من «تيك توك» إلى الشوارع.. كيف بدأت الاحتجاجات في المغرب رقميًا؟

بلمسة على شاشة هاتف، وبثوانٍ من البث المباشر، نجح شباب مغاربة في تحويل غرف الدردشة الافتراضية إلى شوارع مزدحمة بالهتافات.
من «ديسكورد» و«تيك توك» و«إنستجرام»، خرج جيل زد ليحوّل التكنولوجيا إلى أداة ثورة، ينظم بها الاحتجاجات، يحدد أماكن التجمع، ويصوّت حتى على استمراريتها. هذه الحركة الرقمية، التي بدأت خلف الشاشات، سرعان ما تمددت إلى 11 مدينة مغربية، حيث علت المطالب بالعدالة الاجتماعية، إصلاح التعليم، ومحاربة الفساد، قبل أن تتقاطع الشعارات مع صدامات عنيفة مع قوات الأمن.
من «ديسكورد» إلى الميادين.. ولادة حركة الاحتجاجات بالمغرب
بدأت القصة في فضاءات رقمية مغلقة: مجموعات على «تيك توك» و«إنستجرام» و«ديسكورد». هناك تشكلت حركة أطلقت على نفسها اسم GenZ 212، نسبة إلى رمز الهاتف الدولي للمغرب. بلا قيادة واضحة، ولا هيكل تنظيمي، لكن بخطاب موحد: تحسين الصحة والتعليم، وإنهاء الفساد.
خلال السنوات الأخيرة برز «جيل زد» في احتجاجات عابرة للقارات، من بيرو إلى إندونيسيا، حيث يستخدم الشباب الأدوات الرقمية لتعبئة جماهير واسعة بعيدًا عن الأحزاب التقليدية. وفي المغرب، يشكل هذا الجيل نحو 26% من السكان، تتراوح أعمارهم بين 13 و28 عامًا.
مظاهرات المغرب 2025 بين السلمية والعنف
بينما تصف السلطات التحركات بأنها أعمال «شغب منظمة»، تصر بيانات الحركة على سلميتها، وتدين «أعمال التخريب» التي رافقت بعض المظاهرات. لكن الواقع الميداني يكشف انقسامًا داخليًا، بين تيار يدعو لوقف الاحتجاجات بعد تصاعد العنف، وآخر يضغط نحو الاستمرار، بل التصعيد.
اللافت أن الخلافات لم تقتصر على الأرض، بل امتدت إلى غرف النقاش الرقمية، حيث جرى حذف مجموعات كانت تروج لرفض العنف، وسط مخاوف من اختراق خارجي وتحريف مسار الحركة. خبراء أمنيون حذروا من انتشار فيديوهات مزيفة وصور من احتجاجات خارج المغرب يجري تداولها على أنها من الداخل، ما يعمّق حالة الارتباك والريبة.
الحكومة تلوّح بالصرامة
الناطق باسم وزارة الداخلية، رشيد الخلفي، أكد أن السلطات تتعامل «وفق القانون» مع الموقوفين، حيث أُحيل 409 أشخاص للحراسة النظرية، فيما أُطلق سراح آخرين بعد التحقق من هوياتهم. وأضاف أن الدولة «ستواجه بحزم وصرامة كل ما يهدد الأمن العام».