وداعًا «كلوديا كاردينالي».. رحيل أسطورة السينما العالمية عن 87 عامًا

«addio bella»، أو «وداعا أيتها الجميلة»، جملة وهاشتاج ملأ مواقع التواصل الاجتماعى الإيطالية والعالمية فى وداع مؤثر ل «كلوديا كاردينالى» إحدى أيقونات السينما العالمية ونجمة الأفلام الإيطالية فى عصرها الذهبى بالستينيات، والتى توفيت عن عمر ناهز 87 عامًا فى الساعات الأولى من فجر أمس بعد مسيرة فنية حافلة استمرت 60 عاما، وبين أجيال تابعت أفلام «كاردينالى» وشهرتها عالميًا وأجيال اعتبرتها رمزا للجمال والفن والأنوثة، حظت «كاردينالى» بوداع رسمى وجماهيرى يليق بمسيرتها الحافلة، إذ قال وزير الثقافة الإيطالى إليساندرو جولى فى تصريح له إن «كاردينالى» من أعظم الممثلات الإيطاليات على مر العصور، حيث جسدت الرقى والجمال الفريد، وشاركت فى أكثر من 150 فيلمًا على مدار مسيرتها الفنية الطويلة، بعضها يُعتبر من أبرز معالم سينما المؤلفين، كما تعاونت مع أعظم المخرجين ليس فقط فى إيطاليا ولكن فى الولايات المتحدة وفرنسا أيضا.
وأشار وزير الثقافة الإيطالى إلى أن النجمة الراحلة اشتهرت عالميًا، وألهمت موهبتها الاستثنائية أبرز مخرجى القرن العشرين، مقدما التعازى لعائلتها وجميع محبيها.
وقال لوران سافرى، مدير أعمال النجمة الراحلة لوكالة فرانس برس فى وداعه لها: «ترك لنا إرثًا من امرأة حرة وملهمة، كامرأة وفنان». ولم تكن كلوديا كاردينالى للجمهور العربى أحد أبرز نجمات السينما العالمية فقط فى عصرها الذهبى، لكنها جمعت بين الطابعين الشرقى والغربى، إذ ولدت فى تونس لأبوين إيطاليين فى 15 إبريل 1938، وأصبحت رمزا للهوية الإيطالية، تلك التى تميل لتمتزج بالطابع العربى، خاصة مع صداقتها لنجوم مصريين، فى مقدمتهم العالمى الراحل عمر الشريف، الذى شاركته فى العديد من الأفلام العالمية وارتبطا بصداقة طويلة، كما كان وراء حبها لمصر وزيارتها لها وتكريمها بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته ال37 بجائزة فاتن حمامة التقديرية.
وبجانب عمر الشريف، قدمت «كاردينالى» أدوار البطولة بجانب نخبة من أشهر الممثلين العالمين فى جيلها أمثال جون واين، وشون كونرى، وويليام هولدن، وهنرى فوندا، وإيلى والاش، وأورسون ويلز، وبيتر فينش، وأنتونى كوين، وجاك بالانس، وديفيد نيفن، وبيرت لانكستر، وفازت بالعديد من الجوائز من بينها «الدب الذهبى للإنجاز مدى الحياة» فى مهرجان برلين عام 2002 و«الأسد الذهبى للإنجاز مدى الحياة» فى مهرجان فينيسيا عام 1993، وأدرجتها صحيفة لوس أنجلوس تايمز بين أجمل 50 امرأة فى تاريخ السينما، فى اعتراف رمزى بجاذبيتها.
وتنوعت أفلام «كاردينالى»، خلال مسيرتها الفنية الطويلة - لأكثر من 60 عامًا - بين الكوميديا الإيطالية وأفلام الغرب الأمريكى، والدراما والأفلام التاريخية، وأفلام هوليوود.
ومن بين أفلامها «النمر الوردى»، «حدث ذات مرة فى الغرب»، «أنطونيو الجميل» و«الفتاة ذات الحقيبة» و«8 ½».
ومع ابتعادها عن أضواء الشهرة والنجومية وتقدمها فى العمر، اختارت «كاردينالى» الاستقرار فى باريس بعد مسيرتها الحافلة، وخلال سنوات تقاعدها عاشت بسلام مع عائلتها وتوفيت بينهم.