«طلب منه أن يُحضر البنادق، وأخبره أن الحدود مفتوحة».. هذه الكلمات كانت جزءًا من مكالمات هاتفية اعترضتها السلطات الأمريكية لرجل يُدعى محمود أمين يعقوب المهتدي، رُفعت ضده شكوى جنائية تتهمه بالمشاركة في هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وتفجّرت القضية حين كشفت السلطات اليوم الجمعة، عن تفاصيل الشكوى أمام المحكمة الجزئية للمنطقة الغربية من ولاية لويزيانا. مكالمة فتحت باب الاتهام أظهرت التحقيقات التي قادها مكتب التحقيقات الفيدرالي أن المهتدي، البالغ من العمر 33 عامًا، أجرى عدة مكالمات صباح يوم الهجوم، يدعو فيها آخرين للاستعداد، مشيرًا إلى أن «الحدود مفتوحة»، وتضمنت إحدى المكالمات أمرًا مباشرًا بجلب السلاح، ما رآه المحققون دليلًا على علمه المسبق بالعملية ومشاركته فيها فعليًا أو تنظيميًا، في حين وصف مكتب التحقيقات الفيدرالي «الإف بي آي»، هذه الأدلة بأنها جوهرية لتوجيه الاتهام، ورفعت الشكوى رسميًا في 6 أكتوبر 2024. وبحسب ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، فالمدعون أشاروا إلى أن المهتدي كان عضوًا في «كتائب المقاومة الوطنية»، وهي الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والتي شاركت في الهجوم الذي أسفر، بحسب الرواية الإسرائيلية، عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة، واستندت الشكوى إلى معلومات استخباراتية إسرائيلية وصور تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي تربط المهتدي بالجماعة المسلحة. رحلة بتأشيرة هجرة بحسب وثائق المحكمة، تقدم المهتدي بطلب تأشيرة هجرة إلى الولاياتالمتحدة في يونيو 2024، مشيرًا إلى أن مسقط رأسه غزة ومحل إقامته القاهرة، دون أي إشارة إلى خبرة عسكرية أو تدريب على السلاح، دخل البلاد رسميًا عبر مطار «دالاس فورت وورث» الدولي في 12 سبتمبر من العام نفسه، وصرّح بأنه ينوي الاستقرار في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما، والعمل في مجال إصلاح السيارات أو المطاعم. بعد وصوله، بدأ المهتدي في بناء حياة تبدو اعتيادية، فبحلول مايو 2025، كان يقيم في تولسا، ونشر صورًا له ولأطفاله على الإنترنت، يظهرون فيها وهم يحملون مسدسًا من نوع «جلوك»، ما أضاف عنصرًا جديدًا إلى ملف التحقيق، وفي يونيو من نفس العام، تمكن عملاء «الإف بي آي» من تحديد موقعه في مدينة لافاييت بولاية لويزيانا، حيث كان يعمل في مطعم، ليتم توقيفه لاحقًا. تهم ثقيلة أمام المحكمة الفيدرالية تضمنت الشكوى أيضًا دلائل رقمية، حيث تبيّن أن هاتف المهتدي المحمول، المسجل باسم شركة اتصالات في غزة، اتصل بأحد أبراج الاتصالات داخل إسرائيل في صباح الهجوم، ما اعتُبر مؤشرًا على عبوره الحدود فعليًا، وعززت هذه المعلومة فرضية الادعاء بمشاركته الميدانية، وليس فقط الدعائية أو التنظيمية، في عملية 7 أكتوبر. ويواجه المهتدي عدة تهم فدرالية، منها تنظيم مقاتلين للانخراط في الهجوم، وتقديم أو محاولة تقديم دعم مادي لمنظمة أجنبية، بالإضافة إلى تزوير تأشيرات واستخدام مستندات وتصاريح بطرق غير قانونية، وقد احتُجز في مركز إصلاحي بمدينة سانت مارتن باريش، وكان من المقرر أن يمثل لأول مرة أمام القاضي يوم الجمعة الماضي. كما يُشار إلى أن القضية تندرج ضمن عمل فرقة تم تشكيلها من قِبل وزارة العدل الأمريكية في مارس الماضي لملاحقة المتورطين في هجوم 7 أكتوبر، استكمالًا لجهود إدارة بايدن السابقة في ملاحقة قادة حركة حماس.