بعد تزايد الحوادث.. مطالب بإنشاء طريق موازٍ للطريق الساحلي «سفاجا الغردقة الزعفرانة» لخدمة شاحنات البضائع و النقل الثقيل

تصاعدت المطالب الشعبية والرسمية بمحافظة البحر الأحمر بسرعة تنفيذ طريق أسفلتي او خرساني موازٍ للطريق الساحلي الدولي الزعفرانة – الغردقة – مرسى علم يُخصص لسير شاحنات النقل الثقيل، بعد الارتفاع الملحوظ في معدلات الحوادث التي تتسبب فيها هذه الشاحنات، إضافة إلى تدهور حالة الطريق الحالية بفعل الحمولات الزائدة وتآكل الطبقة الأسفلتية في مسافات طويلة.
وأكد عدد من السائقين والمستثمرين السياحيين أن الطريق الساحلي الزعفرانة مرسي علم مرورًابالغردقة وسفاجا الذي يُعد الشريان الرئيسي لمدن البحر الأحمر أصبح في حاجة ماسة لتطوير عاجل وفصل حركة النقل الثقيل عن السيارات السياحية والركاب، خصوصًا في المناطق بين رأس غارب والغردقة ومرسى علم، حيث تتكرر الحوادث الناتجة عن السرعة الزائدة أو انفجار الإطارات أو انحراف الشاحنات في المنحنيات الحادة.
قال أحمد خالد، سائق اتوبيس سياحي، إن اختلاط حركة النقل الثقيل والشاحنات بالطريق بحركة السياحة البرية القادمة من القاهرة والغردقة ومحافظات الصعيد يشكل خطرًا مباشرًا على السائحين، ويؤدي إلى تعطيل الرحلات وتأخير الأفواج السياحية التي تتجه إلى القرى والفنادق جنوب الغردقة ومرسى علم او المشاركة في رحلات التفويج السياحي اليوك للقاهىة. كما تسببت الحوادث في حالة من القلق لدى شركات السياحة التي أصبحت تتجنب النقل البري في بعض الفترات خوفًا من وقوع حوادث مميتة و إن الطريق أصبح غير مؤهل لتحمل الأحمال الثقيلة، وإن وجود الشاحنات الضخمة في نفس المسار يؤدي إلى تلف الأسفلت وتشكل الحفر والتشققات التي تتسبب في انحراف السيارات، مؤكدا أن تنفيذ طريق بديل للنقل الثقيل سيحد كثيرًا من الحوادث ويحافظ على كفاءة الطريق السياحي الحالي.
وأشارعدد من مستثمري القطاع السياحي إلى أن الطريق الساحلي الغردقة الزعفرانة هو محور رئيسي لحركة السياحة الداخلية والخارجية نحو المنتجعات والفنادق، وأن أي تعطيل أو تدهور به ينعكس سلبًا على سمعة المقصد السياحي المصري، مشيرين إلى أن إنشاء طريق موازٍ سيحقق توازنًا بين متطلبات التنمية الصناعية والنقل التجاري وخركة المواد التعدينية والشاحنات المتجهة لميناء سفاجا البحري من جهة، وحماية النشاط السياحي من جهة أخرى ويشهد الطريق الدولي مرور مئات الشاحنات يوميًا محملة بمنتجات بترولية ومواد بناء ومعدات ثقيلة متجهة إلى مدن الجنوب ومحمبة بالبضائع المصدرة من ميناء سفاجا البحري وأن نسبة كبيرة من الحوادث تقع بسبب الإرهاق أو القيادة في أوقات متأخرة دون إضاءة كافية، أو بسبب تهالك بعض أجزاء الطريق.
وطالب مستثمرو السياحة بضرورة إدراج المشروع ضمن الخطة العاجلة لوزارة النقل وأن إنشاء مسار وطريق مستقل للنقل الثقيل سيحسن معدلات الأمان، ويقلل الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن الحوادث، ويحافظ على كفاءة البنية التحتية للطريق الساحلي الاسفلتي الذي يمثل الشريان السياحي والاقتصادي الأهم لمحافظة البحر الأحمر
واكد مستثمرو القطاع السياحي ن اجهزة الدولة انفقت مئات الملايين علي رصف الطريق الساحلي بالبحر الاحمر والذي يمتد من الزعفرانة وحتي مرسي علم حيث تعرضت عدة مناطق بالطريق مرورا بالقصير وسفاجا والغردقة وراس غارب للتدهور بسبب استمرار سير مركبات النقل الثقيل التي تحمل الكتل الجرانتية من مناطق استخراجها بالصحراء الشرقية ونقلها بالطريق البري الساحلي لمسافة اكثر من 800 كيلو متر وان ضغط الشاحنات علي الطريق الاسفلتي تسبب في ظهور هبوط في عدة مناطق حيث ظهر هبوط وارتفاع في الطريق الاسفلتي للمتجه شمالا بسبب الحمولات الزائدة والكبيرة التي تمثل ضغطا علي الطريق الاسفلتي الذي لا يناسب هذة الشاحنات وسط مطالب بوقف سيرها او انشاء طريق خرساني مواز لهذا الطريق الساحلي
قال المهندس احمد ناصر، احد خبراء الطرق والنقل أن إنشاء طريق موازٍ للنقل الثقيل يمكن أن يتم على مراحل، تبدأ بالمناطق الأكثر خطورة وازدحامًا، خاصة بين رأس غارب والغردقة، بطول يقارب 100 كيلومتر، وأن يتم تصميمه بمواد عالية التحمل تناسب الحمولات الضخمة، مع تزويده بنظام مراقبة ذكي وكاميرات لمتابعة السرعة والأحمال وأن المشروع سيسهم في خفض معدل الحوادث المرورية، ويوفر مئات الملايين سنويًا من نفقات الصيانة وإصلاح الطرق المتضررة، إلى جانب حماية الأرواح ودعم استقرار حركة السياحة وان يتم ربط الطريق الجديد بالموانئ والمناطق الصناعية، خاصة في رأس غارب وسفاجا، لتيسير نقل البضائع دون التأثير على حركة الركاب والسياحة وإن الطريق الساحلي ليس مجرد ممر بين مدن البحر الأحمر، بل هو شريان حياة لاقتصاد وسياحة وطن بأكمله، يستحق التخطيط المدروس والتنفيذ السريع حفاظًا على الأرواح والمقدرات والتنمية المستدامة.
من جانبه، أكد اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، أن المحافظة تتابع باهتمام ملف تطوير الطريق الساحلي الدولي بالتنسيق مع وزارة النقل، مشيرًا إلى أن هذا الطريق يعد شريان الحياة الرئيسي لمدن المحافظة.
وأضاف المحافظ أن الدولة تنفذ مشروعات ضخمة لتطوير شبكة الطرق في البحر الأحمر ضمن خطة قومية لتحديث البنية التحتية ودعم النشاط السياحي والاستثماري، مؤكدًا أن الهدف هو تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والصناعية من جهة، وضمان سلامة وأمن المواطنين والسائحين من جهة أخرى