وصف مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية الدكتور أمجد الشوا، الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة بأنها كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلى خلف دمارًا واسعًا فى المنشآت والمساكن والبنية التحتية، موضحًا أن نحو 1.5 مليون مواطن فقدوا منازلهم خلال عامين من الحرب، بينما قدرت الأممالمتحدة كمية الركام فى القطاع بين 55 و60 مليون طن، نتيجة القصف المتواصل والتجريف الواسع. وأضاف «الشوا»، ل«المصرى اليوم»، أن الوضع الإنسانى برمته بات أكثر خطورة رغم وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن 90٪ من سكان غزة فقدوا مصادر دخلهم وممتلكاتهم، وأن ما يدخل عبر المعابر غير كاف ولا يلبى أدنى متطلبات الكارثة الإنسانية ولا يغطى احتياجات القطاع. وأوضح أن الاحتلال دمر أكثر من 95٪ من المساكن والبنية الأساسية فى شمال وشرق القطاع ومدينة غزة، وأن المواطنين العائدين إلى منازلهم لا يجدون خدمات أساسية كالمياه أو الكهرباء أو الرعاية الصحية أو الغذاء، فى وقت يواصل فيه الاحتلال تقييد دخول مستلزمات الإيواء والآليات الخاصة برفع الأنقاض وفتح الطرق. وأشار «الشوا» إلى أن الطرقات لاتزال مغلقة بسبب الركام ووجود مواد ومخلفات «متفجرة» من جيش الاحتلال، لافتا إلى أن إسرائيل تمنع دخول الطواقم الدولية المختصة بإزالة الألغام والمخلفات الحربية، ما يشكل خطرًا حقيقيًا على حياة السكان، فيما خرجت 85٪ من المنظومة الطبية عن الخدمة بسبب تدمير المستشفيات ونقص الأدوية والمهمات الطبية، مشيرًا إلى أن هناك نحو 17 ألف مريض وجريح بحاجة ماسة إلى الإجلاء الطبى العاجل لإنقاذ حياتهم، وأضاف قائلًا: نحن بحاجة إلى 1000 شاحنة مساعدات يوميًا تشمل الغذاء والدواء ومستلزمات المياه والإيواء، ويجب أن تدخل دون قيود أو تحديد للكميات. ميدانيا، استشهد 11 فلسطينيًا من عائلة «شعبان» بينهم 7 أطفال و3 نساء، فى قصف مدفعى إسرائيلى استهدفهم أثناء محاولتهم تفقد منازلهم فى حى الزيتون بمدينة غزة، فيما وصفته حماس بأنه مجزرة جديدة تؤكد خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار. وقالت مصادر فلسطينية، فى تصريحات صحفية، إن التعيينات والتحركات الإدارية الأخيرة التى تنفذها الأجهزة التابعة لحكومة حماس تأتى فى إطار محاولة لملء الفراغ الأمنى الذى خلفته الحرب، ومواجهة ما وصفتها المصادر بمحاولات إسرائيل زرع الفوضى من خلال تشكيل عصابات مسلحة محلية مدعومة إسرائيليا أثناء فترة العمليات العسكرية. فى سياق متصل، قالت «حماس» فى بيان، أمس الأول، إن استعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين تحتاج إلى وقت وإمكانيات تقنية كبيرة، موضحة أن بعض الجثامين مدفونة فى أنفاق دمرها الاحتلال وأخرى تحت الركام، وأن المعدات اللازمة لرفع الأنقاض غير متاحة بسبب استمرار الحصار الإسرائيلى ومنع دخولها. فى المقابل، طالب مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الحركة بالالتزام الصارم بخطة ترامب، محذرًا من أن الوقت ينفد وأن أى تأخير ستكون له عواقب. وكشف المكتب الإعلامى الحكومى أن إسرائيل سلمت الدفعة الرابعة من جثامين الشهداء الفلسطينيين، بينهم عشرات الجثث مجهولة الهوية تحمل آثار تعذيب وسحق تحت جنازير الدبابات، داعيا إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق فى جرائم الاحتلال.