أشد فتكًا من «برمودا».. منطقتان غامضتان داخل الولايات المتحدة تخفيان أسرارًا أكثر من المثلث الشهير

ارتبط مثلث «برمودا» بعشرات حالات الاختفاء التي سيطر عليها الغموض والخفاء لعقود، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هناك منطقتين «غريبتين» في الولايات المتحدة تخفيان أسرارًا أشد فتكًا من المثلث الشهير.
منذ ما قبل تأسيس الولايات المتحدة، مثّلت إحدى المناطق التي امتازت بالغموض داخل بحيرة ميشيجان، الموقع الأخير المعروف للعديد من الطائرات والسفن الشراعية، بعضها اختفى دون أثر، إذ يُعرف هذا المثلث باسم مثلث ميشيجان، ويقع بين لودينجتون وبينتون هاربور في ميشيجان ومانيتووك في ويسكونسن، وفقًا لما ذكرته صحيفة «ديلي ميل».
وتقع ألاسكا في منطقة أكثر رعبًا في الولايات المتحدة، إذ أشار البعض إلى أن ما يصل إلى 20.000 حالة اختفاء حدثت داخل هذا المثلث، ويقع المثلث بين أنكوريج وجونو وأوتكياجفيك، وشهد مآسي متكررة، وحالات اختفاء لا حصر لها شملت كل شيء، من طائرات الركاب إلى السكان المحليين الذين كانوا في رحلات مشي.
ونظرًا لقلة سكان ألاسكا، فإن العدد الإجمالي لحالات المفقودين داخل المثلث مرتفع بشكل صادم، مما دفع بعض منظري المؤامرة إلى إلقاء اللوم على أشياء اعتبارًا من الأجسام الطائرة المجهولة إلى مشاريع حكومية سرية مخفية في البرية.
كما دفعت الألغاز في كلا المثلثين (ميشيجان وألاسكا)، البعض إلى الادعاء بوجود دوامات كهرومغناطيسية في المنطقتين تسببت في تحطم الطائرات وغرق السفن، والآن، أعادت الأدلة المكتشفة مؤخرًا في كلا الموقعين تسليط الضوء على كلا المثلثين الغامضين.
مثلث ميشيجان
ألقى مُروّجو نظريات المؤامرة باللوم في حالات الاختفاء الغامضة قرب ميشيجان على «دوامات الطاقة»، أو «خطوط الطاقة»، وهي خطوط الطاقة المفترضة التي تتقاطع مع معالم أثرية قديمة حول العالم، إذ وقعت أكثر حالات الاختفاء روعًا في هذه المنطقة ليلة 23 من شهر يونيو من العام 1950، إذ فقدت طائرة من طراز DC-4 تحمل 58 راكبًا وطاقمًا الاتصال اللاسلكي بمراقبي الطيران، وأفادت التقارير حينها بأن شهود عيان سمعوا أصوات محركاتها وهي تُصدر أصواتًا متقطعة وشاهدوا ومضات قبل سقوطها في بحيرة ميشيغان أثناء عاصفة.
وانتشل خفر السواحل حطامًا وبقايا بشرية من طائرة الرحلة رقم 2501 بعد تحطمها داخل مثلث ميشيغان، والذي كان أخطر حادث طيران تجاري في أمريكا آنذاك.
مثلث ألاسكا
استحوذت حادثة اختفاء واحدة في ألاسكا على اهتمام الرأي العام لعقود، والتي كانت تتعلق بطائرة سيسنا تقلّ السياسيين توماس هيل بوجز الأب، زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي، ونيك بيجيتش، عضو الكونجرس عن ألاسكا، عام 1972، وبعد واحدة من أكبر عمليات البحث والإنقاذ في تاريخ الولايات المتحدة آنذاك، والتي شملت 40 طائرة عسكرية و50 طائرة مدنية، لم يُعثر على أي حطام.
وخلافًا لنظريات مثلث ألاسكا الأخرى، أثارت هذه الحادثة أيضًا عددًا من نظريات المؤامرة الحكومية، إذ كان بوجز عضوًا في لجنة وارن التي تحقق في اغتيال الرئيس كينيدي، وكان معارضًا لنظرية «القاتل المنفرد»، لذا زعم البعض أن الطائرة استُهدفت عمدًا، ولكن لم يُتحقق من أي دليل على عملية اغتيال.
ومن حالات الاختفاء البارزة الأخرى، اختفاء غاري فرانك سوذردن عام 1976 في رحلة في براري ألاسكا.
غموض يفوق «برمودا»
ويبلغ معدل الاختفاء في ألاسكا أكثر من ضعف المعدل الوطني، مما دفع البعض إلى افتراض أن الطاقة الكهرومغناطيسية في ميشيجان وألاسكا قد تكون سببًا لحوادث التحطم والاختفاء، فيما اقترح آخرون وجود أجسام طائرة مجهولة الهوية، أو حتى مخلوقات عدوانية تجوب المنطقة، بينما أشار مراقبون إلى أن ارتفاع معدل الاختفاء في ألاسكا يعود إلى اختفاء وقتل نساء السكان الأصليين، أو إلى طبيعة ألاسكا القاسية.