ورقة بحثية توصي بتأسيس منصة مركزية للبيانات الحيوانية وتعميم ترقيم الماشية

أوصت ورقة علمية بإطلاق مبادرة وطنية باسم: «الذكاء الاصطناعي للثروة الحيوانية 2030»، ودعت إلى تأسيس منصة مركزية للبيانات الحيوانية وتعميم ترقيم الحيوانات باستخدام التقنيات الحديثة، ودعم التصنيع المحلي للأطواق الذكية والحساسات، كما أوصت بدمج مؤشرات الأداء البيئية والاجتماعية ضمن خطط التحول الرقمى في عملية تطوير الثروة الحيوانية بمصر .
الورقة حملت عنوان «التحول الاستراتيجي لإدارة الثروة الحيوانية في مصر باستخدام الذكاء الاصطناعي، خارطة طريق لتحقيق الأمن الغذائي والاستدامة»، واعدها الباحث فوزي محمد أبودنيا، من معهد بحوث الإنتاج الحيواني، وتم تقديمها إلى المؤتمر العلمي الأخير للجمعية المصرية للاقتصاد الزراعي.
ذكرت الورقة أن التحول إلى إدارة الثروة الحيوانية بالذكاء الاصطناعي يمثل فرصة استراتيجية لمصر لتحقيق أهدافها في الأمن الغذائي والاستدامة. ويعتمد النجاح على ثلاثة ركائز أساسية: (1) وجود بيانات موثوقة وموحدة، (2) بناء منظومة تقنية مرنة وآمنة، (3) وجود حوكمة قوية وتطبيق تدريجي قائم على النتائج. قدم البحث إطارًا عمليًا للانطلاق نحو تحقيق أثر ملموس على مستوى المنتجين وسلسلة القيمة بأكملها في غضون 36 شهرًا.
كم اكد أن بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يحدث ثورة في إدارة الثروة الحيوانية بمصر وزيادة الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي، ونوهت الورقة البحثية إلى أن قطاع الثروة الحيوانية يساهم بنحو 22% من الناتج الزراعي، ويوفر البروتين الحيواني لملايين المواطنين، لكنه يواجه تحديات مثل ارتفاع تكاليف الأعلاف، ونقص الموارد، وانتشار الأمراض.
واقترحت الورقة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة المزارع، حيث يمكن للأطواق الذكية وكاميرات المراقبة تتبع سلوك الحيوانات واكتشاف الأمراض مبكرًا. طبقا للورقة سجلت مصر نحو 8.6 مليون رأس ماشية، منها 2 مليون بقرة محلية و1.08 مليون جاموس، إلى جانب 2.12 مليون أغنام و1.11 مليون ماعز.
كما أنتجت البلاد 1.6 مليار طائر دجاج في 2025.، وأوضحت الورقة أن الذكاء الاصطناعي يعزز التغذية الدقيقة، مما يقلل تكاليف الأعلاف بنسبة 60-70% من إجمالي النفقات، ويحسن إنتاج الألبان واللحوم. كما يساعد في كشف الشبق لزيادة معدلات الحمل، ويقلل الإجهاد الحراري عبر أنظمة تبريد ذكية في قطاع الدواجن، يحسن الذكاء الاصطناعي كفاءة تحويل العلف ويخفض معدلات النفوق.
وأوصت الورقة بإنشاء سجل وطني موحد للحيوانات باستخدام تقنيات الترقيم، وتأسيس منصة بيانات مركزية لتحليل الإنتاج والتنبؤ بالأمراض، كما دعت إلى تقديم قروض ميسرة للمربين وتأهيل 3 مراكز إقليمية لتدريب الكوادر. وتشير الخطة المقترحة إلى تحقيق نتائج ملموسة خلال 3 سنوات، بدءًا من مشاريع تجريبية في 5-10 مزارع، وصولًا إلى تعميم النظام وربطه بالأسواق والتمويل.توقعت الورقة زيادة الإنتاجية وتقليل الفاقد، مما يعزز جودة المنتجات ويسهل التصدير، مع دعم الاستدامة عبر إدارة المخلفات وقياس الانبعاثات الكربونية.