«محاولات للصلح وغياب الضحيتين».. كواليس جلسة النطق بالحكم في قضية مطاردة فتاتي الواحات

عاقبت محكمة جنح أول وثالث أكتوبر، برئاسة المستشار إياد حبيش، اليوم الاثنين، 4 متهمين في القضية المعروفة إعلاميًا ب«مطاردة فتيات طريق الواحات»، بالحبس 4 سنوات وتغريمهم 300 ألف جنيه، وذلك بعد إدانتهم بالتعرض للغير في الطريق العام، والتسبب في حادث مروري، وقيادة سيارة على نحو ينجم عنه الخطر، وإتلاف ممتلكات الغير عمدًا.
تفاصيل الحكم في قضية مطاردة «فتاتي الواحات»
وجاء منطوق الحكم كالتالي: «الحبس 3 سنوات مع النفاذ وغرامة 200 ألف جنيه عن الاتهام الأول، والحبس سنة مع النفاذ وغرامة 100 جنيه عن الاتهام الثاني، وغرامة 50 جنيهًا عن الاتهام الثالث، مع إلزام كل متهم بتعويض مدني مؤقت قدره 100 ألف جنيه لكل من المجني عليهما».
تعود تفاصيل الواقعة إلى ال 13 من أغسطس الماضي، حين كانت الطالبتان رنا إبراهيم فوزي عطية ونزال يوسف أحمد زكريا تستقلان سيارتهما بطريق الواحات بمدينة أكتوبر، وأظهرت تحقيقات النيابة العامة أن 3 سيارات يقودها طلاب جامعيون، بينهم «عبدالرحمن.ج»، «مازن.ن» و«مهند.ج»، إضافة إلى «يحيى.ع» سائق يعمل لدى شركة «أوبر»، طاردوا السيارة بطريقة وصفت بأنها «متهورة»، ما تسبب في اصطدامها بسيارة نقل متوقفة وإصابة الفتاتين بجروح، إلى جانب تهشم سيارتهما.
رغم أهمية الجلسة الثالثة بالقضية التي شهدت النطق بالحكم، غابت المجني عليهما وأسرتاهما عن الحضور، لكنهما أكدتا عبر محاميهما التمسك بالحق وعدم التنازل، وقالتا في تصريحات ل«المصرى اليوم»: «لن نتنازل.. حقنا مش للبيع، وأي ضغط للتصالح مرفوض تمامًا»، معتبرتين أن أي محاولة للتنازل «تعني استمرار الانتهاكات ضد الفتيات».
وأشارت أسرة «نزال» إلى أن محامية أحد المتهمين تواصلت معهم مؤخرًا للضغط من أجل الصلح، وهو ما وصفوه ب«محاولة إسكات صوتهما».
ردود فعل أسر المتهمين بعد صدور الحكم
في المقابل، امتلأت القاعة بذوي المتهمين الذين بدوا في حالة صدمة وحزن، جلست أم أحدهم تبكي قائلة: «ابني في بداية حياته.. ليه يتحبس 4 سنين عشان لحظة طيش؟»، فيما وصف والد آخر الحكم بأنه «قاسٍ».
المتهمون ال 4 حاولوا خلال الجلسات نفي نيتهم التحرش أو التعرض، إذ قال «عبدالرحمن.ج»، طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 18 سنة، إنه كان برفقة صديقه وقت الحادث لكنه لم يقصد مضايقة الفتاتين، كما ردد المتهم «يحيى.ع»، سائق أوبر، قوله: «محصلش»، بينما اعترف المتهم «مهند.ج»، طالب بكلية الهندسة، بمخاطبة الفتاتين بعبارة «إيه.. جايين في سباق نشد سوا؟» لكنه اعتبرها «مزاحًا»، كما أرجع «مازن.ن»، طالب بكلية الطب، انحراف سيارته إلى «إصلاحات الطريق»، نافيًا أي قصد للتعرض أو المطاردة.
وركّز الدفاع على الطعن في الأدلة المصورة، معتبرًا الفيديوهات «مقطوعة وغير مكتملة»، مطالبين بالبراءة، غير أن المحكمة رأت ثبوت الوقائع واعتبرت ما جرى «جريمة متكاملة الأركان».
أعلن فريق الدفاع عن المتهمين عزمه الاستئناف على الحكم، فيما شددت أسرتا الضحايا على الاستمرار في الدعوى المدنية للحصول على تعويضات عن الأضرار النفسية والجسدية.