إجراءات حاسمة من وزارة التعليم لمواجهة مخالفات الطلاب داخل المدارس

مع بداية العام الدراسي الجديد 2025-2026، أثارت عدة فيديوهات ومشاهد من داخل وخارج المدارس جدلًا واسعًا حول حالات التسيب والإهمال التي انتشرت بين الطلاب والمدرسين، ما يعكس تحديات كبيرة تواجه العملية التعليمية، خاصة في ظل غياب الانضباط بين الأجيال الحديثة. وقد أثارت هذه المشاهد استياء العديد من أولياء الأمور، وسط تساؤلات عن مدى جاهزية المدارس لاستقبال أبنائهم.
مشاهد مثيرة للجدل داخل المدارس
انتشر مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ظهرت فيه مجموعة من طالبات المرحلة الإعدادية وهن يرتدين الزي المدرسي ويقمن برقصات «هستيرية» على أنغام أغاني "المهرجانات" داخل الفصول، مع إطلاق ألفاظ وتعبيرات غير لائقة. وأشعل هذا المشهد موجة من الغضب والانتقادات بين الأهالي والمجتمع وزاد من مخاوفهم على الانضباط الأخلاقي والتربوي في المدارس.
حقق الفيديوهات ملايين المشاهدات وأثار حالة انقسام في الرأي بين من اعتبر ما حدث فضيحة أخلاقية، ومن رأى أن تصوير ونشر الفيديو ينتهك خصوصية الطالبات ويعرضهن للتنمر المجتمعي.
وفي فيديو آخر، ظهرت إحدى الطالبات وهي تتعدى على زميلاتها بالسب بألفاظ نابية أمام إحدى المدارس بدائرة قسم شرطة مصر القديمة بالقاهرة. وبعد تداول الفيديو، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطها عقب اعترافها بارتكاب الواقعة.
كما تم تداول مقطع آخر على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر قيام تلاميذ في إحدى المدارس الإعدادية بتكسير إضاءة الفصل أثناء رقصهم على أغاني المهرجانات، في مشهد وصفه رواد المواقع ب«الكباريه»، معبرين عن استيائهم ومطالبين بمحاسبة المتسببين.
وفي بورسعيد، أحال المحافظ مديرة إحدى المدارس للتحقيق بعد أن عاتبها على غياب الانضباط والسماح للطالبات بالخروج بعد بدء اليوم الدراسي، قائلاً: «مينفعش أولياء الأمور يكونوا سايبين بناتهم أمانة في المدرسة وأنا أجي أجيبهم من الشارع».
أما في الإسكندرية، قررت إحدى المدارس الخاصة فصل 3 طلاب لمدة ثلاثة أيام بعد تداول فيديو لهم وهم يرقصون خلال بروفة حفل نشاط مدرسي، معتبرة ذلك سلوكًا غير تربوي، مع توجيههم للمتابعة مع الأخصائية الاجتماعية لتصحيح سلوكهم.
إلى جانب ذلك، تم رصد حالات بلطجة داخل بعض المدارس في محافظات مثل الجيزة والقاهرة، إضافة إلى توثيق هروب جماعي لطلاب من مدارس في الشرقية، بسبب غياب الرقابة وتراخي بعض المدرسين، ما أدى إلى اضطرابات داخل الفصول وخلق بيئة غير آمنة للتعليم.
قلق أولياء الأمور
أبدى أولياء الأمور قلقهم من تفاقم هذه الظواهر، مطالبين بمزيد من الصرامة في الرقابة على المدارس وتوفير بيئة تعليمية مسؤولة. كما دعوا إلى دعم الأنشطة التربوية الإيجابية التي تستثمر طاقات الطلاب بعيدًا عن السلوك غير المرغوب فيه. وفي المقابل، انتقد بعض الأهالي نشر هذه الفيديوهات لما تتركه من أثر نفسي سلبي على أبنائهم، مطالبين باحترام خصوصيتهم.
إجراءات وزارة التربية والتعليم
أعربت وزارة التربية والتعليم عن أسفها الشديد لهذه الظواهر، مؤكدة أنها بدأت تحقيقات لتحديد المدارس المتورطة واتخاذ إجراءات تأديبية بحق الإدارات والمدرسين غير الملتزمين، إضافة إلى تطبيق نظام مراقبة إلكتروني لتتبع أداء المدارس والمعلمين والطلاب، وزيادة الدوريات الأمنية بالتعاون مع وزارة الداخلية لضبط الانضباط داخل المدارس.
وعن فيديو الهروب المتداول، أوضح شادي زلطة المتحدث باسم الوزارة أن المقطع قديم، وليس من العام الجاري، مشيرًا إلى أن الوزارة ستوسع من علاقاتها مع المديريات التعليمية لمتابعة الانضباط وتطبيق الضوابط بصرامة.
كما أصدرت الوزارة بعد حادثة الاعتداء على أحد المعلمين قرارات فورية تضمنت فصل المتعدين نهائيًا وحرمانهم من التقديم لمدارس جديدة إلا بعد بدء العام الدراسي المقبل، مع إحالة القضايا للنيابة المختصة.