بعد زيادة البنزين.. خبير اقتصادي: في هذه الحالات لا تتأثر السلع بارتفاع أسعار المحروقات

قال شريف وحيد، خبير أسواق المال، إنه في حالة تزامن زيادة أسعار المحروقات مع ضعف القدرة الشرائية للمستهلكين، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار بعض السلع وزيادة المعروض.
وأضاف وحيد ل «المصري اليوم»، أن ذلك يتوقف على عوامل اقتصادية دقيقة مثل مرونة الطلب، تدخل الدولة، وسلوك المستهلكين.
وأشار وحيد إلى أنه عادةً ما تؤدي زيادة أسعار المحروقات والسولار إلى ارتفاع تكاليف النقل والإنتاج مما ينعكس مباشرة على أسعار السلع والخدمات لكن إذا كانت القدرة الشرائية ضعيفة جدًا فإن المستهلكين قد يعجزون عن شراء السلع بأسعار مرتفعة مما يضطر التجار إلى خفض الأسعار أو تقديم خصومات لتصريف المخزون، ويؤدي ذلك بدوره إلى زيادة المعروض في ظل ضعف الطلب وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الأسعار، خاصة للسلع غير الأساسية أو التي لها بدائل كثيرة.
كيف يمكن أن تنخفض الأسعار رغم رفع المحروقات؟
يرى الخبير الاقتصادي، أن الطلب المنخفض بسبب ضعف القدرة الشرائية يخلق ضغطًا على التجار لتخفيض الأسعار، وأن الدولة قد تتدخل بدعم مباشر أو غير مباشر (مثل تثبيت أسعار بعض السلع أو عبر برامج الحماية المجتمعية والتي قد تشمل تقديم دعم نقدي للمواطنين).
وتابع: الأسواق التنافسية تجبر الموردين على خفض الأسعار للحفاظ على الحصة السوقية، كما أن السلع غير المرتبطة مباشرة بالمحروقات (مثل المنتجات الرقمية أو بعض السلع المستوردة بكميات كبيرة) قد تشهد استقرارًا أو انخفاضًا.
ولفت إلى أن هناك أمثلة من دول شهدت انخفاضًا في أسعار سلع رغم رفع المحروقات، على سبيل المثال في الهند وفي (2018) رفعت الحكومة أسعار الوقود بسبب ارتفاع أسعار النفط عالميًا بينما انخفضت أسعار بعض المنتجات الزراعية بسبب ضعف الطلب المحلي وزيادة الإنتاج، وفي نيجيريا سنة (2020) رفعت أسعار البنزين ضمن إصلاحات اقتصادية شهدت بعض السلع الغذائية انخفاضًا مؤقتًا بسبب الركود الاقتصادي وانخفاض القوة الشرائية.
وشهدت الأرجنتين عام (2019) رفع أسعار الطاقة ضمن شروط صندوق النقد، بينما انخفضت أسعار الملابس والإلكترونيات بسبب انخفاض حاد في الطلب المحلي رغم ارتفاع تكاليف النقل.
واستطرد: في حالات الركود التضخمي قد ترتفع أسعار المحروقات بينما تنخفض أسعار بعض السلع بسبب ضعف الطلب، كما أن التضخم المستورد (مثل ارتفاع أسعار النفط عالميًا) قد لا يؤثر على جميع السلع بنفس الدرجة خاصة إذا كانت محلية أو مدعومة.
وارتفعت أسعار المحروقات اليوم في مصر بشكل رسمي، بعد إعلان لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية تعديل أسعار الوقود اعتبارًا من 17 أكتوبر 2025، في ضوء ارتفاع تكاليف الاستيراد، وتقلبات أسعار النفط العالمية، واستمرار انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار.
وشملت الزيادة الجديدة في أسعار الوقود كافة المنتجات، من بينها سعر البنزين اليوم بجميع أنواعه (80 – 92 – 95)، إضافة إلى سعر السولار اليوم، وغاز تموين السيارات.