إيران تضرب العقل العلمي الإسرائيلي.. أضرار جسيمة في معهد وايزمان للعلوم

مع استمرار التصعيد العسكري الإيراني الإسرائيلي منذ فجر الجمعة الماضي، استهدفت صواريخ إيرانية معهد وايزمان للعلوم الإسرائيلي بمدينة «رحوفوت» المحتلة، ما تسبب في اندلاع حريق هائل وإلحاق أضرار مادية جسيمة بالمختبرات التابعة للمعهد، الذي يعد من المراكز البحثية المحورية في تطوير تكنولوجيا الاحتلال الإسرائيلي.
حريق يلتهم مبنى المختبرات والتحقيقات مستمرة
وأكدت مصادر إسرائيلية أن الحريق اندلع داخل مبنى يضم مختبرات بحثية متقدمة، فيما هرعت فرق الإطفاء والطوارئ إلى الموقع لاحتواء ألسنة اللهب، وذكرت تقارير عبرية أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد ما إذا كان هناك أفراد محاصرون داخل المبنى المتضرر، رغم عدم الإعلان عن وقوع إصابات حتى الآن.
جاء الهجوم الذي طال المعهد العلمي الشهير، ردًا على ما يُعرف بعملية «شعب كالأسد» التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا ضد منشآت إيرانية حساسة، من بينها مواقع نووية وعسكرية، ويُعد استهداف معهد وايزمان تطورًا نوعيًا، إذ لم يُسجَّل من قبل تعرضه لأي أذى مباشر في نزاع عسكري سابق.
رمزية الاستهداف وأبعاده الأمنية والعلمية
يُعتبر معهد وايزمان، الذي تأسس عام 1934، من ركائز البنية التكنولوجية لإسرائيل، وله مساهمات عالمية في مجالات الكيمياء، علم الأحياء، الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية، وبالتالي فإن المساس به يمثل ضربة رمزية وعملية للمجال البحثي والعلمي، كما يثير تساؤلات حول قدرة الدفاعات الإسرائيلية على حماية المؤسسات غير العسكرية، وفقًا لوكالة «رويترز».
الهجوم على المعهد جاء في سياق رد شامل من إيران، حيث أطلقت أكثر من 150 صاروخًا باليستيًا وطائرات مسيّرة باتجاه أهداف إسرائيلية خلال ليلة واحدة، ورغم أن أنظمة الدفاع الجوي نجحت في اعتراض القسم الأكبر من هذه الهجمات، فإن بعضها اخترق الدفاعات متسببًا في دمار وخسائر بشرية محدودة.
سقوط ضحايا وأضرار في مواقع أخرى بإسرائيل
إلى جانب الضربة التي لحقت بمعهد وايزمان، شهدت مدينة «بات يام» الساحلية انهيار مبنى سكني جراء الهجمات، مما أدى إلى مصرع ما لا يقل عن 6 مستوطنين، بينما لا يزال عشرات العالقين تحت الأنقاض، كما أسفر سقوط صاروخ في مدينة «طمرة» شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة عن قتل 4 من أسرة واحدة، في مشهد أعاد إلى الأذهان صور الحروب السابقة التي خاضها الكيان الصهيوني.
وحتى اللحظة، لم يوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي ما إذا كان استهداف معهد وايزمان مقصودًا أو نتيجة لضربة جانبية، غير أن حجم الضرر الذي لحق بالموقع أثار قلقًا واسعًا في الأوساط العلمية والأمنية، خصوصًا أن المعهد يحتضن أبحاثًا على درجة عالية من الحساسية.
وبسبب استمرار التهديد، أبقى جيش الاحتلال على غلق المجال الجوي حتى إشعار آخر، فيما صدرت تعليمات بإخلاء المناطق المحيطة بمراكز تصنيع الأسلحة في وسط البلاد، تحسبًا لاحتمال وقوع هجمات إضافية خلال الساعات المقبلة، كما تعمل السلطات على تسهيل عودة الإسرائيليين العالقين خارج الأراضي المحتلة نتيجة إغلاق المطارات.