وسط أجواء أسطورية، يتزين ملعب أليانز أرينا فى مدينة ميونخ الألمانية فى العاشرة مساء السبت لاستقبال نهائى الشامبيونزليج بين إنتر ميلان الإيطالى وباريس سان جيرمان الفرنسى. المباراة تحظى باهتمام عالمى كبير، وتكمن صعوبتها فى رغبة كلا الطرفين فى إعادة كتابة التاريخ، فباريس سان جيرمان، أبناء حديقة الأمراء، يحلم باللقب الذى استعصى عليه كثيرًا، وكانت آخر محاولاته لاقتناصه فى نهائى 2020، إلا أنه خسر أمام بايرن ميونخ، وهو ما جعل حالة التأهب القصوى تعم كافة أرجاء فرنسا أملًا فى عودة فريقها بالكأس، فى ظل الوعد باحتفالات تاريخية شعبية ورسمية غير مسبوقة وموكب احتفالى فى شارع الشانزليزيه. فى المقابل، يأمل إنتر ميلان، الملقب بالأفاعى، بالفوز ب«ذات الأذنين» بعد أن غابت عن خزائنه على مدار 15 سنة، وكان آخر لقب حصده فى 2010، ليأمل فى التتويج التاريخى الرابع على مدار مسيرته، وسط تجهيزات لاحتفالات أسطورية غير مسبوقة. وستكون هذه المباراة هى الأولى بين الفريقين فى دورى أبطال أوروبا، وثانى مباراة نهائية فقط تجمع بين فريقين من فرنسا وإيطاليا، بعد نهائى موسم 1992/1993، عندما تغلب مارسيليا على ميلان 1/0، وهى المباراة التى أُقيمت أيضًا فى ميونخ. كانت رحلة باريس سان جيرمان للمباراة النهائية مليئة بالتقلبات، وتحديدًا فى مرحلة الدورى. بعد بداية مضطربة، تمكن الفريق من الفوز فى آخر ثلاث مباريات ليحتل المركز الخامس عشر، ويتأهل للملحق المؤهل لدور ال16، حيث تغلب على ستاد بريست الفرنسى 10/0 فى مجموع مباراتى الذهاب والإياب، ليصعد لدور ال16. وفى هذا الدور، تلقى سان جيرمان، بقيادة مدربه لويس إنريكى، الخسارة على أرضه أمام ليفربول، الذى تصدر مرحلة الدورى، فى مباراة الذهاب، ولكنه استطاع أن يفوز بمباراة الإياب بهدف نظيف، ليحتكم الفريقان لشوطين إضافيين وركلات الترجيح التى فاز بها سان جيرمان 4/1. وفى دور الثمانية، تغلب سان جيرمان على أستون فيلا 5/4 فى مجموع مباراتى الذهاب والإياب، ليضرب موعدًا مع أرسنال فى الدور قبل النهائى. واستطاع سان جيرمان أن يفوز على أرسنال 3/1 فى مجموع مباراتى الذهاب والإياب، ليصعد للمباراة النهائية. فى المقابل، كان فريق إنتر من الفرق القليلة التى كان لديها ثبات فى المستوى فى مرحلة الدورى، حيث أنهى هذه المرحلة فى المركز الرابع، بعد أن تلقى هزيمة واحدة كانت بهدف نظيف أمام باير ليفركوزن الألمانى، وكان هذا الهدف هو الوحيد الذى تلقاه الفريق الإيطالى. ولم يكن على إنتر خوض مباراة الملحق، حيث تأهل مباشرة لدور ال16، ليواجه فينورد، ليتغلب عليه 4/1 فى مجموع مباراتى الذهاب والإياب. وفى دور الثمانية، اصطدم إنتر ميلان بفريق بايرن ميونخ الألمانى، لكنه تمكن من عبور هذه العقبة بالفوز 4/3 فى مجموع مباراتى الذهاب والإياب. وفى الدور قبل النهائى، التقى إنتر بنظيره برشلونة الإسبانى، فى مباراتين مثيرتين ذهابًا وإيابًا، ولكن الفريق الإيطالى تمكن من الخروج من هذه المواجهة فائزًا 7/6 فى مجموع المباراتين. وأصبح سان جيرمان ثالث فريق فرنسى يتأهل لنهائى كأس أوروبا للأندية البطلة / دورى الأبطال أكثر من مرة، وذلك بعدما حقق ريمس هذا الإنجاز فى موسمى 1955/1956 و1958/1959، ومارسيليا فى موسمى 1990/1991 و1992/1993. وتمكن سان جيرمان من الفوز فى تسع مباريات من آخر 11 مباراة له بدورى أبطال أوروبا، وسجل هدف التقدم فى سبع مباريات من آخر تسع مباريات بكافة المسابقات. فى المقابل، ستكون هذه هى المباراة النهائية السابعة لإنتر ميلان فى دورى أبطال أوروبا / كأس أوروبا للأندية البطلة. وحقق إنتر ميلان الفوز فى عشر مباريات فى النسخة الحالية من البطولة، وهذا أكبر عدد من الانتصارات للفريق فى موسم واحد فى بطولة تابعة للاتحاد الأوروبى لكرة القدم (يويفا). وخسر إنتر ميلان فى مباراة واحدة فقط من آخر 14 مباراة بدورى الأبطال هذا الموسم، ولم يخسر فى آخر ثمانى مباريات أوروبية له، حيث فاز فى ست مباريات وتعادل فى مباراتين. ووفقًا لقواعد البطولة، إذا انتهى الوقت الأصلى للمباراة بالتعادل، سيخوض الفريقان شوطين إضافيين مدة كل واحد 15 دقيقة، وإذا ظل التعادل قائمًا خلال الوقت الإضافى، سيتم اللجوء لركلات الترجيح. ويدير اللقاء الحكم الرومانى إشتفان كوفاتش. يُذكر أن الفائز من هذه المواجهة سيشارك فى بطولة كأس السوبر الأوروبى، حيث سيواجه فريق توتنهام الإنجليزى، الذى توج بلقب الدورى الأوروبى. وبعيدًا عن المستطيل الأخضر، تشهد الخطوط مواجهة من العيار الثقيل بين المدربين لويس إنريكى وسيمونى إنزاجى، فكلاهما يتسلح بتاريخ طويل وحافل من الإنجازات. ويحمل إنريكى أحلام فريق باريس سان جيرمان، الذى يتطلع للتتويج باللقب لأول مرة فى تاريخه، أما إنزاجى فيأمل أيضًا فى إهداء إنتر ميلان لقب دورى أبطال أوروبا للمرة الرابعة فى تاريخ النادى، وتضميد جراح «الأفاعي» بعد خسارة لقب الدورى الإيطالى فى اللحظات الأخيرة لصالح نابولى. ويتسلح الثنائى، إنريكى وإنزاجى، بشخصية البطل، طوال مشوارهما التدريبى، وقبلها مشوارهما كلاعبين بارزين، وسبق لهما أيضًا خوض تجربة نهائى الأبطال، ولكن بسيناريو مختلف.