جمال الكشكي: الاعتداء على الدوحة صفعة جديدة للنظام الدولي وصمت يثير التساؤلات

قال جمال الكشكي، رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي، إن الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الأراضي القطرية مرفوض جملة وتفصيلًا، مشددًا على أن البيان المصري الصادر عقب الحادثة عكس إدانة شديدة وإنكارًا بالغًا لهذا العمل العدواني.
وأضاف الكشكي، خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز، أن الموقف المصري ثابت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، حيث تابعت القاهرة باهتمام تطورات الأوضاع، وأطلقت تحذيرات متكررة بشأن مخاطر استمرار الحرب وتهديداتها للأمن الإقليمي. وأكد أن مصر أثبتت منذ البداية أنها تقف في صف القانون الدولي، رافضة كافة أشكال العدوان.
وأشار «الكشكي» إلى أن الدولة المصرية لعبت دورًا محوريًا في التنبيه إلى خطورة التصعيد العسكري منذ بداية الأزمة، مؤكدًا أن بيانها الأخير ليس جديدًا على موقفها التاريخي. واستشهد بما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا، حين وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه وقف الحرب وحماية المدنيين.
وأوضح أن هذا الموقف يعكس إدراك مصر العميق بأن استمرار العدوان الإسرائيلي لا يهدد الفلسطينيين وحدهم، بل يفتح الباب أمام تداعيات إقليمية ودولية خطيرة قد تعصف باستقرار المنطقة بأسرها، مبينا أن الاعتداء الإسرائيلي الأخير يسلط الضوء على أزمة النظام الدولي الحالي، الذي بات غير قادر على مواجهة الانتهاكات المتكررة.
وقال رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي، إن النظام العالمي يشبه اليوم «مستشفى بلا أطباء»، عاجزًا عن وصف العلاج أو التصدي للمرض الخطير المتمثل في غطرسة القوة وانتهاك القوانين الدولية، مضيفا أن إسرائيل تجاوزت كافة القواعد والمواثيق الدولية، بما في ذلك القوانين الإنسانية، وهو ما يفرض على المجتمع الدولي أن يتحرك لإعادة بناء نظام عالمي جديد قادر على فرض الالتزام بالقانون ومنع مثل هذه الخروقات.
وأكد «الكشكي» أن خطورة الاعتداء الإسرائيلي لا تكمن فقط في كونه خرقًا للقانون الدولي، بل أيضًا في أنه يمثل سابقة خطيرة، إذ تعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها استهداف دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي بهذا الشكل المباشر.
ولفت إلى أن قطر تتمتع بعلاقات استراتيجية قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الأول لإسرائيل، ما يجعل هذا الاعتداء محملًا برسائل بالغة الحساسية، ليس فقط للدوحة وإنما لكافة دول الخليج والمنطقة.
واستطرد الكشكي، أن الاعتداء الأخير يعكس جدول أعمال إسرائيلي يخرج عن المألوف، ويكشف عن رغبة واضحة في فرض الأمر الواقع بالقوة، دون أي اعتبار للمواثيق الدولية أو لسيادة الدول، مشددا أن هذه العملية تمثل رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل لم تعد تبالي بالمجتمع الدولي أو بمؤسساته، وأنها ماضية في مخططاتها حتى لو أدى ذلك إلى تعريض مصالح حلفائها الغربيين للخطر.
واختتم «الكشكي» حديثه بالتأكيد على أن ما جرى يستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي، خاصة أن الأمر تجاوز حدود الأراضي الفلسطينية ووصل إلى استهداف مباشر لدولة عربية خليجية، مؤكدا على أن هذه التطورات تفرض على العالم بأسره إعادة التفكير في آليات النظام الدولي، حتى يكون قادرًا على حماية السلم والأمن العالميين، والتصدي لمحاولات فرض القوة على حساب القانون.