بعد وفاة طالبة طب المنوفية.. 10 نصائح طبية للتعامل مع الضغط النفسي

«مش عايزة الجزء الحلو اللي فيا يموت، مش هسمح للكلية، أو الدكاترة، أو أي حد يمّوت الجزء ده فيا.. كل يوم بحس إن في حاجة جوايا بتروح، وكل حاجة بتختفي».
هذه الكلمات كتبتها إيمان دياب، طالبة الفرقة الخامسة بكلية الطب بجامعة المنوفية، قبل أيام من رحيلها المأساوي إثر تعرضها لنزيف حاد في المخ بعد أدائها امتحانًا صعبًا في مادة الأنف والأذن والحنجرة.
قصة وفاة إيمان دياب أطلقت موجة من الحزن والجدل في الأوساط الأكاديمية. زملاؤها وصفوا الامتحان بأنه كان فوق طاقة الطلاب، وقد أدى إلى حالة من الانهيار النفسي لعدد كبير من الطلاب، لكن جسد إيمان لم يتحمل الضغط الذي تعرضت له. بعد ساعات من دخولها في غيبوبة، لفظت أنفاسها الأخيرة.
رأي طبيب المخ والأعصاب نبيه حمدي في واقعة طالبة طب المنوفية
وفقًا للدكتور نبيه حمدي، أخصائي المخ والأعصاب، حالة إيمان دياب تُظهر بوضوح كيف يمكن أن يؤدي الضغط النفسي والجسدي إلى مضاعفات طبية خطيرة. النزيف الدماغي الذي تعرضت له إيمان يُعتبر من أخطر الحالات الطبية التي قد تنجم عن عدة عوامل، من بينها الإجهاد النفسي الشديد.
كيف يؤثر الضغط النفسي على الجسم
يقول دكتور«حمدي»، ل «المصري اليوم»، عند تعرض الإنسان لضغط نفسي مستمر، يتم إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. هذه الهرمونات تؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من العبء على الأوعية الدموية. في حالة وجود أي ضعف مسبق في جدران الأوعية الدموية، مثل تمدد الأوعية أو تلفها، يمكن أن يؤدي الإجهاد المتواصل إلى تمزق الأوعية وحدوث نزيف في المخ.
الدكتور نبيه حمدي يوضح أن مثل هذه الحالات تتطلب رعاية طبية فورية، حيث أن الدم المتسرب إلى أنسجة الدماغ يسبب ضغطًا داخليًا خطيرًا على الخلايا العصبية، مما قد يؤدي إلى فقدان الوعي أو الوفاة إذا لم يتم التدخل السريع.
الأسباب المحتملة للنزيف الدماغي
وفقًا للدكتور نبيه، النزيف الدماغي يمكن أن يحدث نتيجة عدة عوامل، أهمها:
1. ارتفاع ضغط الدم: الإجهاد النفسي قد يساهم في ارتفاع ضغط الدم، الذي يُعتبر من الأسباب الرئيسية للنزيف الدماغي.
2. تشوهات الأوعية الدموية: مثل تمدد الأوعية الدموية أو تشوهات الشرايين والأوردة، والتي قد تزيد من خطر تمزق الأوعية.
3. الإجهاد العاطفي والجسدي الشديد: الضغط النفسي المستمر والمفرط قد يؤدي إلى تلف في جدران الأوعية الدموية وزيادة خطر النزيف.
نصائح طبية للوقاية
لتجنب حدوث مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل، يجب اتباع النصائح الطبية التالية:
1. إدارة الإجهاد النفسي: يجب تقديم الدعم النفسي للطلاب وتوفير استراتيجيات للتعامل مع الضغط النفسي، مثل الاسترخاء وتقنيات التنفس العميق. الضغط النفسي المستمر قد يؤثر سلبًا على صحة الجسم، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.
2. الفحص الدوري لضغط الدم: من الضروري متابعة ضغط الدم بانتظام، خاصة للطلاب أو الأفراد المعرضين للضغط النفسي.
3. العناية بالصحة العامة: التغذية الصحية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم عوامل أساسية للمحافظة على الصحة العامة والحد من تأثيرات الإجهاد النفسي.
4. التدخل الطبي المبكر: إذا شعر الشخص بصداع حاد مفاجئ أو أعراض غير طبيعية مثل الدوخة أو الغثيان، يجب طلب الرعاية الطبية فورًا لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة.
نصائح للتعامل مع الضغط النفسي
بعد وفاة طالبة طب المنوفية إيمان دياب نتيجة نزيف في المخ بسبب الضغط النفسي الشديد، يصبح من الضروري التركيز على كيفية التعامل الصحيح مع التوتر لتجنب العواقب الصحية الخطيرة. وفقًا لدراسة نشرت في مجلة «The Lancet Psychiatry» حول مخاطر اضطرابات الصحة النفسية، إليك بعض النصائح الطبية للتعامل مع الضغط النفسي:
1. ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني يساعد على تقليل مستويات التوتر وتحسين الصحة النفسية والجسدية. حتى ممارسة بسيطة مثل المشي السريع يمكن أن تساعد في إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين.
2. تقنيات التنفس العميق والاسترخاء: مثل التأمل، اليوجا، أو تمارين التنفس العميق تعمل على تهدئة الجهاز العصبي وتخفيض مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين.
3. تنظيم الوقت وتجنب الإرهاق: إدارة الوقت بشكل جيد يساعد في تقليل الشعور بالإرهاق. يجب تقسيم المهام إلى أجزاء أصغر وتحديد أولويات العمل لتخفيف العبء الذهني.
4. الراحة والنوم الجيد: النوم الكافي يلعب دورًا مهمًا في التخفيف من التوتر وتحسين المزاج. قلة النوم تزيد من إفراز هرمونات التوتر وتؤدي إلى التعب النفسي والجسدي.
5. التغذية السليمة: تناول وجبات متوازنة وغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الأوميغا-3 والمغنيسيوم يساعد في تحسين وظائف الدماغ وتقليل التأثيرات السلبية للتوتر.
6. الحديث مع مختص نفسي أو استشارة طبية: في حالة الشعور بالتوتر المزمن أو الصعوبة في التعامل معه، من المهم اللجوء إلى مختص نفسي أو طبيب للتحدث والحصول على الدعم والعلاج المناسب.
7. ممارسة الهوايات والأنشطة المحببة: أخذ فترات راحة من الدراسة أو العمل لممارسة هواياتك المحببة يمكن أن يقلل من التوتر ويعيد شحن طاقتك.
8. تجنب العزلة: مشاركة مشاعرك مع الأصدقاء أو العائلة أو الانضمام إلى مجموعات دعم يمكن أن يخفف من الضغوط النفسية ويمنحك شعورًا بالدعم.
9. التخطيط للامتحانات أو المهام المجهدة: قبل أي حدث مقلق مثل الامتحانات، حاول وضع خطة منظمة للمذاكرة أو العمل لتجنب التراكم والضغط الزائد.
10. الاستماع إلى جسمك: لا تتجاهل العلامات التي يرسلها جسمك مثل الصداع المتكرر، الأرق، أو تسارع ضربات القلب. هذه قد تكون مؤشرات مبكرة على الإجهاد ويجب التعامل معها بجدية.