إدانات دولية واسعة لانتهاك إسرائيل سيادة قطر.. ودعوة لانعقاد «الأمن الدولي»

تواصلت، أمس، الإدانات الدولية المنددة بالهجوم الإسرائيلى الذى استهدف مقار سكنية يقيم فيها أعضاء من المكتب السياسى لحركة حماس، بالعاصمة الدوحة، أمس الأول.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أمس الأول، بالهجوم الإسرائيلى على قطر، مشددا على أنه انتهاك صارخ لسيادة قطر وسلامة أراضيها.
وقال «جوتيريش»، فى تصريحات، إن قطر تلعب دورا إيجابيا للغاية فى محاولة التوصل إلى وقف إطلاق نار فى غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن، داعيا جميع الأطراف إلى العمل على تحقيق وقف إطلاق نار دائم فى قطاع غزة وليس تدميره.
وعبرت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بيربوك - التى تولت منصبها رسميا أمس الأول - عن القلق بشأن هذا «التصعيد».
وردا على أسئلة الصحفيين، دعت جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وقالت إن سيادة جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وسلامة أراضيها، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، يجب أن يُحترما وألا يُنتهكا من أى دولة عضو. وأضافت «بيربوك» أن المنطقة لا تحتاج إلى مزيد من التوترات، بل إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية باتجاه وقف فورى ودائم لإطلاق النار وتحسين الظروف الإنسانية للمدنيين فى غزة من قبل الحكومة الإسرائيلية والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وقالت مصادر دبلوماسية إنه بطلب من الجزائر ودول أخرى، يعقد مجلس الأمن الدولى، أمس الأربعاء (حتى مثول الجريدة للطبع)، جلسة طارئة لبحث الهجوم الإسرائيلى، الذى استهدف أحد المقار السكنية التى يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسى لحركة حماس فى الدوحة.
وذكرت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة أنه، خلال الجلسة، يستمع أعضاء المجلس إلى إحاطة من كبار مسؤولى الأمانة العامة للأمم المتحدة حول التطورات الأخيرة وخطورة التصعيد الإسرائيلى.
من جهتها، وجهت دولة قطر رسالة إلى كل من، الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لشهر سبتمبر الجارى، بشأن الهجوم الإسرائيلى الذى استهدف مقار سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسى لحركة حماس فى العاصمة الدوحة. وقامت بتوجيه الرسالة، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثان. وطالبت دولة قطر بتعميم الرسالة على أعضاء مجلس الأمن وإصدارها كوثيقة رسمية من وثائق المجلس.
وعبرت قطر فى الرسالة عن إدانتها بأشد العبارات لهذا الاعتداء الإجرامى، الذى يشكل انتهاكا صارخا لكافة القوانين والأعراف الدولية، وتهديدا خطيرا لأمن وسلامة القطريين والمقيمين على أرضها.
وأكدت أن الجهات الأمنية والدفاع المدنى والجهات المختصة قد باشرت على الفور التعامل مع الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتواء تبعاته وضمان سلامة القاطنين والمناطق المحيطة.
وأشارت إلى ‏أنها إذ تدين بشدة هذا الاعتداء، فإنها تؤكد أنها لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلى المتهور والعبث المستمر بأمن الإقليم وأى عمل يستهدف أمنها وسيادتها، وأن التحقيقات جارية على أعلى مستوى، وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل فور توفرها.
فى سياق متصل، أدانت وزارة الخارجية الروسية الضربة الإسرائيلية على العاصمة القطرية الدوحة، واعتبرتها انتهاكا صارخا للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، فى بيان: «تعتبر روسيا ما حدث انتهاكا صارخا للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، وتعديا على سيادة دولة مستقلة ووحدة أراضيها، وخطوة تؤدى إلى مزيد من التصعيد وزعزعة استقرار الوضع فى الشرق الأوسط».
وأضافت الوزارة أن الضربة الإسرائيلية على الدوحة كانت عملا يهدف إلى تقويض الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى تسوية سلمية فى الشرق الأوسط.
ودعت روسيا الأطراف إلى التحلى بالمسؤولية وتجنب الإجراءات التى قد تؤدى إلى تدهور الوضع فى منطقة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء اليابانى، يوشيماسا هاياشى، إن طوكيو تندد بشدة بالهجوم الإسرائيلى على الدوحة وتعتبره تهديدا لسيادة قطر والأمن الإقليمى. ووصف «هاياشى» الهجوم بأنه عقبة أمام الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة والإفراج عن الرهائن، معبرا عن تضامنه مع قطر وحث إسرائيل على العودة إلى المفاوضات.
وأدانت وزارة الخارجية الصينية بشدة الغارة الإسرائيلية على العاصمة القطرية الدوحة، وعبرت عن معارضتها انتهاك إسرائيل سيادة أراضى قطر.
وأضافت أنها تشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد المحتمل الذى قد تؤدى إليه الضربة. وتابعت الخارجية الصينية: «نحث بعض الدول الكبرى على الاضطلاع بدور بناء فى تخفيف التوتر الإقليمى».
وقالت وزارة الخارجية اليونانية إن الضربة الإسرائيلية فى الدوحة تشكل انتهاكا للسيادة الإقليمية لدولة قطر وتتعارض مع القانون الدولى.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية: «قلقون من غارات إسرائيل على الدوحة، ونعبر عن تضامننا الكامل مع دولة قطر الصديقة». وأضافت: «نؤكد تمسكنا باحترام سيادة قطر ووحدة أراضيها».