بعد انضمامها إلى اتفاقيات إبراهيم.. محطات في تاريخ 33 عامًا من العلاقات بين كازاخستان وإسرائيل

أعلنت كازاخستان عزمها الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم التي دشنت فصلًا جديدًا في علاقات إسرائيل بعدد من الدول العربية، يأتي هذا القرار بعد مرور أكثر من 33 عامًا على إقامة العلاقات الرسمية بين أستانا وتل أبيب، في إشارة إلى رغبة الدولة الآسيوية في تعزيز موقعها ضمن خريطة التحالفات الإقليمية الجديدة.
تأكيد أمريكي على انضمام دولة جديدة
جاء الإعلان يوم الخميس قبيل لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من زعماء دول آسيا الوسطى، وقالت حكومة كازاخستان في بيان نقلته وكالة الأنباء الفرنسية إن الانضمام المتوقع إلى اتفاقيات إبراهيم يمثل استمرارًا طبيعيًا للسياسة الخارجية الكازاخستانية، القائمة على الحوار والاحترام المتبادل وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وكان المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قد أعلن أن دولة جديدة ستنضم إلى اتفاقيات التطبيع دون أن يفصح عن اسمها، وقال في تصريحات صحفية: «اتفاقيات إبراهيم تمثل تحولًا مهمًا في المنطقة، وسنعلن الليلة عن انضمام دولة أخرى إليها».
علاقات راسخة منذ عام 1992
العلاقات بين كازاخستان وإسرائيل ليست وليدة اليوم، إذ تعود إلى عام 1992 حين أقام البلدان علاقات دبلوماسية بعد فترة وجيزة من استقلال كازاخستان عن الاتحاد السوفيتي، ومنذ ذلك الحين، تطورت العلاقات في مجالات متعددة، بدءًا من الزراعة والتجارة وصولًا إلى التعاون التكنولوجي والثقافي.
وشهد عام 2016 زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى كازاخستان، حيث وُقعت مجموعة من الاتفاقيات الثنائية، أما بداية الزيارات الرسمية فكانت عام 1992 عندما زار رئيس وزراء كازاخستان سيرجي تيريشنكو إسرائيل، وأبدى إعجابه بتطور الاقتصاد الإسرائيلي، خصوصًا في القطاع الزراعي.
وفي العام 1995 قام الرئيس نور سلطان نزارباييف بزيارة رسمية إلى إسرائيل رفقة زوجته، لتفتح بعدها كازاخستان أول سفارة لدولة من آسيا الوسطى في تل أبيب، برئاسة الدبلوماسية بيرجانيم أيتيموفا.
ذروة التعاون عام 2009
بلغت العلاقات الثنائية ذروتها عام 2009 عندما زار الرئيس الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز العاصمة أستانا على رأس وفد كبير من الوزراء ورجال الأعمال، وألقى بيريز كلمةً في المؤتمر الثالث لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، الذي شارك فيه 77 وفدًا من 35 دولة، وأسهمت الزيارة في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وتوسيع مجالات التعاون.
وفي السنوات اللاحقة، واصلت كازاخستان ترسيخ حضورها الدبلوماسي، إذ استضافت في ديسمبر 2010 قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، كما نظمت في عام 2011 دورة الألعاب الآسيوية الشتوية السابعة على ملعب أستانا أرينا، التي جذبت أكثر من 2000 صحفي أجنبي و500 مليون مشاهد حول العالم.
موقف واشنطن من خطوة التطبيع
يٌشار إلى أن إدارة ترامب ترى في انضمام كازاخستان، وهي دولة ذات أغلبية مسلمة، إلى اتفاقيات إبراهيم، فرصةً تمنح المبادرة زخمًا جديدًا بعد تراجعها في أعقاب حرب الإبادة الجماعية على غزة، بحسب ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مسؤول أمريكي، معتبرًا أن هذه الخطوة تعكس رغبة متزايدة لدى دول آسيا الوسطى في الانخراط في منظومة السلام الإقليمي.