لم يحتمل الألم.. وفاة الطفل الباكي عبدالله أبوزرقة من شدة الجوع في غزة

آخر كلمات طفل في الخامسة من عمره، لم تكن ضحكة أو مناداة على أمه، بل صرخة قصيرة كسرت جدار العالم: « أنا جعان» . الطفل الفلسطيني عبد الله أبو زرقة، الذي تحوّل صوته إلى أيقونة للألم الإنساني في غزة، رحل أمس الإثنين في أحد مستشفيات مدينة أضنا – تركيا، بعد صراع مع المرض وسوء التغذية، ومعاناة بدأت تحت حصار خانق لم يترك للأطفال إلا الجوع والانتظار.
View this post on Instagram
A post shared by Mohammed abo mostafa (@mohammed_fayq)
المقطع الذي ظهر فيه عبد الله قبل أسابيع وهو يصرخ: « أنا جعان» ، انتشر كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي، شاهده الملايين حول العالم، وتحوّل إلى صرخة في وجه الجوع والحصار، وجرس إنذار إنساني لم يوقف شيئًا من نزيف الموت في غزة.
لكن الصرخة التي هزّت القلوب لم تُنقذ صاحبها. عبد الله لم يحتمل أكثر؛ النقص الحاد في الأدوية والفحوصات والمعدات الطبية داخل غزة أخرجه من بين ذراعي والدته إلى سرير بارد في المهجر، لكنه لم ينجُ.
إلى جانبه، تصارع شقيقته الطفلة حبيبة، الموت، بعد إصابتها بتضخم في الكبد وتسمم في الدم وسوء تغذية حاد. والأمم المتحدة تؤكد إن 80% من الوفيات المسجلة بسبب التجويع في غزة هم من الأطفال، في ظل حصار يقطع عنهم الطعام والدواء. وبرنامج الأغذية العالمي أكد أن الجوع في القطاع وصل إلى أعلى مستوياته منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.