مع تقدم العمر، تصبح الذاكرة والوظائف العقلية أكثر عرضة للضعف والتراجع، وهو ما يُعرف طبيًا ب«الخرف» أو الديمينشيا، وهي حالة تمثل تحديًا متزايدًا للصحة العامة حول العالم، لا سيما في ظل ارتفاع معدلات الشيخوخة، يُقدر أن نحو 50% من الأشخاص الذين يبلغون 85 عامًا أو أكثر يعانون من شكل من أشكال الخرف، بحسب تقرير موقع Cleveland Clinic، وهو ما يسلط الضوء على أهمية التوعية بهذا المرض، أسبابه، وأبرز سُبل الوقاية منه. ما هو مرض الخرف؟ الخرف ليس مرضًا واحدًا محددًا، بل هو مصطلح عام يُستخدم لوصف مجموعة من الأعراض المرتبطة بتراجع الوظائف العقلية التي تؤثر على الحياة اليومية، مثل الذاكرة، والسلوك، والتفكير، والاستدلال، واللغة، وغالبًا ما تتطور هذه الأعراض تدريجيًا وتؤثر على قدرة الشخص في أداء مهامه اليومية. الأسباب الشائعة للإصابة بالخرف يُعد مرض الزهايمر السبب الأكثر شيوعًا للخرف، لكن هناك أسباب أخرى تشمل: 1- الخرف الجبهي الصدغي 2- الخرف الوعائي 3- الخرف المختلط 4- مرض باركنسون 5- قصور الغدة الدرقية 6- الآثار الجانبية لبعض الأدوية أنواع الخرف يصنّف الأطباء الخرف إلى ثلاث مجموعات رئيسية: 1- الخرف الأولي: حيث يكون الخرف هو المرض الأساسي، كما في الزهايمر. 2- الخرف الثانوي: نتيجة لحالة طبية أخرى، مثل الأورام أو التهابات الجهاز العصبي. 3- الحالات القابلة للعكس: أعراض مشابهة للخرف تنجم عن أسباب يمكن علاجها، مثل نقص الفيتامينات أو مشاكل الغدة الدرقية. أبرز أعراض الخرف 1- صعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة. 2-اضطرابات في المزاج والسلوك. 3-ضعف القدرة على اتخاذ القرارات والتذكر. 4- تكرار الأسئلة أو العبارات. 5- فقدان الإحساس بالزمن والتاريخ. 6- مشاعر القلق أو الاكتئاب. 7-الهلوسة في بعض الحالات. 8-ضعف التفكير المنطقي. 9-اضطرابات النوم. 10-صعوبة أداء المهام البسيطة مثل إعداد كوب من القهوة. علاج الخرف يعتمد العلاج على السبب ونوع الخرف، بعض الحالات يمكن علاجها، مثل: 1- إزالة الأورام التي تضغط على الدماغ. 2- علاج قصور الغدة الدرقية أو انخفاض السكر في الدم. 3-تعديل الأدوية التي تسبب أعراضًا مشابهة للخرف. أما في الحالات المزمنة، فيُستخدم العلاج الدوائي للتخفيف من الأعراض، خاصة المرتبطة بالذاكرة أو السلوك، مثل أدوية الزهايمر أو باركنسون. الوقاية من الخرف رغم أنه لا يمكن دائمًا منع الإصابة بالخرف، فإن بعض العادات الصحية قد تقلل من خطره، مثل: - التوقف عن التدخين. - اتباع النظام الغذائي المتوسطي المعتمد على الأسماك، المكسرات، وزيت الزيتون. - ممارسة النشاط البدني بانتظام (30 دقيقة يوميًا). - تحفيز العقل بألعاب الكلمات والألغاز. - الحفاظ على التواصل الاجتماعي والأنشطة الذهنية التفاعلية.