كتب محمد أحمد الحد كشف موقع «أكسيوس» الإخباري الأمريكي، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، أن إسرائيل تدرس تنفيذ عملية عسكرية خاصة عبر وحدات الكوماندوز لتدمير منشأة «فوردو» النووية الإيرانية، وذلك ضمن سيناريو محتمل لهجوم شامل على برنامج طهران النووي. منشأة نووية محصنة تحت الأرض تقع منشأة «فوردو» تحت جبل قرب مدينة قُم الإيرانية، وتُعد من أكثر المواقع تحصينًا في إيران والعالم، حيث صُممت لحماية عمليات تخصيب اليورانيوم من أي ضربة جوية مباشرة، وتخصب طهران بحسب مزاعم «أكسيوس» في هذه المنشأة اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من الحد المطلوب لصناعة سلاح نووي. ويرى خبراء غربيون أن تدمير «فوردو» يُعد ضروريًا لإضعاف قدرة إيران على امتلاك سلاح نووي في المستقبل. خطة الكوماندوز.. الخيار الأصعب لتفجير «فوردو» من الداخل بحسب ما نقله «أكسيوس»، فإن تل أبيب تدرس بجدية تنفيذ عملية تسلل سرية عبر وحدات النخبة لتدمير المنشأة، بسبب الطبيعة الجغرافية المعقدة ل«فوردو»، التي تجعل الغارات الجوية عديمة الفاعلية. وتعتمد الخطة على إرسال وحدة خاصة من الكوماندوز إلى قلب المنشأة، بهدف زرع متفجرات شديدة الانفجار في مداخل المنشاة ومراكز التهوية، وداخل نقاط الضعف الهيكلية وتفجيرها من الداخل، لتحقيق شلل كامل في قدرتها التشغيلية. ويرجح أن تكون وحدات مثل وحدة هيئة الأركان العامة «سايرت متكال» أو وحدة النخبة في البحرية الإسرائيلية «شاييطت 13» هي المرشحة لتنفيذ مثل هذه العملية، على أن تُنفذ بسرعة ودقة وبمساندة استخباراتية ولوجستية مكثفة، مع احتمالية توفير غطاء جوي أو تشويش إلكتروني لتأمين التسلل والانسحاب. ويُذكر أن الجيش الإسرائيلي نفذ في سبتمبر الماضي عملية كوماندوز محدودة داخل سوريا، دمر خلالها مصنع صواريخ تحت الأرض عبر زرع متفجرات، في عملية يُعتقد أنها نموذج مصغر لما تفكر إسرائيل في تكراره ضد «فوردو». ورغم أن منشاة «فوردو» محصنة بشدة، إلا أن طبيعتها الجبلية تمنع إيران من حمايتها تمامًا بمنظومات دفاع جوي داخلية، ما يجعلها تعتمد على الموقع الجغرافي نفسه كخط الدفاع الأساسي. في المقابل، فإن إسرائيل لا تمتلك سلاحًا قادرًا على اختراق عمق «فوردو» جويًا، على عكس الولاياتالمتحدة، التي تمتلك قنبلة خارقة للتحصينات تُعرف باسم GBU-57، وهي قنبلة تزن أكثر من 13 طنًا، موجهة بالليزر، صُممت لاختراق التحصينات الخرسانية، ولا يمكن حملها إلا عبر القاذفة الأميركية B-2 Spirit، لذلك، يُعد الخيار البري عبر الكوماندوز هو الوحيد المتاح أمام إسرائيل حاليًا، رغم ما يحمله من مخاطر استراتيجية وعسكرية كبيرة. من قصف «نطنز» إلى حافة الانفجار الإقليمي في فجر يوم الجمعة 13 يونيو 2025، شنت إسرائيل واحدة من أوسع ضرباتها الجوية داخل إيران، استهدفت خلالها منشآت نووية ومراكز تابعة للحرس الثوري، أبرزها منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم ومواقع في أصفهان وقم. وأسفرت الضربات عن مقتل قادة في الحرس الثوري وعدد من العلماء النوويين، في هجوم اعتبرته طهران إعلان حرب، وأعقبه تصعيد خطير لم يشهده الشرق الأوسط منذ سنوات. إيران ترد بقصف مباشر داخل إسرائيل في اليوم التالي، ردت إيران على إسرائيل، بإطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة على أهداف إسرائيلية في أول هجوم مباشر بهذا الحجم. وشملت الضربات الإيرانية مستشفى في ريشون لتسيون، ومركزًا عسكريًا تحت الأرض في جفعاتايم، وقاعدة استخباراتية في الجنوب، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية. وأكدت طهران أن الرد كان «حتميًا»، مشددة على أن أي عدوان جديد سيقابل ب«ضربات أكثر اتساعًا ووجعًا»، بينما رفعت إسرائيل مستوى التأهب ونقلت بعض منشآتها الحيوية لمواقع بديلة. لم تكتف إيران بضربتها الأولى، بل شرعت في تنفيذ موجات متتالية من القصف الصاروخي والهجمات بالطائرات المسيّرة، استهدفت منشآت حيوية في تل أبيب، وحيفا، وبئر السبع، وموقعا بجانب شركة مايكروسوفت. ماذا لو ضربت إسرائيل منشأة «فوردو» النووية؟ يرى محللون أن تدمير «فوردو» من شأنه أن يُوجّه ضربة قاصمة للبرنامج النووي الإيراني، لكنه في المقابل قد يُفجّر حربًا شاملة في المنطقة، لا سيما إذا ردت طهران بقصف مباشر لمراكز القيادة الإسرائيلية أو عبر أذرعها في الإقليم، أو الخيار الأصعب وهو غلق مضيق هرمز جزئيًا أو كليًا، مما قد يسبب شلل تام لأسواق النفط والطاقة عالميًا، نظراً لموقعه المتميز ومرور ما يمثل 20% من سفن الخليج إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم. وقد يدفع هذا الهجوم إيران إلى الانسحاب نهائيًا من الاتفاقيات الدولية، وتسريع العمل العلني نحو امتلاك سلاح نووي كخيار ردع، ما قد يُدخل الشرق الأوسط في دوامة سباق تسلح نووي. في المقابل، تراهن إسرائيل على أن مثل هذه العملية، إن تمت بنجاح، ستؤخر البرنامج النووي الإيراني لسنوات، وتعيد رسم قواعد الاشتباك في المنطقة، حتى وإن كانت المخاطر باهظة.