في عالمنا السريع والمليء بالتحديات، أصبح التوتر رفيقًا دائمًا للكثيرين، سواء كان ناتجًا عن العمل أو العلاقات أو حتى ضغوط الحياة اليومية، وبينما قد يكون التوتر رد فعل طبيعيًا تجاه مواقف معينة، إلا أن استمراره بشكل مزمن قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، على رأسها ارتفاع ضغط الدم، لذا، فإن فهم العلاقة بين التوتر وضغط الدم، والبحث عن طرق فعّالة لإدارته، يمكن أن يساهم في الوقاية من مضاعفات صحية خطيرة. كيف يؤدي التوتر إلى ارتفاع ضغط الدم؟ تُشير جمعية القلب الأمريكية (AHA) إلى أن ارتفاع ضغط الدم يمثل تحديًا صحيًا عالميًا، ويُطلق عليه أحيانًا اسم «القاتل الصامت» لغياب أعراضه الظاهرة، وبحسب موقع «onlymyhealth»، فإن هناك علاقة وثيقة بين التوتر وارتفاع ضغط الدم، إذ يفعّل الجسم عند التوتر ما يُعرف باستجابة «القتال أو الهروب»، وهي حالة فسيولوجية يتم خلالها إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول. تتسبب هذه الهرمونات في تسارع ضربات القلب وتضييق الأوعية الدموية، ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم، المشكلة تبدأ عندما يصبح التوتر حالة مستمرة، فيُبقي الجسم في حالة استنفار دائم، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بشكل مزمن، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. طرق مثبتة علميًا لتخفيف التوتر وخفض ضغط الدم للوقاية من آثار التوتر على الصحة، يمكن اعتماد مجموعة من الممارسات اليومية التي أثبتت فعاليتها علميًا في التخفيف من الضغط النفسي وتنظيم ضغط الدم، من بينها: 1- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يُعد النشاط البدني وسيلة فعّالة لتفريغ التوتر وتحسين الحالة المزاجية، وقد أظهرت الدراسات أن ممارسة الرياضة المعتدلة مثل المشي، السباحة، أو اليوجا لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا تُساعد في تنظيم ضغط الدم وتعزيز إفراز الإندورفين، وهو الهرمون المعروف بتحسين المزاج. 2- التأمل وتمارين اليقظة الذهنية التقنيات الذهنية مثل التأمل، التنفس العميق، واسترخاء العضلات التدريجي تُقلل من مستويات التوتر بشكل ملحوظ، ما يؤدي بدوره إلى خفض ضغط الدم وتحقيق توازن نفسي وجسدي. 3- النوم الجيد قلة النوم تؤدي إلى زيادة التوتر وارتفاع ضغط الدم، لذلك يُنصح بالحصول على 7 إلى 8 ساعات من النوم الجيد ليلًا، يُفضل تبني روتين نوم منتظم، مع تقليل استخدام الشاشات في المساء والحد من تناول الكافيين قبل النوم. 4- نظام غذائي صحي ومتوازن اتباع نظام غذائي غني بالفواكه، الخضراوات، الحبوب الكاملة، والبروتينات قليلة الدهون له تأثير إيجابي على الصحة النفسية والبدنية، في المقابل، فإن الإكثار من تناول الملح، السكر، والأطعمة المصنعة قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، كما أن الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم والألياف تساعد في ضبط ضغط الدم بشكل طبيعي.