة، أن هناك تطورات تضع لبنان بين «سندان» الضغوط الأمريكية المالية، ومطرقة التصعيد العسكري الاسرائيلي، الذي تواصل من خلال غارات واغتيالات، وبات من الواضح أن ثمة خطة منسقة «لهزيمة» حزب الله، واستدراج للبنان لتفاوض مباشر تحت «النار»، لتوقيع اتفاق امني على غرار ما يحصل مع سوريا، وتبقى الدولة اللبنانية دون استراتيجية واضحة للتعامل مع التطورات المتلاحقة؟
ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين طالب السلطات اللبنانية بأفعال حقيقية قبل نهاية العام، من خلال مكافحة تبييض الأموال والاقتصاد القائم على النقد، وإغلاق مؤسسة القرض الحسن، التابعة لحزب الله، فيما تساءلت هل سيكون الملف اللبناني جزءا من ملف المباحثات الأمريكية – السعودية في واشنطن في 18 الجاري؟ فيما ينتظر أن تتبلور الصورة مع الزيارة المرتقبة للأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت خلال الساعات المقبلة.
ومع الحروب الأخيرة على غزة ولبنان، تغير التوازن الإقليمي: إذ يواجه نفوذ إيران في لبنان تحديات، وبقى التحدي الأساسي هو استمرار وجود حزب الله العسكري والسياسي، مما يضع تحديات أمام المانحين الدوليين من أجل المساهمة في إعادة الإعمار، حيث يري اللبنانيين المعارضين لحزب الله، أنه حال نزع السلاح، وتعزيز موقف الجيش الوطني، وفرض كامل سلطة الدولة، فقد تكون لبنان مناخا جاذبا للاستثمار الأجنبي، من أجل العمل على إعادة بناء البنية التحتية، وتعزيز الاقتصاد ما يعود بالنفع على الحالة المعيشية والاقتصادية للشعب اللبناني.
ونقلت صحيفة «نداء الوطن»، عن كشف مصدر دبلوماسي في بيروت أن الموفد السعودي المكلف متابعة الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان سيصل غدًا الأربعاء على رأس وفدٍ كبير يضم 27 شخصية متخصصة في مجالات استثمارية واقتصادية وتنموية وسياحية وغيرها، في خطوة تعبّر عن جدية المملكة في مقاربة الملف اللبناني من زاوية جديدة، عنوانها الاستثمار في الفرص لا في الأوهام، وبما يعود بالخير على الشعب اللبناني«، وبعد سنوات من الأزمة الاقتصادية العميقة، يتلقى لبنان دعمًا خارجيًا كبيرًا من المملكة العربية السعودية وقطر والولايات المتحدة، فيما يعتمد على إصلاحات جادة داخل لبنان.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية، عن حزب «الكتائب اللبنانية» عن أهمية تبني اقتراح قانون التعديل الدستوري الذي تقدمت به كتلة نواب الكتائب ووقعه عدد من النواب لإدخال مبدأ الحياد في مقدمة الدستور اللبناني، باعتباره خطوة مفصلية نحو استقرار لبنان وحمايته من صراعات المنطقة من دون أن يعني ذلك الحياد عن حق لبنان في الدفاع عن نفسه«.
واعتبر أن «حزب الله» أمعن في التسلط على قرار الدولة اللبنانية عبر تمسكه بسلاحه ورفضه الانصياع إلى قرار التفاوض مصرا على جر لبنان إلى حرب عبثية مدمرة جديدة«، وشدد على أن»هذا الواقع يحتم على السلطات الرسمية الحسم والحزم في ملفي السلاح والتفاوض، فلا يجوز أن تستأثر أقلية مرهونة بتقرير مصير غالبية حرة، وجدد الحزب تأكيده «حق الدولة في تولي المفاوضات التي تملك وحدها قرار رسم إطارها في ما يتناسب مع مصلحة لبنان العليا، حرصا على عدم الإطاحة بالفرصة السانحة أمام لبنان بالالتحاق بقطار الاستقرار والسلام والازدهار في المنطقة، كما أكد أن»نجاح أي مفاوضات لا يمكن أن يتم إلا عندما تحتكر الدولة قرارها وسلاحها بالكامل«.
ويواجه لبنان فترة مصيرية نحو التعاون الإقليمي والدولي والانتعاش الاقتصادي، أو الاتجاه نحو الركود المستمر والعزلة عن المجتمع الدولي، فيما يراهن الجميع على الإدارة الحالية المتمثلة في الرئيس جوزاف عون على النهوض الاقتصادي والأمني بلبنان.