الأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم المساعدات لاستهداف «العُزِّل» فى غزة

واصل الاحتلال الإسرائيلى عدوانه على الأراضى الفلسطينية المحتلة، إذ استشهد أكثر من 70 فلسطينياً، منذ فجر أمس، فى مناطق متفرقة من قطاع غزة، واستهدف طيران الاحتلال تجمعاً للفلسطينيين فى حى التفاح شرق غزة، وتجمعاً بالقرب من نقطة توزيع مساعدات فى خان يونس، وآخرين فى خيمة تؤوى نازحين فى المواصى غرب خان يونس.
يأتى هذا تزامناً مع إعلان الأمم المتحدة تعرض المرافق الصحية فى قطاع غزة لهجمات متكررة، ومواجهة الفلسطينيين انتهاكات إسرائيلية واسعة، مشيرة إلى أنّ إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية وسيلة لاستهداف المدنيين العزل الذين يحاولون الحصول على الغذاء. استشهد 8 فلسطينيين وأصيب آخرون، فجر أمس، فى غارة إسرائيلية استهدفت تجمعاً فى حى التفاح شرق مدينة غزة، بينما أعلنت مصادر طبية وصول شهيدين وعدد من الجرحى إلى مستشفى الكويت التخصصى الميدانى، جراء إصابتهم بنيران إسرائيلية استهدفت تجمعاً للمواطنين بالقرب من نقطة توزيع مساعدات فى خان يونس، جنوب القطاع، واستشهد مواطنان آخران وأصيب آخرون جراء قصف طائرات جيش الاحتلال خيمة تؤوى نازحين فى المواصى غرب مدينة خان يونس، ليصل إجمالى عدد الشهداء الفلسطينيين خلال الساعات ال24 الماضية إلى أكثر من 72 شهيداً ونحو 174 مصابًا.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس جيبريسوس أدهانوم، أن المنظمة سلمت شحنتها الطبية الأولى إلى غزة منذ 2 مارس الماضى، مضيفاً فى تغريدة على منصة «إكس»، أن ال9 شاحنات التى حملتها تمثل «قطرة فى محيط»، وذلك فى إشارة منه إلى أنها غير كافية بالنظر لاحتياجات القطاع، لافتاً إلى أن تلك الشاحنات محملة بإمدادات طبية أساسية و2000 وحدة دم و1500 وحدة بلازما عبرت إلى القطاع، مؤكداً أن الإمدادات سيتم توزيعها على المستشفيات ذات الأولوية فى غضون أيام.
وقالت المقررة المعنية بالحق بالصحة لدى الأمم المتحدة، تلالنج موفوانج، إن الحديث عن وجود حق بالصحة فى قطاع غزة بات مستحيلاً تحت وطأة الهجمات الدامية التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى، مؤكدة أن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءاً يومياً.
وأضافت موفوانج، خلال مشاركتها فى الدورة ال59 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المنعقدة بمدينة جنيف، أن الوضع يزداد سوءاً يومياً، ولدينا الآن مساعدات غذائية من المفترض أن تنقذ حياة الناس من الجوع والموت الوشيك، لكنها باتت تُستخدم من قبل الاحتلال وسيلة لاستهداف المدنيين العزل الذين يحاولون الحصول على الغذاء لأنفسهم ولأسرهم. واعتبرت أن ما يجرى هو عنف إمبريالى استعمارى موجّه ضد شعب أعزل غير قادر على الدفاع عن نفسه، مؤكدة أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولى يمتلكان الأدوات القانونية الكفيلة بمنع ما يحدث فى غزة. فى الوقت نفسه، طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، بضرورة رفع الحصار الإسرائيلى عن قطاع غزة، ووقف إطلاق النار، حتى تتمكن الوكالة من مواصلة عملها، مؤكدة أن الحصار يمنع من هم فى أمسّ الحاجة من الوصول إلى الإمدادات الغذائية الأساسية، وحذرت من استشراء حالة العطش الشديد الذى يهدد فلسطينيى قطاع غزة ب«الموت»، فى ظل انهيار أنظمة التزويد بالمياه نتيجة القصف الإسرائيلى للبنى التحتية ومنعه دخول الوقود للقطاع المنكوب منذ مارس الماضى. وقالت الوكالة إن 40٪ فقط من مرافق إنتاج مياه الشرب لا تزال تعمل، مؤكدة أن غزة على حافة جفاف من صنع الاحتلال، مشيرة إلى تراجع قدرتها على توفير المياه إلى نصف الكميات التى كانت توفرها خلال فترة الهدنة، وذلك بسبب قصف الاحتلال المتواصل، وأوامر النزوح القسرى، وحظر سلطات الاحتلال إدخال الوقود إلى القطاع لأكثر من 100 يوم. وقالت مؤسسات الأسرى -هيئة شؤون الأسرى والمحررين، نادى الأسير الفلسطينى، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان-، فى بيان مشترك، أمس، بمناسبة اليوم العالمى لمساندة ضحايا التعذيب، إن سلطات الاحتلال تواصل تصعيد استخدام جرائم التعذيب الممنهجة بحق الأسرى والمعتقلين فى السجون والمعسكرات، والتى تحوّلت إلى ساحات للتعذيب. ودعا قادة الاتحاد الأوروبى، مساء أمس الأول، إلى وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، مشيرين إلى استمرار المباحثات الأوروبية بشأن تقرير عن مدى التزام إسرائيل ببنود اتفاقية الشراكة مع التكتل فى يوليو المقبل، مع مراعاة تطورات الوضع على الأرض. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أنه عقب مناقشة حول الشرق الأوسط فى العاصمة البلجيكية بروكسل، دعا القادة الأوروبيون إلى وقف فورى لإطلاق النار فى غزة، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، مما يؤدى إلى وقف دائم للأعمال العدائية. وأعرب المجلس عن أسفه العميق للوضع الإنسانى المتردى فى غزة، ولعدد الضحايا المدنيين غير المقبول، ولمستويات المجاعة، داعياً إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، إلى رفع الحصار المفروض على غزة بشكل كامل، والسماح بوصول فورى ودون عوائق، وتوزيع مستمر وواسع النطاق للمساعدات الإنسانية فى جميع أنحاء غزة، وتمكين الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية من العمل باستقلالية وحيادية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة. وأعلنت سلوفينيا أنها ستتحرك مع دول أخرى تشاركها الرأى فى حال لم يتخذ الاتحاد الأوروبى خطوة ملموسة خلال الأسبوعين المقبلين، لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة فى قطاع غزة، الذى يتعرض لحرب إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل. وقال رئيس وزراء سلوفينيا، روبرت جولوب، إن بعض دول الاتحاد تضع مصالحها الخاصة فى المقام الأول بدلاً من حماية حقوق الإنسان للشعب الفلسطينى، مشدداً على ضرورة أن يتخذ الاتحاد الأوروبى خطوات ملموسة ضد إسرائيل، وإذا لم يتخذ الاتحاد خطوة ملموسة، فإننا سنتحرك مع دول تشاركنا الرأى لممارسة ضغط حقيقى على إسرائيل، وقد حان الوقت.