كثّفت فرق الدوريات البحرية التابعة لمحميات البحر الأحمر جهودها الميدانية في إطار حملة موسعة لمواجهة مخالفات الصيد الجائر داخل نطاق محمية الجزر الشمالية، وتمكنت الدوريات البحرية التي قادها عبدالله عابد مدير محمية الجزر الشمالية من ضبط وإزالة مساحات كبيرة من شباك «السيب» المحظور استخدامها، والتي تُعرف بين الخبراء باسم «شباك الموت» لما تسببه من أضرار بيئية جسيمة بالشعاب المرجانية والكائنات البحرية وتمثل "شباك الموت" خطرًا مزدوجًا، فهي من جهة تصيد كائنات بحرية بطرق عشوائية وغير انتقائية، ومن جهة أخرى تدمر الشعاب المرجانية التي تمثل درع الحماية الطبيعي للسواحل ومصدر الجمال للسياحة البيئية في البحر الأحمر. وتضمنت الضبطيات التي قامت بها الدوريات البحرية التحفظ على 2 كيلو متر من الشباك المخالفة ومصادرة 3 بنادق صيد وضبط 5 مراكب صيد وذلك بالقرب من شواطئ جزيرة ومحمية ابو منقار وشعاب الفنادير امام شاطئ الغردقة كما تضمنت الحملات خطة لرصد الأضرار الناتجة عن الشباك المهجورة، وتنفيذ مشروعات لإعادة تأهيل الشعاب المتضررة باستخدام تقنيات علمية حديثة، بجانب استخدام تقنيات المراقبة عبر الأقمار الصناعية للكشف المبكر عن الممارسات غير القانونية. وأكدت إدارة المحميات الطبيعية بالبحر الأحمر بإشراف الدكتور أحمد غلاب مدير عام المحميات بالبحر الأحمر أن فرق العمل من باحثي البيئة نفذت حملات رصد دقيقة داخل مناطق الشعاب المرجانية بمحمية الجزر الشمالية، وأسفرت عن مصادرة عدد من الشباك وإزالتها بالكامل وتحرير 5 محاضر واحالتها تتاح لاستكمال التحقيقات موضحة أن هذه الشباك تمثل انتهاكًا مباشرًا لقانون البيئة رقم 102 لسنة 1983 بشأن المحميات الطبيعية، وأن استخدامها يشكل خطرًا بيئيًا كبيرًا، حيث تُعد من أخطر أدوات الصيد لما تسببه من أضرار بالغة بالنظم البيئية البحرية وأوضحت الإدارة أن "شباك السيب" لا تميّز بين الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، إذ تتسبب في نفوق السلاحف وعرائس البحر والدلافين، كما تلتف حول الشعاب المرجانية وتتسبب في كسرها أو اختناقها، ما يؤدي إلى تدمير الموائل الطبيعية التي تعتمد عليها الكائنات البحرية في بقائها وأشار مسؤولو المحمية إلى أن بعض الصيادين يقومون بترك الشباك في البحر بعد استخدامها، ما يجعلها تتحول إلى "فخ قاتل صامت" يواصل اصطياد الكائنات دون تدخل بشري، لتتحول إلى تهديد مستمر للتنوع البيولوجي في البحر الأحمر. وأكد فريق محميات الجزر الشمالية أن العمل يجري بشكل يومي على تنفيذ دوريات بحرية لرصد أي تعديات أو مخالفات داخل نطاق المحميات، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المختصة، حيث يتم التعامل الفوري مع أي أدوات صيد محظورة وإزالتها والتخلص منها بطرق آمنة تمنع إعادة استخدامها. وأضافت مصادر بيئية بادارة المحميات أن استخدام شباك "السيب" داخل مناطق الشعاب يمثل خطورة بيئية كبيرة، تهدد بتدمير الشعاب المرجانية نظرًا لأنها تمتد لمسافات طويلة وتعمل بطريقة عشوائية تلتقط كل ما يعترضها، مشيرة إلى أن إدارة المحميات تواصل العمل على رفع الوعي البيئي بين الصيادين والمجتمع المحلي بأهمية الحفاظ على الثروة البحرية وأن محميات البحر الأحمر تعمل على تنفيذ برامج توعية موجهة للصيادين وأصحاب المراكب السياحية والغواصين، للتعريف بمخاطر الصيد في مناطق الشعاب المرجانية، وتشجيعهم على الالتزام بالقوانين البيئية التي تحمي الثروة البحرية ومصادر رزقهم في الوقت نفسه وأكدت إدارة المحميات أن مواجهة الصيد الجائر مسؤولية مشتركة بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي، مشددة على أن الحفاظ على الشعاب المرجانية يمثل أولوية وطنية لما تحققه من قيمة اقتصادية وبيئية وسياحية كبرى للبحر الأحمر. واوضحت التقارير البيئية أن هذه الممارسات لا تهدد الحياة البحرية فحسب، بل تمس بشكل مباشر الثروة القومية لمصر في البحر الأحمر، الذي يُعد من أغنى البحار بالتنوع البيولوجي على مستوى العالم ويجذب ملايين السائحين سنويا لممارسة رياضة الغوص. وأن فرق المحميات لا تكتفي بإزالة الشباك، بل تعمل أيضًا على رصد المناطق المتضررة وإعادة تأهيلها، من خلال خطط علمية متخصصة لإحياء الشعاب المرجانية وحماية الكائنات التي تعتمد عليها. وأكدت إدارة المحميات أنها مستمرة في مواجهة المخالفات البيئية والصيد الجائر وتنفذ بشكل دوري حملات توعية ميدانية للصيادين وأصحاب المراكب السياحية والغواصين، لتعريفهم بأهمية الالتزام بالتشريعات البيئية، وتوعيتهم بخطورة الشباك المحظورة على مستقبل الصيد والسياحة معًا وتشمل الحملات أيضًا ورش عمل وبرامج تثقيفية في المجتمعات الساحلية، لرفع الوعي البيئي وتحفيز المشاركة المجتمعية في حماية الحياة البحرية والتدخل المبكر للكشف المبكر عن أي ممارسات غير قانونية داخل نطاق المحميات، وضمان سرعة التدخل لإيقافها قبل أن تتسبب في خسائر بيئية جسيمة. وأكد الدكتور اشرف صديق المتخصص في الاسماك والمصايد بمعهد علوم البحار بالغردقة أن مواجهة الصيد الجائر مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع المحلي والعاملين في الأنشطة البحرية، وأن استدامة الموارد الطبيعية لن تتحقق إلا بتعاون الجميع والالتزام بالقانون و اوضح صديق أن كل شبكة صيد تُزال من البحر هي حياة تُنقذ و دعا جميع الصيادين والمواطنين إلى الإبلاغ عن أي ممارسات مخالفة، للمساهمة في حماية البحر الأحمر والحفاظ على إرثه البيئي الفريد بفضل هذه الجهود، تبقى مياه البحر الأحمر أنقى، وشعابه أكثر حياة فكل شبكة تُزال، حياة تُنقذ وأن البحر الأحمر يضم أكثر من 200 نوع من الشعاب المرجانية النادرة، ومئات الأنواع من الأسماك التي لا توجد في أي مكان آخر بالعالم، ما يجعله كنزًا بيئيًا عالميًا يجب الحفاظ عليه بكل الوسائل.