من كازاخستان وأمام شيخ الأزهر.. بيريز يدعو العاهل السعودي لزيارة القدس بيريز أستانة: وجه الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز سفاح مجزرة قانا اللبنانية عام 1996، اليوم الأربعاء دعوة إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لمقابلته في القدسالمحتلة أو الرياض. وقال بيريز في كلمة أمام مؤتمر حول الأديان في "أستانة" عاصمة كازاخستان والذي يحضره شيخ الأزهر سيد طنطاوي، إنه يناشد الملك عبد الله لقاءه لمناقشة مبادرة السلام العربية إما في القدس أو الرياض أو القدوم الى كازاخستان. وتعرض المبادرة على إسرائيل تطبيع العلاقات مقابل الانسحاب من كافة الأراضي التي احتلها في عام 1967، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل عادل على أساس قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194، الذي يعترف بحقهم في العودة إلى ديارهم داخل حدود دولة إسرائيل المعاصرة وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحات بيريز لاسيما فيما يتعلق بأن الدول العربية تبنت كلمة نعم بدلا من كلمة لا، وأن إسرائيل تعي التغيير الحاصل لدى الدول العربية تجاهها وتجاه السلام. واستذكر الرئيس الإسرائيلي بهذا الخصوص ثلاثة اللاءات، أي لا لمفاوضة إسرائيل ولا للاعتراف بها ولا للسلام معها، وحمل بيريز في خطابه على تنظيم القاعدة وحزب الله اللبناني. يشار إلى أن الممثلين الإيرانيين غادروا القاعة لدى إلقاء الرئيس الإسرائيلي كلمته بداعي انه ليس شخصية دينية بل شخصية تمثل العنف. وكان رئيس دولة الاحتلال دعا في وقت سابق القادة العرب الى الالتزام جديا بخطتين للسلام للشرق الاوسط . وأكد في مقال نشرته صحيفة "التايمز" الشهر الماضي، دعمه لاقتراح العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني المتعلق بامكانية اعتراف 57 بلدا "باسرائيل" مقابل انسحابها من جميع الاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة وكذلك مبادرة السلام العربية التي أطلقتها السعودية في 2002 وايدتها الجامعة العربية. وكتب بيريز: ان "الملكين على حق في تحديد الهدف واكثر الطرق امانا لبلوغه وبدعم من القيادة في مصر يبدو ان الوقت حان لانهاء النزاع الاسرائيلي العربي الى الابد". وقال الرئيس الإسرائيلي أن المفاوضات الثنائية بين إسرائيل وجيرانها -- الفلسطينيون وسوريا ولبنان -- حيوية بالتزامن مع عملية تطبيع اقليمية بين اسرائيل والدول العربية. واكد بيريز انه "على قادة المنطقة التعامل مع هذه الخيارات بجدية ليس كفرصة شكلية بل عبر محادثات تهدف الى فتح الباب لسلام شامل وتطور اقتصادي للمنطقة"، موضحا ان خطط السلام اثبتت انها لا يمكن ان تحل النزاع وحدها. شيخ الأزهر وبيريز مجددا في كازاخستان شيخ الأزهر وبيريز في لقاء سابق على صعيد آخر، أثارت مشاركة شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي في المؤتمر جدلا واسعا بين المصريين لحضور الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز نفس المؤتمر بوفد إسرائيلي كبير يضم عددا من الحاخامات.. وأثيرت تساؤلات حول احتمال تكرار واقعة المصافحة الشهيرة بين الاثنين خلال مؤتمر حوار الاديان في الاممالمتحدة العام الماضي. وكان الشيخ على عبد الباقي أمين عام مجمع البحوث الاسلامية قد صرح قبل سفره إلى كازاخستان منذ يومين بأن الازهر لا يمانع في المشاركة في مؤتمرات دولية يحضرها حاخامات من إسرائيل وأن شيخ الازهر سيطرح أمام المؤتمر ما أقرته الشريعة الاسلامية واتخذه الازهر الشريف منهجا يتم تدريسه لطلبته الذين ينتمون لاكثر من مائة دولة بأن الناس جميعا أخوة في الانسانية وكلهم من أب واحد وأم واحدة وأن الاختلاف في العقائد لا يمنع من التعاون بين الجميع. وكان شيخ الأزهر توجه الثلاثاء إلى كازاخستان على رأس وفد من الدعاة والعلماء المصريين لحضور المؤتمر الثالث لزعماء الأديان الذى يعقد خلال الفترة من 1 إلى 3 يوليو/تموز الحالي بمدينة "آستانا" الكازاخستانية. ويلقى شيخ الأزهر كلمة أمام المؤتمر تحت عنوان "اختلاف العقائد لا يمنع التعاون" يؤكد خلالها على وجود فرص كثيرة لتبادل الأفكار البناءة التى تحقق الوفاق وتشجع التعاون والتواصل بين أصحاب الديانات المختلفة. كما يتناول أهمية مثل هذه المؤتمرات والمنتديات وضرورة استثمار نتائجها الإيجايبة وتفعيلها لما فيه خدمة البشرية وترسيخ الأمن والسلام والاستقرار.ويستعرض المؤتمر دور زعماء الأديان فى بناء التسامح والاحترام المتبادل والتعاون الجماعى في مواجهة الأزمات وحل المشاكل وتحقيق التقدم. وكانت مصافحة مفاجأة وعابرة جرت بين شيخ الأزهر وبيريز على هامش فعاليات مؤتمر الأممالمتحدة لحوار الأديان الذي عقد بمقر المنظمة الدولية بنيويورك في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أثارت عاصفة من الانتقادات في أرجاء العالم الإسلامي ضد د.طنطاوي. وسارع مكتب شيخ الأزهر وقتها إلى إصدار بيان بأن المصافحة "جرت بدون ترتيب، وتمت بشكل تلقائي دون أدنى إعداد.. وأن عددا كبيرا من الحاضرين جاءوا لمصافحة شيخ الأزهر، وكان من بينهم شيمون بيريز، وأن شيخ الأزهر قد تفاجأ به أمامه، كما أنه لم يكن لديه سابق معرفة ببيريز، وأن الأمر لم يستغرق مجرد ثوان". أسرار زيارة بيريز لأذربيجان وكازاخستان في هذه الأثناء، ذكرت تقارير صحفية ان زيارة بيريز على راس وفد كبير للمرة الاولى إلى أذربيجان وكازاخستان ، تأتي في محاولة من الدولة العبرية لتعزيز تعاونها النفطي والعسكري مع هذين البلدين المسلمين . وبرغم زيارات المسؤولين الإسرائيليين المتكررة لهذين البلدين فقد وصفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية هذه الزيارة ب"الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس إسرائيلي لهذين البلدين أما "أورشليم بوست" الليكودية فوصفتها ب"التاريخية"! ويضم الوفد الإسرائيلي المرافق لبيريز بنيامين بن أليعازر وزير الصناعة والتجارة والعمل، عوزي لانداو وزير البنيات التحتية، دانييل هيرشكوفيتز وزير العلوم والثقافة والرياضة، بينشاس بوهريس الأمين العام لوزارة الدفاع ،مجموعة من كبار المسؤوليبن في مجال التصنيع العسكري و 60 من كبار رجال الأعمال وأصحاب ومدراء الشركات الإسرائيلية الكبرى. وسيلتقي بيريز مع زعماء وأعضاء الجماعات اليهودية الأذربيجانية. كما يسعى للتفاهم حول التوقيع على اتفاقيات تعاون إسرائيلي - أذربيجاني في مجالات الزراعة وإدارة المصادر المائية والخدمات الطبية والتكنولوجيا المتطورة. وبالنسبة لكازاخستان: فسيكون بيريز ضيف الشرف في المؤتمر الثالث لزعماء أديان العالم والأديان المحلية وسيلقي خطاباً أمام المؤتمر وسيلتقي بيريز مع الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف والعديد من المسؤولين الكازاخستانيين. وكان بيريز قد أجرى محادثات يوم أمس مع نظيره الكازاخي نور سلطان نزاربايف. وأكد الرئيس الإسرائيلي خلال اللقاء أن كازاخستان تستطيع لعب دور مهم في تسوية نزاع الشرق الأوسط. وأضاف أنه سعيد لسماع وجهة نظر رئيس كازاخستان حول قضية الشرق الأوسط. ودعا بيريز نزاربايف لزيارة إسرائيل. ومن جانبه أكد نزاربايف أن قضية التسوية في الشرق الأوسط تعتبر مفتاحا للسلام في المنطقة كلها. وشدد على أن أي نزاع يجب أن يحل بطرق سلمية وعن طريق المفاوضات ومن المقرر ان يعقد بيريز اتفاقاً مع الكازاخستانيين يتم بموجبه استخدام القواعد العسكرية الجوية الكازاخستانية لإطلاق الأقمار الصناعية الإسرائيلية للفضاء الخارجي. الى جانب هذا سيقوم رجال الأعمال الإسرائيليون بعقد لقاء مع نظرائهم الكازاخستانيين بحيث يتم تشكيل منتدى الأعمال الإسرائيلي - الكازاخستاني. وسيلتقي بيريز مع زعماء وعناصر الجماعات اليهودية الكازاخستانية، كما سيحضر افتتاح الكنيس اليهودي الجديد الذي تم إنشاؤه في كازاخستان مؤخراً. وتشير التقارير إلى ان تركيز الاسرائيليين على التعاون مع أذربيجان بدلاً عن جورجيا يأتي لأن أذربيجان توجد فيها حقول النفط والغاز إضافة إلى خطوط نقل النفط والغاز من بحر قزوين وبلدان آسيا الوسطى سيتم تمريرها عبرها، ويضاف إلى ذلك أن وجود علاقات الجوار الإيراني - الأذربيجاني تضمن دوراً كبيراً من التوتر بسبب دعم أذربيجان للحركات الانفصالية الأذربيجانية الإيرانية إضافة إلى قابلية النظام الأذربيجاني للتعاون مع إسرائيل في تنفيذ مخطط استهداف إيران. كما ان حرصهم على التعاون مع كازاخستان لتكون الشريك الرئيسي لإسرائيل من بين بلدان آسيا الوسطى بدلاً عن أوزبكستان التي امتلأت بالحركات الأصولية الإسلامية وكيرغيزستان وطاجيكستان اللتان أصبحتا أكثر ارتباطاً بروسيا وتركمانستان التي بدأت تميل إلى التفاهم مع إيران وروسيا وتركيا.