بعد تعدد حوادث النقل والسياحة عليه.. متى يعود الأمان لطريق القصير – مرسى علم بالبحر الأحمر؟

يمتد طريق القصير – مرسى علم الساحلي بمحافظة البحر الأحمر ابطول أكثر من 130 كيلومترًا، في الصحراء الشرقية، ويطلق عليه الكثيرون مصيدة الموت، بعدما تحوّل إلى واحدٍ من أكثر الطرق تسجيلًا لحوادث التصادم المروعة بين سيارات السياحة وشاحنات النقل الثقيل.
ورغم أن وزارة النقل انتهت من أعمال رصف الطريق مؤخرًا، فإن المعاناة على الطريق لم تنته. حتى الآن فالمسافر عليه يكتشف سريعًا أنه يخلو من أبسط مظاهر الخدمة المرورية، وتنتشر عليه مخالفات قاتلة، أبرزها السير عكس الاتجاه بسبب بُعد المسافات بين الدورانات، في ظل غياب شبه تام للدوريات الأمنية والمرورية. ولهذا لم يتردد الأهالي والعاملون في القطاع السياحي في وصفه بأنه «الطريق المنسي» ، رغم أهميته الاقتصادية والسياحية.
وخلال الأشهر الماضية، تكررت الحوادث الدامية على هذا الطريق، كان آخرها حادث تصادم شاحنة تريلا بسيارة سياحية «كوستر» أدى إلى مصرع مرشد سياحي وحادث اخر تصادم سيارة سياحة ونقل وإصابة عدد من السائحين والمواطنين وتكررت المشاهد المأساوية نفسها في مواقع متفرقة على امتداد الطريق بين القصير ومرسى علم، حيث تتناثر حطام السيارات وأثار التصادمات في مشاهد تحكي مأساة طريق لم يعرف الأمان منذ سنوات ويؤكد سائقون أن الطريق يفتقر تمامًا إلى الخدمات المرورية و نقاط النجدة السريعة، مما يجعل الاستغاثة في حال وقوع الحوادث، خصوصًا في المسافات الطويلة التي تمتد بين الكمائن القليلة المنتشرة في الصحراء.
يقول أحمد علي أحد السائقين العاملين في نقل السياح بين منتجعات مرسى علم والقصير ومطار مرسي علم "الطريق مظلم بالليل وليس به إنارة، والشاحنات تسير عكس الاتجاه، واليوتيرن للخلف علي مسافات بعيدة وهذا هو السبب في السير عكس الاتجاه ما تسبب في انتشار الحوادث ، والأمر يحتاج إلى رقابة حتى يعود اللأمان على الطريق.
واضاف محمد خالد سائق اتوبيس سياحي ان هذا الطريق سياحي ويربط مطار مرسي علم بمنتجعات القصير ومرسي علم ، وهذا يؤثر على سمعة المنطقة كلها ، خاصة أنه يخلو من الخدمات المرورية وهذه المطالب لم تتوقف منذ سنوات، خصوصًا مع ازدياد الكثافة المرورية الناتجة عن حركة الشاحنات القادمة من مناجم الفوسفات ومناطق التعدين المتجهة إلى موانئ القصير وسفاجا، في الوقت الذي تسلك فيه الحافلات السياحية الطريق نفسه نحو المنتجعات الجنوبية، ما يجعل التصادم أمرًا متوقعًا في كل لحظة.
ومن جانبه، وجّه اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، الأجهزة التنفيذية بالمحافظة بإجراء حصر شامل لجميع الطرق الرئيسية التي تربط بين مدن المحافظة والمحافظات المجاورة، ورصد عدد الحوادث الواقعة على كل طريق خلال السنوات الأخيرة، بهدف دراسة الأسباب ووضع الحلول المناسبة بما يضمن تقليل نسب الحوادث والحفاظ على حياة المواطنين والسائحين ويشمل الحصر الطرق المحورية مثل طريق الزعفرانة – رأس غارب، وسفاجا – قنا، والقصير – مرسى علم، والقصير – قفط، ومرسى علم – إدفو، ومرسى علم – برنيس – الشلاتين، إلى جانب دراسة معدلات حركة النقل والسفر سواء للبضائع أو للسياحة.
وأكد المحافظ أن الهدف من هذه المبادرة هو وضع خطة واقعية قابلة للتنفيذ لتحسين شبكة الطرق ورفع كفاءتها الفنية، مشددًا على أنه لن يُترك أي طريق دون دراسة دقيقة لأوضاعه الميدانية. كما وجه بسرعة حصر الطرق الداخلية داخل المدن والتجمعات السكنية التي لم تُرصف أو تحتاج لإعادة تأهيل، على أن تُدرج ضمن خطة الرصف السنوية للمحافظة بحسب الأولوية والكثافة السكانية والاستخدام الفعلي للطريق.وأكد أن تنفيذ هذه التوجيهات سيتم بالتعاون بين الإدارات الهندسية وهيئة الطرق والكباري والإدارة العامة للمرور وخبراء السلامة المرورية، مشددًا على أن الحفاظ على الأرواح مسؤولية لا تقبل التأجيل، وأنه يتابع هذا الملف شخصيًا لضمان سرعة التنفيذ وتحقيق نتائج ملموسة خلال الأشهر المقبلة.
من جانبه، وجّه اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، الأجهزة التنفيذية بإجراء حصر شامل لجميع الطرق الرئيسية التي تربط مدن المحافظة والمحافظات المجاورة، ودراسة أسباب الحوادث لوضع حلول واقعية تحدّ من نزيف الدم على الطرق، وشمل الحصر طرقًا رئيسية مثل الزعفرانة – رأس غارب، وسفاجا – قنا، والقصير – مرسى علم، ومرسى علم – إدفو، وغيرها.
وأكد المحافظ أن الهدف هو إعداد خطة شاملة لتحسين شبكة الطرق ورفع كفاءتها الفنية، مشددًا على أنه لن يُترك طريق دون دراسة ميدانية دقيقة، وأن التنفيذ سيتم بالتعاون بين هيئة الطرق والكباري والإدارة العامة للمرور وخبراء السلامة المرورية، لضمان سرعة التنفيذ وتحقيق نتائج ملموسة خلال الأشهر المقبلة.
بدوره، قال بشار أبوالطالب، نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، إن عددًا من زملائه فقدوا حياتهم في حوادث الطرق بالمحافظة، مؤكدًا أن "السلامة على الطرق لم تعد رفاهية، بل أصبحت جزءًا من الأمن القومي والسياحي.
وأشار إلى أن تطوير الطرق لا يجب أن يتوقف عند الرصف فقط، بل يجب أن يشمل حلولًا هندسية لإصلاح المنحنيات الخطرة، وتوفير الإضاءة واللافتات التحذيرية، وتنظيم السرعات، وزيادة التواجد المروري، وتركيب كاميرات مراقبة متصلة بغرف تحكم مركزية لمتابعة الحركة على مدار الساعة.