محافظ بني سويف: مهرجان النباتات الطبية والعطرية يحقق «طفرة» في الصادرات الزراعية

قال الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، أن ملف النباتات الطبية والعطرية كأحد أهم الملفات الواعدة التي يمكن أن تُحدث تحولًا حقيقيًا في هيكل الاقتصاد المحلي من خلال الصادرات الزراعية، خاصة وأن المحافظة تُسهم بما يتراوح بين 40 إلى 60% من صادرات مصر من هذا القطاع، وتُصدّر نحو 95% من زيوتها العطرية و85% من أعشابها المجففة، مما يجعلها بحق العاصمة الإنتاجية للنباتات الطبية والعطرية في مصر واحد أهم الصادرات الزراعية.
وأضاف المحافظ خلال افتتاح مهرجان النباتات الطبية والعطرية أن صدور القرار الجمهوري بتخصيص147 فدانًا بالظهير الصحراوي لمركز سمسطا لإقامة منطقة استثمارية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية والتصنيع الزراعي، يشكل نموذجًا رائدًا في سلاسل القيمة المتكاملة، تساهم في توفير أكثر من 35 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وأوضح «غنيم» أن برنامج التنمية المحلية المتكاملة، والذي سيضم وحدات للتعبئة والتعقيم، ومركزًا للإرشاد الزراعي، ومعامل للفحص، وخدمات للمزارعين والمصدرين، فضلا عن تأسيس أول جمعية تعاونية نوعية لإنتاج وتسويق النباتات الطبية والعطرية، تساهم في إعداد دراسة استراتيجية لتوسيع الاستثمارات الزراعية والصناعية وربطها بأهداف التنمية المستدامة، والمضي قدما في إنشاء المركز المتكامل لخدمات النباتات الطبية والعطرية على مساحة 7،500 متر مربع بسمسطا، وبدعم من الاتحاد الأوروبي.
ومن جانبه قال الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، في كلمته خلال فعاليات المهرجان الرابع للنباتات الطبية والعطرية بمحافظة بني سويف، وذلك نيابة عن علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، بحضور الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، وعبدالحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية إن هذا الحدث الوطني الهام، يجسد الاهتمام المتنامي للدولة المصرية بقطاع النباتات الطبية والعطرية، باعتباره أحد القطاعات الواعدة للاقتصاد الزراعي والصناعي، ومصدرًا متزايد الأهمية للدخل القومي، وسبيلًا لتحسين مستوى معيشة آلاف المزارعين والمصدرين والعاملين في هذا المجال الحيوي، مشيرا إلى أن النباتات الطبية والعطرية، أصبحت ركيزة أساسية في التنمية الزراعية المستدامة، وعنصرًا رئيسيًا في الصناعات ذات القيمة المضافة العالية مثل الصناعات الدوائية والغذائية ومُستحضرات التجميل، كما تمثل مجالًا تصديريًا نظرا للميزة النسبية لمصر بفضل تنوعها المناخي وثراء مواردها الطبيعية.
وأضاف رئيس قطاع الإرشاد الزراعي أن النسخة الرابعة من هذا المهرجان، تأتي امتدادًا للنجاح الذي تحقق في الدورات السابقة، وتجسيدًا لنهج الدولة في العمل التكاملي بين مؤسساتها الوطنية وشركائها في التنمية من القطاع الخاص والمجتمع المدني والمؤسسات الدولية، دعمًا لمسار رؤية مصر 2030 وتحقيقًا لمستهدفات استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة المحدثة. لافتا إلى أن النسخ الثلاث الأولى من هذا المهرجان والتي استضافتها محافظة الفيوم، مثلت محطات مهمة في مسيرة دعم وتنمية قطاع النباتات الطبية والعطرية، حيث أسهمت في بناء الوعي المجتمعي بأهمية هذا القطاع، وفتحت آفاقًا جديدة أمام المستثمرين، وعززت الربط بين البحث العلمي والتطبيق الميداني.
وأوضح «عزوز» أن انعقاد النسخة الرابعة بمحافظة بني سويف، جاء ليعكس رؤية الدولة في توسيع نطاق التنمية الزراعية، وتمكين المحافظات المنتجة من استثمار مواردها الطبيعية والبشرية، وتعزيز التكامل الإقليمي بين مناطق الإنتاج والتجميع والتصنيع والتصدير، في إطار خريطة وطنية متكاملة تهدف إلى تحقيق أقصى استفادة من الميزة النسبية لكل منطقة.
واستعرض رئيس قطاع الإرشاد الزراعي الجهود التي تبذلها الوزارة لتطوير قطاع النباتات الطبية والعطرية من خلال عدة محاور رئيسية منها دعم سلاسل القيمة المضافة، من خلال التوسع في التصنيع الزراعي، وتبني التقنيات الحديثة في التجفيف والتعبئة والتخزين، وإطلاق العلامة التجارية المصرية الموحدة للنباتات الطبية والعطرية بما يضمن جودة المنتج ويعزز ثقة الأسواق العالمية فيه.
وأشار «عزوز» إلى اهمية التوسع في التحول الرقمي الزراعي في قطاع النباتات الطبية والعطرية عبر تطوير نظم الإرشاد الرقمي وتطبيقات الهاتف المحمول وربط المزارعين بالمختصين والخبراء، وتعميم نظم الإنذار المبكر والمنصات الرقمية التي تسهّل الوصول إلى المعلومات والخدمات الفنية والأسعار العادلة في الأسواق المحلية والدولية، إضافة إلى التمويل والدعم الفني، موضحا أن الوزارة تعمل مع البنوك الوطنية ومؤسسات التمويل، على توفير قروض ميسرة لمشروعات النباتات الطبية والعطرية، لتشجيع الشباب والمستثمرين على التوسع في الإنتاج والتصنيع الزراعي والغذائي، ودعم إنشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة في الريف المصري.
وأوضح رئيس قطاع الإرشاد الزراعي أن الوزارة تولي أيضا اهتمامًا خاصًا بالتحول نحو الزراعة العضوية والنظيفة، وتطبيق الممارسات الزراعية الجيدة (GAP)، وتحسين كفاءة استخدام الموارد المائية والطاقة، بما يتسق مع توجه الدولة نحو التحول الأخضر والالتزام بالمعايير الدولية للأسواق التصديرية مشيرا إلى الشراكات البحثية والتعليمية، من خلال تعزيز التعاون بين مراكز البحوث والجامعات والمؤسسات التعليمية لإنتاج تقاوي معتمدة مقاومة للأمراض والجفاف، وتطوير أساليب الزراعة الحديثة والتجفيف الطبيعي، بما يسهم في رفع جودة الإنتاج وزيادة قدرته التنافسية عالميًا.
وأكد «عزوز» إن هذه الجهود تتكامل في إطار تنفيذ استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2030، التي وضعت النباتات الطبية والعطرية ضمن القطاعات ذات الأولوية القومية، لما تمتلكه من فرص اقتصادية واعدة، ودور محوري في تحقيق الأمن الغذائي والدوائي، وتوفير فرص عمل مستدامة في الريف المصري، لافتا إلى إن النجاح في تطوير هذا القطاع الحيوي لن يتحقق إلا عبر التكامل بين مختلف الشركاء في منظومة الزراعة والإنتاج والتصنيع والتصدير، في إطار رؤية وطنية تقوم على العلم والابتكار والإدارة الرشيدة للموارد.
وشدد رئيس قطاع الإرشاد الزراعي على التزام الوزارة الدائم بدعم هذا القطاع الواعد، وتعظيم دوره في تحقيق التنمية الريفية المستدامة، وخلق فرص عمل للشباب، وزيادة الصادرات المصرية من المنتجات الزراعية عالية الجودة.