«أسوشيتد برس»: نصائح الدكتور ترامب للنساء الحوامل بشأن باراسيتامول خطيرة وغير مثبتة

«الرئيس دونالد ترامب ليس طبيبً، لكنه مثّل دور طبيب على شاشة التلفزيون يوم الاثنين، مقدمًا كمًا هائلًا من النصائح الطبية غير المثبتة التي أشار- غالبًا دون تقديم أدلة- إلى أنها قد تساعد في خفض معدلات الإصابة بالتوحد»، بهذه المقدمة بدأت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، تقرير لها بشأن نصائح ترامب للنساء الحوامل.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن ترامب ناشد النساء الحوامل مرارًا وتكرارًا تجنب تناول مسكن الألم «تايلينول»، وهو الشكل الأكثر مبيعًا من «الأسيتامينوفين»، هذا على الرغم من أن الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء توصي منذ فترة طويلة باستخدام «الأسيتامينوفين» كخيار آمن أثناء الحمل.
وفي حديثه إلى جانب وزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت إف كينيدي الابن، وهو نفسه من المشككين في اللقاحات، امتنع ترامب عن معارضة جميع اللقاحات، لكنه قال إنه ينبغي تأجيل التطعيمات الأساسية، أو إعطاء جرعات مُركّبة بشكل منفصل- على الرغم من ثبوت عدم وجود صلة بين اللقاحات والتوحد .
ووفق «أسوشيتد برس»، فقد بالغ ترامب بشكل كبير في تقدير كيفية إعطاء مثل هذه الحقن- والتي يحمي بعضها من 4 أمراض.
الدكتور ترامب ريدوكس
استذكر العرض الأيام الأولى لجائحة فيروس كورونا خلال فترة ولاية ترامب الأولى، عندما كان يقف في إحاطات يومية في البيت الأبيض ويلقي ادعاءات غير دقيقة على الإطلاق، بما في ذلك اقتراحه الشهير بأن حقن المطهرات يمكن أن يساعد الناس.
وقال ترامب في أبريل 2020: «أرى مطهّرًا يزيله في دقيقة واحدة، وهل من طريقة لفعل ذلك عن طريق الحقن داخل الجسم، أو ما يشبه التنظيف؟ كما ترون، يدخل الفيروس إلى الرئتين، ويسبب ضررًا هائلًا، لذا سيكون من المثير للاهتمام التحقق من ذلك».
وادّعى الرئيس الأمريكي لاحقًا أنه كان يمزح، لكن سرعان ما توقفت تلك الإحاطات، وظلت نبرته جدية يوم الاثنين.
وأشار الرئيس إلى وجود مشاكل غير محددة تتعلق بلقاح MMR الآمن والفعال ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، ونصح الآباء بالانتظار لسنوات أطول من الآن، حتى سن 12 عامًا، لإعطاء لقاحات التهاب الكبد B للأطفال.
لكن الموضوع الذي أثاره بقوة أكبر كان إعلانه عن وجود صلة مزعومة بين التوحد والأسيتامينوفين، المعروف في معظم الدول خارج الولايات المتحدة باسم «باراسيتامول»، كرر ترامب عبارة «لا تتناول تايلينول» بإلحاح متزايد، ثم صرخ بها في النهاية، بحسب «أسوشيتد برس».
في سياق متصل، نفت شركة كينفو، المصنعة لدواء «تايلينول»، وجود أي صلة بين الدواء والتوحد، وقالت في بيان إن الأمهات الحوامل إذا لم يستخدمن تايلينول عند الحاجة فقد يواجهن خيارًا بين المعاناة من الحمى الخطيرة المحتملة أو استخدام بدائل مسكنة للألم أكثر خطورة.
تحدث ترامب وكينيدي والعديد من كبار مسؤولي الصحة في الإدارة، لكنهم كرروا إلى حد كبير الإحصائيات المعروفة بدلًا من نتائج الأبحاث الجديدة. بدا ترامب وكأنه يُقرّ بأن العلم قد لا يكون في صفه، إذ قال في إحدى المرات: «أنا أدلي بهذه التصريحات من تلقاء نفسي»، بحسب الوكالة.
وأضاف ترامب: «أنا لا أصنعها من هؤلاء الأطباء، لأنهم عندما يتحدثون عن نتائج ودراسات مختلفة، أتحدث عن الكثير من المنطق السليم، وهم أيضًا يتمتعون بذلك، يتمتعون به كثيرًا». لكنه أصر في وقت لاحق على أنه «تحدث إلى العديد من الأطباء حول كل ما نتحدث عنه».
ربط باراسيتامول بالتوحد «أكاذيب» ونصائح ترامب للنساء الحوامل خطيرة
قال آرثر كابلان، من قسم الأخلاقيات الطبية بكلية الطب بجامعة نيويورك، في بيان: «كان الإعلان عن التوحد من أكثر مظاهر النقص في الأدلة، والشائعات، وإعادة تدوير الخرافات القديمة، والنصائح الرديئة، والأكاذيب الصريحة، والنصائح الخطيرة التي شهدتها على الإطلاق من أي شخص ذي سلطة في العالم يدّعي معرفة أي شيء بالعلم، ما قيل لم يكن فقط غير مدعوم بالدليل وخاطئًا، بل كان أيضًا سوء ممارسة صارخًا في إدارة الحمل وحماية حياة الجنين».
وقبل فعالية التوحد، ألمح ترامب إلى أن إدارته اكتشفت روابط طبية جديدة من شأنها أن تفسر بشكل جذري سبب ارتفاع معدلات الإصابة به، لكن استعداداته لم تتضمن تعلم كيفية نطق كلمة «أسيتامينوفين»، مما أربكه.
قال ترامب متلعثمًا: «أسيدو... حسنًا، لنرَ كيف نقول ذلك. حمض... مينوفين... أسيتامينوفين؟ هل هذا مناسب؟»
وأصر ترامب أيضًا على أنه «لا يوجد جانب سلبي» في استجابة الأمريكيين لنصيحته، «باستثناء أن الأم ستضطر، كما أقول، إلى تحمل الأمر قليلًا» وتجنب تناول تايلينول لتسكين الألم أثناء الحمل.
وقال ترامب: «كل ما قلته، لا ضرر من القيام بذلك. إنه أمرٌ جيدٌ لا محالة».
ومع ذلك، فإن عدم علاج الحمى أثناء الحمل، وخاصةً في الأشهر الثلاثة الأولى، يزيد من خطر الإجهاض والولادة المبكرة ومشاكل أخرى، وفقًا لجمعية طب الأم والجنين.
وبحسب «أسوشيتد برس»، فأن الرئيس الأمريكي، حاول درء هذه الانتقادات بإلقاء اللوم على شركات الأدوية، وربما الأطباء، لإخفاء معلومات طبية بالغة الأهمية سابقًا، وقال إن تصريحاته استندت إلى «المعلومات المتوفرة لدينا»، مضيفًا: «أبرزها، وأعلقها بصوت عالٍ، وأعلنها بقوة».