عرضت روسيا خيارين لوقف إطلاق النار في المذكرة التي قدمتها إلى أوكرانيا خلال المفاوضات التي عقدت بين البلدين في إسطنبول التركية، والتي تهدف لإنهاء الحرب المستمرة منذ 2022. ونشرت وسائل إعلام روسية، اليوم الثلاثاء، المذكرة التي قدمتها موسكو إلى أوكرانيا، عقب المفاوضات التي عقدت بين الجانبين في قصر تشيراجان بإسطنبول. وبناء على ماورد في المذكرة، يقترح الخيار الروسي الأول لوقف إطلاق النار انسحاب الجيش الأوكراني من مناطق خيرسون، وزاباروجيا، ودونباس، ولوجانسك. في حين، يتضمن الخيار الثاني بنودا تتعلق بحظر إعادة انتشار القوات في أوكرانيا، ووقف التعبئة والمساعدات العسكرية الأجنبية، وبدء إجراءات التسريح، واستبعاد الوجود العسكري لدولة ثالثة. ويشمل قسم معنون ب «المعايير الأساسية للحل النهائي» في المذكرة بنودا مختلفة، منها حياد أوكرانيا ورفض مشاركتها في التحالفات العسكرية. ويحوي أيضا عدم امتلاك أوكرانيا للأسلحة النووية والحد من عدد قواتها، إضافة إلى طلب الاعتراف الدولي بالقرم وخيرسون وزاباروجيا ودونباس ولوجانسك على أنها مناطق روسية، ورفع العقوبات عن موسكو. ويشمل التخلي المتبادل عن المطالبات بالتعويضات الناجمة عن الصراع، وضمان حقوق وحريات السكان الناطقين بالروسية، ورفع القيود المفروضة على أنشطة الكنيسة الأرثوذكسية، وحظر تمجيد النازية والنازية الجديدة، والاستعادة التدريجية للعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، بما في ذلك عبور الغاز الطبيعي. واستضافت إسطنبول جولة ثانية من المحادثات الروسية الأوكرانية الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 2022، أمس الاثنين، وشارك وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في الاجتماع إلى جانب الوفد الروسي برئاسة فلاديمير ميدينسكي، والوفد الأوكراني برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف. من جهته، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، أن روسياوأوكرانيا توصلتا في إسطنبول، إلى اتفاقات مهمة وسيتم تنفيذها. وقال «بيسكوف» للصحفيين: «تم التوصل إلى اتفاقات محددة في إسطنبول وهي مهمة بالفعل، وسيتم تنفيذ هذه الاتفاقات، وبعد ذلك سيستمر العمل، ننتظر رد الفعل على مذكرة التفاهم التي تم تسليمها». وأشار بيسكوف إلى أنه من الخطأ توقع حدوث أي اختراقات فورية، في المفاوضات بين روسياوأوكرانيا في إسطنبول. وأوضح تعليقا على الجولة الثانية من المفاوضات بين روسياوأوكرانيا: «بالطبع، من الخطأ توقع أي قرارات أو اختراقات فورية هنا، لكن العمل جارٍ»، مضيفا: «لقد قلنا مرارا وتكرارا أن قضية التسوية معقدة للغاية، وتتكون من عدد كبير من الفروق الدقيقة». وعندما سئل عما إذا كانت روسيا مستعدة للتنازل عن أي من نقاط المذكرة، قال بيسكوف: «هذا موضوع خاص بعملية التفاوض، ومسألة لعملية التفاوض لا يمكن تداولها علنا»، مشيرا إلى أن بلاده تنتظر الرد على مسودة مذكرتها بشأن التسوية الأوكرانية. وأوضح بيسكوف أنه قد تم تسليم مسودة المذكرة الروسية إلى الوفد الأوكراني، خلف الأبواب الموصدة؛ ولم تكن هناك أي تسريبات. وقال: «تم نقلها في ظل نظام مغلق تماما، وقبل ذلك، كما تعلمون، لم تكن هناك أي تسريبات». وأشار بيسكوف إلى أن قرار نشر فحوى مسودة المذكرة الروسية بشأن أوكرانيا، اتخذه مساعد الرئيس الروسي، فلاديمير ميدينسكي، بعد بحث الوثيقة مع الجانب الأوكراني. وأوضح: «في البداية تم تسليم المذكرة إلى الجانب الأوكراني في جلسة مغلقة، وتم بحثها، كما جرى، بحكم الأمر الواقع، نشر الوثيقة الأوكرانية، التي سلمت إلينا، ورغم أنها نشرت قبل أن نجلس إلى طاولة المفاوضات، ولكن بعد هذا (النشر) جرت أول مناقشة لها، وتم اتخاذ هذا القرار من قبل رئيس فريقنا المفاوض». في غضون ذلك، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منفتح على السفر إلى تركيا للقاء كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وجاء ذلك في خلال ردها على سؤال يتعلق بموقف «ترامب» من دعوة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لعقد قمة تجمع الرئيسين «بوتين» و«زيلينسكي» في إسطنبول أو أنقرة ضمن جهود إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. وقال «ليفيت» للصحفيين إن «الرئيس قال إنه منفتح على ذلك في حال حصوله، لكنه يشترط أن يجلس الطرفان، أي الزعيمان الروسي والأوكراني، إلى طاولة المفاوضات». وبعد استضافة إسطنبول جولة ثانية من المحادثات الروسية الأوكرانية، قال «أردوغان» في خطاب: «أطمح بكل صدق إلى جمع الرئيسين بوتين وزيلينسكي وجها لوجه، في إسطنبول أو في أنقرة، بل وأتطلع إلى إشراك الرئيس ترامب في هذا اللقاء». في المقابل، استبعد الكرملين، اليوم الثلاثاء، انعقاد اجتماع بين الرؤساء الروسي والأوكراني، والأمريكي، في أي وقت قريب، بعد يوم على تأكيد البيت الأبيض «انفتاحه» على الفكرة. وقال دميتري بيسكوف، ردا على سؤال بشأن فرص انعقاد اجتماع كهذا: في المستقبل القريب، الأمر مستبعد، مضيفًا أنه لا يمكن لقمة من هذا النوع أن تجري إلا بعد توصل المفاوضين الروس والأوكرانيين إلى «اتفاق». من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين في هجوم روسي على مدينة سومي شمال شرقي البلاد، داعيا إلى ممارسة ضغط عالمي على نظيره الروسي فلاديمير بوتين لقبول وقف إطلاق النار. وقال زيلينسكي في تدوينة عبر منصة «إكس»: «من دون ضغط عالمي، ومن غير اتخاذ إجراءات حاسمة من الولاياتالمتحدة وأوروبا وكل من يتولى سلطة في العالم، لن يوافق بوتين حتى على وقف لإطلاق النار». على صعيد متصل، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، اليوم الثلاثاء، إن «الانتقام حتمي»، موجها كلامه إلى «كل من ينتابه القلق وينتظر العقاب»، في إشارة للهجمات الأوكرانية على روسيا. وكتب «ميدفيديف»، عبر قناته على تلجرام: «إلى كل من يشعر بالقلق وينتظر الانتقام، القلق وارد، ومن سمات الشخص العادي، والانتقام أمر لا مفر منه»، مضيفا: «من المهم أن نتذكر أن جيشنا يتقدم بنشاط وسيستمر في التقدم، كل ما هو مقدر له أن يتدمر سوف يتدمر حتما، وأولئك الذين قدر لهم أن يتم قصفهم سوف يندثرون». لكن ميدفيديف، أشار إلى أن المفاوضات في إسطنبول ضرورية لتحقيق نصر سريع لروسيا، وليس من أجل التوصل إلى سلام بحلول وسط وشروط غير واقعية. وكانت أوكرانيا نفذت يوم الأحد الماضي، هجوما واسع النطاق بطائرات مسيرة على قواعد جوية في روسيا وصولا إلى سيبيريا، وأكدت روسيا «اندلاع النيران» في عدد من طائراتها العسكرية، ووفقا لمصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية تم التخطيط للعملية التي تحمل الاسم الرمزي «شبكة العنكبوت»، منذ أكثر من عام ونصف، وأشرف عليها زيلينسكي. إلى ذلك، وصل وفد من كبار المسؤولين الأوكرانيين إلى واشنطن، اليوم الثلاثاء، لإجراء محادثات مع مسؤولين أمريكيين حول قضايا الدفاع والاقتصاد. وقال المستشار الرئاسي في أوكرانيا، أندريه يرماك، على مواقع التواصل الاجتماعي: «ننوي مناقشة الدعم الدفاعي والوضع في ساحة المعركة، وتشديد العقوبات على روسيا».