قال الدكتور محمد محسن أبوالنور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، خبير الشؤون الإيرانية، إن مجمل التقييم لما حدث في إيران أن إسرائيل شنت حربا على إيران فجر أمس الجمعة تفوق كونها مجرد حملات عسكرية أو ضربات محدودة مستهدفة مواقع في العاصمة الإيرانية وعدد كبير من المدن، وأسفرت هجماتها عن استهداف البرنامج النووي الإيراني وأصول عسكرية واستهداف قادة كبار في المنظومة العسكرية الإيرانية. وأوضح في تصريحات ل«المصري اليوم» أن العمليات في التقييم المبدئي أدت إلى اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، ورئيس الأركان الإيراني محمد باقري، وقادة كبار آخرين في الحرس الثوري وعلماء ذرة كبار، من هنا يمكن القول إن هذه الحرب تنقسم حتى الآن إلى 3 مستويات متزامنة وهي: المشروع النووي تدمير منصات إطلاق الصواريخ القضاء على كبار مسؤولي النظام بمن فيهم القادة والعلماء، وهو ما يعني أن إسرائيل أرادت إحداث خلل بالغ في منظومة القيادة الإيرانية، تمهيدا لشن المزيد من الضربات الموسعة التي تطال رأس النظام نفسه، بمعنى أن هذه الحرب لا تستهدف تقويض البرنامج النووي بل تستهدف القضاء التدريجي على النظام مع توقع باستهداف المرشد الإيراني على خامنئي. وأضاف: «وتشير نجاحات إسرائيل هذه المرة في الوصول السهل إلى قلب طهران وقلب المدن المركزية في الهضبة الفارسية، التي طالما تحصنت تاريخيا ضد العدوان الخارجي إلى أن تل أبيب لديها القدرة الراهنة على استهداف المرشد، وإحداث أكبر الخسائر السريعة والمؤثرة للغاية بالنظام، لافتا إلى أن ما سبق يؤدي حتميا إلى أن إيران أولا تعرضت لخداع إستراتيجي بالغ من كل الأطراف الدولية وعلى رأسها أمريكا والترويكا الأوروبية التي نبذت إعلاميا اللجوء إلى الحل العسكري لحل المعضلة الإيرانية، كما أنه يشير إلى ضعف بنيوي وهيكلي في منظومة الأمن الوقائي لدى إيران، لا يمكن التعبير عنه بالكلمات. وأكد «أبوالنور» أن إيران سترد على تلك الحرب الإسرائيلية بعمليات صاروخية ومسيرات، لكن لو لم تقم إيران باتخاذ القرار السياسي والإعلان عن الامتلاك النووي والقيام بعمليات حقيقية مماثلة تماما في قلب تل أبيب واغتيال قادة في قلب النظام، فهذا يعني سماح إيران لإسرائيل باستمرار حملاتها على إيران، وبالتالي إسقاط النظام كليا وإخضاعه عسكريا تماما كما حدث في حالات الغزو البري التي تعرضت لها إيران على مدى تاريخها الحديث المفعم بالانكسارات العسكرية أمام القوى الخارجية. وفيما يتعلق بالدور الأمريكي ومنح إسرائيل الضوء الأخضر للضرب، أكد أنه لا يمكن أن تقوم إسرائيل بهذه العملية بدون ضوء أخضر أمريكي بل إنني أذهب إلى أن أمريكا هي من تولت عملية الخداع الاستراتيجي للتمهيد لتلك الحرب من خلال المماطلة مع إيران في موضوع المفاوضات.