على غرار كورونا.. لقاح مبتكر يعالج حب الشباب

الأغلبية العظمى يعانون من حب الشباب، إذ تشير الإحصائيات أن ما يصل إلى 85% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و24 عامًا يعانون منه، ومع ذلك غالبًا ما لا يختفي، وقد يستمر حتى مرحلة البلوغ، على الرغم من انتشاره الواسع، لا يزال يُنظر إلى حب الشباب على أنه عيب تجميلي أكثر منه حالة طبية، وقد يكون علاجه مكلفًا ويستغرق وقتًا طويلًا، ولكن الآن، أعلن العلماء عن لقاح ضد حب الشباب، وفقًا لما جاء بمجلة Popular Mechanics .
لماذا تظهر الحبوب أصلا؟
ببساطة، ينشأ حب الشباب عند انسداد بصيلات الشعر، التغيرات الهرمونية (أثناء البلوغ، الحمل، أو الدورة الشهرية) تزيد من عمل الغدد الدهنية، مما يؤدي إلى إنتاج كميات زائدة من الزهم.
يصبح هذا الزهم الزائد غذاءً مثاليًا للبكتيريا التي تعيش على الجلد، ومع تكاثرها، يتطور الالتهاب، وتظهر تلك البثور الحمراء المؤلمة.
كيف سيعمل اللقاح؟
اختار باحثون في سانوفي عدم استهداف إنتاج الزهم، بل السيطرة على البكتيريا، يُدرّب اللقاح، المُطوّر باستخدام تقنية mRNA الحديثة (على غرار بعض لقاحات كوفيد-19)، جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة ضد البكتيريا المُسببة لحب الشباب.
لا تقضي هذه الأجسام المضادة على البكتيريا، بل تمنعها من التكاثر بشكل لا يمكن السيطرة عليه، مما يوقف العملية الالتهابية، وقد أظهرت الدراسات على الحيوانات فعالية عالية بالفعل، وتجري حاليًا تجارب على البشر.
يشير جان فرانسوا توسان، رئيس تطوير اللقاحات في سانوفي، إلى أن للدواء ميزة عالمية أخرى، وهي أن المضادات الحيوية تستخدم اليوم بكثرة لعلاج حب الشباب الحاد، ومن شأن لقاح فعال أن يقلل استخدامها بشكل كبير.
وأوضح قائلًا: «إذا تمكنا من تقليل استخدام المضادات الحيوية، فإننا لا نخلق قيمة للأشخاص الذين يتلقون اللقاح فحسب، بل للمجتمع أيضًا، من خلال الحد من مقاومة الميكروبات».
متى سيصل اللقاح المعجزة؟
في الوقت الحالي، لا يزال الدواء قيد التجارب السريرية، لذا لن يتوفر في الصيدليات قبل عام أو عامين على الأقل، كما يتوقع الباحثون بعض الشكوك تجاه التطعيم.
مع ذلك، يعتقد أطباء الجلد أن الطلب على اللقاح سيكون كبيرًا، ولن يكون اللقاح جزءًا من برامج التطعيم الإلزامية، بل سيُطرح كخيار، إذا ثبتت سلامة الدواء وفعاليته وقدرته على توفير شفاء طويل الأمد دون الحاجة إلى كريمات أو حبوب يومية، فسيقبل عليه الكثيرون ممن يعانون من حب الشباب.