شهدت العديد من المدارس، منذ بدء العملية الدراسية التي انطلقت منذ أكثر من شهر, تجاوزات واقتحامات للأبنية التعليمية من قبل مجهولين أو أولياء الأمور, ومشاجرات بين الطلاب انتهت بمصرع أحدهم, فضلاً عن انتشار فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر رقص وتدخين الطالبات داخل الفصول, دون عقاب رادع لمنع تلك التجاوزات. وترصد "المصريون"، أبرز الوقائع التي وقعت داخل المدارس من بدء العملية الدراسية بها. وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا مقطع ، فيديو يظهر طالبين اقتحما فصل زميلاتهما الطالبات، وقاما بترويع وتهديد الفتيات، وحاولا الاعتداء عليهن؛ في ظل غياب المسئولين والمعلمين بالمدرسة. وقرر طه عجلان، وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية اليوم، فصل طالبين بمدرسة شبرا الخيمة التجارية المتقدمة المشتركة نظام خمس سنوات لمدة أسبوعين، وذلك لقيامهما باقتحام فصل زميلاتهما من الطالبات بنفس المدرسة، وتهديدهن وترويعهن، كما قرر استبعاد مدير المدرسة وإحالة مسئولي الإشراف للتحقيق، وفصل البنين عن البنات بالمدرسة، بحيث تعمل المدرسة بنظام الفترتين الصباحية للبنات، والمسائية للبنين، إضافة إلى إلغاء نظام مشاركة الجنسين معًا في فترة واحدة. كما نشرت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مقطع فيديو صادمًا لفتيات في المرحلة الإعدادية يتنافسن في تدخين السجائر والرقص داخل أحد الفصول الدراسية. الفيديو مسرب من داخل إحدى المدارس في منطقة إمبابة بالجيزة، وأثار استياء مستخدمي مواقع التواصل، واعتبروه كارثة باعتبار أن الفتيات صغيرات، فضلًا عن كون هذه الممارسات ليس مكانها فصول الدراسة. واستمرارًا لمسلسل الوقائع المثيرة للجدل داخل المدارس المصرية، تعرضت مدرسة إعدادية بإدارة حوش عيسى التعليمية بمحافظة البحيرة، للاقتحام من جانب أهالي طالب له صلة قرابة بأحد أعضاء مجلس النواب، والتعدي بالضرب على زميل له، على خلفية حدوث مشاجرة بينهما، ما تسبب في إصابة الأخير ونقله إلى مستشفى حوش عيسى، الذي حوله إلى مستشفى دمنهور التعليمي لتلقي العلاج اللازم. كما اقتحم أولياء أمور طالبات بمدرسة عمر بن الخطاب الإعدادية المشتركة التابعة لإدارة الهرم التعليمية المدرسة، بعد ادعاء إحدى الطالبات سرقة هاتفها المحمول. وتمكنت الشرطة من السيطرة على الموقف وتحرير محضر بالواقعة، كما تم السماح بدخول طلاب الفترة المسائية للمدرسة، بعد أن أغلق أولياء أمور الطالبات باب المدرسة خلال الفترة الصباحية. ولقي طالب مصرعه داخل مدرسة الزراعة الثانوية بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، على يد صديقه بعدما تطور المزاح بينهما إلى مشاجرة، ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إلى المستشفى. وفي تصريح إلى "المصريون" قالت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية, إن "ما يحدث داخل المدارس في الفترة الأخيرة من اقتحام المدارس، خاصة مدارس الفتيات ومعاكستهن داخل الفصول, هو نتيجة للانفلات الذي شهدته العملية التعليمية، والتسيب والإهمال داخل المدارس، الذي أصبحت ظاهرة منتشرة بمعظم مدارس الجمهورية". وأضاف, أنه "بعد انتشار تلك الأعمال غير الأخلاقية, يجب التحقيق مع إدارات المدارس التي تحدث بها تلك الوقائع, والتحقيق معهم وإيقافهم عن العمل وتحويلهم إلى أعمال إدارية", متسائلة: "كيف يدخل شاب إلى المدرسة ويتمكن من دخول فصل يتواجد به فتيات، وهناك عمال ومدرسون ومشرف متواجد طوال اليوم الدراسي". وأشارت إلى أنه "من المفترض أن هناك لجنة من التعليم الفني تمر على جميع المدارس وعمل تقارير سنوية عن المدارس ورفعها إلى الوزارة لتحسين العملية التعليمية ومعاقبة المدارس التي يحدث بها تجاوزات". وطالبت الخبيرة التربوية بتفعيل لجان المتابعة بشكل حقيقي على جميع المدارس الحكومية, لافتة إلى أن "هناك ثلاثة عناصر يتحكمون في العملية التعليمية، هي: المنزل والمؤسسة التعليمية والمعلم، مع ضرورة إخضاع الطلاب للتفتيش باستمرار وبشكل عشوائي حتى لا تندلع مشاجرات قد تتطور إلى جرائم قتل".