مشكلة تؤرق العديد من المراهقين في شتى أنحاء العالم ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها 17 مليون مراهق يعانون من حب الشباب كما تشير الإحصائيات العالمية إلى أن ثمانية من كل عشرة مراهقين يعانون من ظهور حب الشباب على وجوههم وأجزاء مختلفة من الجسم، ويعتبر هذا الأمر أمرا اعتياديا لا يستوجب القلق إلا أنه وفي 15 % من حالات حب الشباب تكون الإصابة شديدة وتتطلب الحصول على استشارة طبية من الطبيب المختص بالأمراض الجلدية. تعريف حب الشباب: حب الشباب هو عبارة عن التهاب مزمن في كيس الشعر والغدد الدهنية ومسامات البشرة الموجودة في طبقات جلد الإنسان، ومن علاماته ظهور حبوب وبثور وفي بعض الأحيان دمامل صغيرة على سطح البشرة وعادة ما يظهر هذا المرض على الوجه والصدر والظهر وخلف الرقبة. مراحل تكون حب الشباب: لا تظهر البثور فجأة على وجه المريض بل تمر بمراحل مختلفة و عادة ما تبدأ الإصابة بحب الشباب في المراحل الأولى من فترة البلوغ، ولذا يلاحظ ظهوره عند الإناث قبل الذكور وذلك لأن الإناث يصلن إلى مرحلة البلوغ قبل الذكور، وتصل هذه المشكلة ذروتها في سن 17سنة عند الإناث وسن 19سنة، وتاليا أهم مراحل الإصابة بحب الشباب: 1. المرحلة الأولى: في هذه المرحلة يزداد نشاط وحجم الغدد الدهنية في الجلد مما ينتج عنه زيادة في إفرازها للزهم وهي مادة شمعية دهنية تسد مسام الجلد وتؤدي إلى تكوّن الرؤوس السوداء والرؤوس البيضاء والبثور، وذلك نتيجة لزيادة إفرازات الهرمونات الذكرية من قبل الغدة الكظرية في مرحلة البلوغ. 1. المرحلة الثانية: في المرحلة الثانية يزداد تقرن كيس الشعر مما يؤدي إلى انسداده بسبب تجمع مادة الزهم فيه. 3.المرحلة الثالثة: هنا تبدأ البكتيريا بالتكاثر داخل كيس الشعر وفي مسامات الجلد، حيث تكون هذه البيئة مناسبة جدا لنمو البكتيريا اللاهوائية نتيجة الانسدادات الجلدية التي حصلت. 4.المرحلة الرابعة: تقاوم مناعة جسم المريض تكاثر البكتيريا في مسامات الجلد، وتتمثل هذه المقاومة في توجه كريات الدم البيضاء إلى منطقة تكاثر البكتيريا وحصول مواجهات بين البكتيريا وكريات الدم البيضاء، بحيث ينتج عنها موت جزء كبير من البكتيريا وكريات الدم البيضاء والعديد من الإفرازات الكيميائية مما ينتج عنه التهاب المسام المغلقة وظهور البثرة أو الحبة. أعراض حب الشباب: تتفاوت شدة الإصابة بحب الشباب من مريض لآخر بين البسيطة جدا والمعقدة جدا، ويمكن تصنيف هذه الحبوب حسب نوعها إلى: 1. حبوب غير التهابية: والتي إما أن تكون بيضاء الرؤوس أو سوداء الرؤوس، وتظهر الرأس السوداء أو يسمى بالكوميدون على هيئة نقطة سوداء إذا ما ضغط عليها برزت على شكل دويدة بيضاء يميل لونها للصفرة، وتتكون الحبوب ذات الرأس السوداء نتيجة لتجمع الخلايا الميتة مع صبغة الميلانين (صبغة تفرزها خلايا خاصة بالجلد) في قنوات الغدد..، أما الرؤوس البيضاء فهي أصغر حجما من الرؤوس السوداء وغالبا ما يفوق عددها عدد الحبوب ذات الرؤوس السوداء بنسبة 1:5 ، ولها لون الجلد ولكن يصعب رؤية منفذها الذي تتسلل منه الزيوت والبكتيريا ومن المحتمل جدا أن تتحول الرؤوس البيضاء إلى بقع ملتهبة. 2. حبوب التهابية وتقسم هذه الحبوب حسب شدة التهابها إلى: أ. حبيبات حمراء صغيرة وتسمى حطاطات ( papules). ب. بثورات تحت الجلد (comedonal acne). ت. حبوب تقيحية ذات خراج مؤلم ( (papulopustular acne. ث. تكيسات وعقد عميقة (nodulocystic acne). وتدوم الحطاطات والبثورات عادة لمدة من الزمن تتراوح بين الثلاثة إلى العشرة أيام، أما العقد فقد تدوم لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وبالنسبة إلى الكيس فقد يستمر لعدة أشهر، وغالبا ما يعقب العقد والأكياس تكون ندب في عدد من المرضى والندب على نوعان هما: 1. الندب السميكة والبارزة على سطح الجلد وتسمى الندب المتضخمة أو الجدرية (keloid). 2. الندب المنخفضة عن مستوى سطح الجلد وتسمى الندب الضامرة (atrophis). العوامل المسببة لحب الشباب: هناك العديد من العوامل تسبب ظهور حب الشباب وغالبا ما تجتمع هذه العوامل جميعا في الشخص المصاب بحب الشباب ويمكن تلخيص هذه العوامل بما يلي: 1. العوامل الهرمونية: حيث تسبب الهرمونات الذكورية أو ما يسمى بالأندروجينات تنبه الغدد الدهنية الموجودة في الجلد وتزيد من إفرازها للمواد الدهنية في مرحلة البلوغ. 2. العوامل الجرثومية: تشير العديد من الدراسات إلى أن البكتيريا تضطلع بدور هام في تكون حب الشباب، ومن أشهر أنواع البكتيريا التي لها دور في حدوث حب الشباب البكتيريا المسماة ببروبيوني بكتيريم أكنيز (p.acnes)، ومع هذا فإنه من المؤكد أن حب الشباب ليس مرضا معديا، ولكنه يحدث بسبب تفاعل البكتيريا التي تعيش اعتياديا (طبيعيا) على الجلد والمواد الدهنية التي تنتجها الغدد الدهنية. 3. العوامل الوراثية: لاحظ العديد من الباحثين أن بعض الأسر يظهر فيها مرض حب الشباب بشكل وراثي ولكن لغاية الآن لم يثبت ذلك علميا بشكل قاطع. 4. العوامل الغذائية: في الماضي كان يعتقد أن تناول بعض الأغذية مثل المكسرات والشوكولاته والدهنيات هي المسبب الرئيسي لتكون حب الشباب ولكن وللآن لم يثبت علميا وجود علاقة بين الغذاء وحب الشباب. علاج حب الشباب: تعتبر الإصابة بحب الشباب أمرا طبيعيا ما دامت في مراحلها الخفيفة والمتوسطة، ولكن وبسبب حساسية مرحلة المراهقة يسعى العديد من المراهقين إلى علاج هذه الحبوب التي تؤثر على مظهرهم الخارجي، وتعتبر الإصابة بحب الشباب حالة قابلة للعلاج بشرط أن يتبع المريض تعليمات الطبيب بحذافيرها وأن يدرك أن عليه أن يلتزم بالعلاج إلى نهاية المطاف ولو احتاج ذلك إلى فترة طويلة من الزمن، ذلك أن 80% من المرضى يظهرون درجة من التحسن تصل إلى 80% خلال ستة أشهر ولكن قد يكون من الضرورة المداومة على علاج البقع لفترة قد تصل إلى عدة سنوات. ويقسم علاج حب الشباب إلى علاج موضعي بوضع الدواء على البشرة المصابة مباشرة وعلاج آخر يتم فيه تناول الدواء عن طريق الفم وفيما يلي تفصيل كل منهما: أولا: العلاج الموضعي للجلد تستجيب جميع حالات حب الشباب البسيطة والمتوسطة للمعالجة الموضعية في معظم الأحيان أما إذا لم تستجب فإن المعالجة بالمضادات الحيوية في هذه الحالة تكون ضرورية، وتصرف أدوية العلاج الموضعي بوصفة طبية في العادة، ولكن بعض علاجات حب الشباب لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل المركبات التي تحتوي على الكبريت والريزورسينتول وبنزويل بيروكسيد(benzoyl peroxide) ، أما العلاجات الموضعية التي يمكن أن يصفها الطبيب المختص فتتضمن المضادات الحيوية ومركبات الرتينويد (retinoids) والرتين أ (retin a) ولا توضع أدوية العلاج الموضعي فقط على الحبوب بل على كل المنطقة المصابة. ثانيا: العلاج عن طريق الفم: تؤخذ المضادات الحيوية والهرمونات والرتينويدات عن طريق الفم لعلاج حب الشباب وجميع هذه العلاجات لا تصرف إلا بوصفة طبية.