كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائى إن البرلمان الإيرانى يُعد مشروع قانون للانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وأضاف أن طهران لا تزال معارضة لتطوير أسلحة الدمار الشامل، لكن لا معنى للبقاء ضمن المعاهدة مع القصف الذى بادرت به اسرائيل ضد البلاد. اقرأ أيضًا | أول رد من خامنئي على تهديد نتنياهو بالاغتيال من جهته، أكد وزير الخارجية الإسرائيلى جدعون ساعر على «النجاحات الكبيرة التى تحققت فى تعطيل البرنامج النووى الإيرانى»، زاعما أن عمليات استهداف منشآت حيوية مثل نطنز وتحييد عناصر رئيسية من المشروع النووى الإيرانى قد أحدثت تأثيرا كبيرا فى إعاقة التقدم الإيرانى. وفى تصريحات لشبكة «سى إن إن»، اعتبر أن «العمليات الإسرائيلية نجحت فى تأخير مسار امتلاك قنبلة نووية فى لحظات حرجة كان يفصل إيران عنها بضعة أشهر فقط». وفى رده على تساؤلات حول إمكانية تدخل الولاياتالمتحدة فى هذا الملف باستخدام إمكانياتها العسكرية الكبيرة مثل قاذفات «بى -52» والقنابل الخارقة للتحصينات، أكد ساعر أن واشنطن دولة ذات سيادة تتخذ قراراتها بناءً على مصالحها الوطنية. وقال إن العمليات الإسرائيلية مستمرة حتى فى حال عدم وجود دعم أمريكى كامل. وأضاف أن المعركة لم تنته بعد، وأن العمل مستمر لمنع تحول إيران إلى دولة نووية. فى المقابل، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ، رافائيل جروسى، أنه لم تسجل أى أضرار إضافية فى موقع نطنز النووى الإيرانى منذ الهجوم الإسرائيلى الذى وقع يوم الجمعة.. وفى حين أكدت إسرائيل أن الضربات طالت محطة الطاقة الأرضية والمرافق الداعمة تحت الأرض فى موقع نطنز، مما أسفر عن «أضرار كبيرة» للموقع، أفاد جروسى، بأن المرافق تحت الأرضية فى نطنز لم تتعرض لأضرار إضافية بعد الهجوم، وأن الضرر اقتصر على المبانى السطحية، مثل محطة الطاقة والمبنى التابع لها . وأشار جروسى إلى أن أربع منشآت فى مدينة أصفهان تعرضت لأضرار، من بينها المختبر الكيميائى المركزى، ومنشأة لتحويل اليورانيوم، ومصنع لإنتاج الوقود المخصص لمفاعل طهران، بالإضافة إلى منشأة تعنى بتحويل مادة (UF4) إلى معدن اليورانيوم. لكن لم يسجل أى ضرر فى موقع فوردو لتخصيب الوقود، كما لم تلحق أى أضرار بمفاعل الماء الثقيل فى خُنداب، الذى لا يزال قيد الإنشاء. فى الوقت نفسه، قال تحليل نشرته دورية «فورين أفيرز» إن التقييمات الأولية تشير إلى أن الهجمات نجحت جزئيًا فى تدمير البنية التحتية والمواقع الحيوية، وأظهرت إسرائيل قدرتها على الوصول إلى عمق الأراضى الإيرانية. ومع ذلك، لم تتأكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تدمير منشأة «فوردو» الحساسة بالكامل أو القضاء على أجهزة الطرد المركزى. وأنه ما زالت كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب بحوزة إيران، ويمكنها نظريًا إعادة تشغيل برنامجها بسرعة. وأفاد التحليل أن الوصول إلى القنبلة لا يتطلب فقط اليورانيوم، بل أيضًا معدات خاصة لتحويله إلى معدن واستخدامه فى رأس نووي، وهى عملية صعبة فى ظل الحرب والقيود العالمية المفروضة. ورغم الهجوم، لا تزال هناك تساؤلات كبيرة لم تُجب بعد. فالتقرير الأخير للوكالة الدولية أشار إلى أن هناك معدات مهمة لإنتاج الأسلحة لم يُعرف موقعها بدقة، وربما استهدفتها إسرائيل أو تنوى استهدافها لاحقًا. ومع ذلك، فإن إيران بلد كبير، مما يتيح فرصًا لإخفاء هذه الموارد. من جهة أخرى، تمتلك إيران طاقمًا كبيرًا من العلماء والفنيين فى المجال النووى. إسرائيل اغتالت بعض الشخصيات البارزة مثل رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق وعدد من القادة العسكريين، إلا أن استمرار البرنامج لا يتوقف على أشخاص بعينهم طالما بقى الكادر الفنى متماسكًا. وفى تحليل أخر نشره موقع «إسرائيل ناشيونال نيوز» رأى البعض أن تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية قد يكون مفتاحًا لحسم الصراع بين إسرائيل وإيران. فالموقع، المحصن داخل جبل قرب مدينة قم، يُعد من أكثر المنشآت حساسية، ويصعب تدميره بضربات جوية تقليدية. ويُستخدم لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، ما يقرب من درجة تصنيع الأسلحة، ويضم أجهزة طرد مركزى متقدمة، ويُعد بديلًا استراتيجيًا لمنشأة نطنز. ويعتقد الكثير من الإسرائيليين أن التدخل العسكرى الأمريكي، عبر قنابل خارقة للتحصينات، هو السبيل الواقعى لتدمير فوردو. لكن ثمة بديل طويل الأمد وأكثر فاعلية:وهو تغيير النظام الإيرانى من الداخل. ورأى التحليل أن الثورة الشعبية التى تُسقط نظام الملالى قد تكون الحل الأفضل لإنهاء التهديد النووى الإيراني، ولبناء دولة صديقة للغرب وربما لإسرائيل. ويقترح أن تدعم إسرائيل والولاياتالمتحدة هذا التحول بهدوء، عبر تقديم الدعم للثوار.