غزة - وكالات الأنباء: بعد ليلة دامية شهدت تصعيدا خطيرا وغير مسبوق فى قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى بدء عملية واسعة لاجتياح مدينة غزة، فى إطار عملية «عربات جدعون 2 «، بزعم تدمير البنية التحتية التابعة لحركة «حماس». وأوضح الجيش أن فرقتين عسكريتين بدأتا العملية بالمدينة والثالثة ستلتحق بهما قريبا. ووصف متحدث باسم جيش الاحتلال مدينة غزة بأنها «منطقة قتال خطيرة»، محذرًا سكانها من أن «البقاء فيها يعرضهم للخطر»، وفقا لقناة «12 الإسرائيلية». وأضاف المتحدث أنَّ 40% من سكان المدينة نزحوا، فى إشارة إلى استمرار عملية الإخلاء التى طالب بها جيش الاحتلال. وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أن سلاح الجو هاجم خلال الأسبوع الماضى أكثر من 850 هدفًا فى مدينة غزة. وزعم جيش الاحتلال انه قام بتدمير البنية التحتية لحماس وتهيئة المنطقة لدخول الجيش بريا . ووصف مسئول أمنى كبير، العملية بأنها «كثيفة ومهمة». ونقلت وكالة رويترز عن مسئول عسكرى إسرائيلى قوله إن القوات البرية تتوغل فى عمق مدينة غزة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلى إن هدف العملية فى مدينة غزة تدمير البنية التحتية لحماس حتى الوصول إلى هزيمتها. وزعمت الإذاعة ان تقديرات الجيش تشير إلى وجود آلاف من مقاتلى حماس داخل مدينة غزة. ورصدت وسائل إعلام اقتحام دبابات الاحتلال السياج الحدودى بالمدينة. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» إن دوى الانفجارات الضخمة فى غزة يسمع فى تل أبيب. جاء ذلك بعد ساعات من استشهاد أكثر من 62 فلسطينيا خلال استهداف الاحتلال عشرات الأهداف فى المدينة ليلًا؛ ضمن موجة هجمات واسعة النطاق. وأُجبر آلاف المواطنين فى مدينة غزة على النزوح قسرا من منازلهم مساء أمس الأول، نتيجة القصف الإسرائيلى المكثف الذى طال مناطق سكنية ومراكز إيواء.. وفى ظل تصاعد القصف الإسرائيلى العنيف على المدينة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس، أن «غزة تحترق»، محذرا من أن بلاده لن تتراجع. وقال كاتس إن الجيش يضرب بقبضة من حديد البنية التحتية لحماس، وإن جنوده يقاتلون لتهيئة الظروف لاستعادة الرهائن وهزيمة حماس. كما هدد كاتس بتدمير غزة إذا لم تطلق حماس سراح الأسرى وتسلّيم سلاحها. ومع بدء الهجوم البرى على مدينة غزة، تصاعد نزوح السكان من المدينة نحو الجنوب، حيث يفرون من مناطقهم تحت نيران القصف الإسرائيلى المستمر، مما يزيد من الأزمة الإنسانية فى القطاع. واستشهد نحو 82 فلسطينيا منذ فجر أمس، بينهم 70 فى مدينة غزة. وشن الجيش الإسرائيلى غارة قرب بوابة مجمع الشفاء الطبى بمدينة غزة. وقال المتحدث باسم الدفاع المدنى فى غزة محمود بصل إنّ مدينة غزة تتعرض لقصف عنيف وأعداد الشهداء والإصابات فى ازدياد. وأضاف بصل أن «هناك شهداء ومصابين ومفقودين تحت الأنقاض جراء استهداف طائرات الاحتلال مربعا سكنيا فى محيط ساحة الشوا» ، واصفا هذه الضربة بأنّها «مجزرة كبيرة». ووفقًا لمصادر، دمّر الاحتلال منذ 11 أغسطس الماضى أكثر من 3600 بناية وبرج بشكل كامل فى مدينة غزة، كما دمّر نحو 13٫000 خيمة تؤوى نازحين. من جانبها، صنفت منظمة «أطباء بلا حدود» ما يحدث فى قطاع غزة «إبادة جماعية ممنهجة». فيما اتهمت المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية، فرانشيسكا ألبينزا إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية، وقالت إن المجتمع الدولى متواطئ فى الجريمة. وأكدت إلبينزا أن إسرائيل تحاول جعل مدينة غزة غير صالحة للسكن.